أخبار وتقارير

8 قتلى بالاضطرابات والمصدمات جنوب اليمن غالبيتهم من أنصار الحراك الجنوبي في الذكرى الأولى لانتخاب هادي

يمنات – متابعات

قُتل ثمانية أشخاص وأصيب 57 آخرون، غالبيتهم من أنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي في جنوب اليمن، أمس خلال مواجهات مع قوات الشرطة والأمن في محافظتي عدن والضالع، في الذكرى السنوية الأولى لانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن. ودارت المواجهات بين نشطاء الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن من ناحية، وبين عناصر من حزب الإصلاح أكبر أحزاب اللقاء المشترك المشارك في الحكومة وعناصر الأمن من ناحية أخرى. وأعلنت فعاليات تنظيم تظاهرات مؤيدة وأخرى مناهضة للوحدة في عدن في ذكرى انتخاب هادي.

واحتشد عشرات آلاف اليمنيين من التيارين المؤيد والمعارض للوحدة اليمنية في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، حيث احتفل التيار الأول بالذكرى الأولى لانتخاب الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، في 21 فبراير العام الماضي، فيما أحيا التيار الثاني ما أسماه بـ”يوم الكرامة”، في إشارة إلى مقاطعة شريحة واسعة من الجنوبيين للانتخابات الرئاسية المبكرة في 2012، التي منحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح “خروجا لائقا” من السلطة.

وشهدت مدينة عدن انتشارا أمنيا وعسكريا غير مسبوق لمنع اندلاع مواجهات في الشارع بين أنصار التيارين، في مشهد هو الأول من نوعه، من حيث الحشد والزخم، منذ تحقيق الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن.

وتجمع أنصار التيار المؤيد للوحدة اليمنية، وغالبيتهم من حزب الإصلاح الإسلامي، الشريك في الحكومة الانتقالية، وقدموا من بلدات جنوبية أمس الأول، في ساحة “العروض” الحكومية في منطقة “خور مسكر”، شرقي مدينة عدن، تحت حماية قوات الأمن والشرطة التي نشرت مدرعات وسيارات عسكرية على مختلف الشوارع المؤدية للساحة.

فيما تجمع أنصار الحراك الجنوبي، الذين قدم غالبيتهم من مدن جنوبية أخرى، في ساحة “الشهيد درويش”، التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن ساحة “العروض”.

وأطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، على حشود من “الحراك الجنوبي” حاولت الاقتراب صباح امس من ساحة “العروض”.

وبثت قناة “عدن لايف” التابعة للتيار الانفصالي الجنوبي، مشاهد لمدرعات وسيارات عسكرية تعترض مسيرة للعشرات من أنصار “الحراك الجنوبي”، وهم يرفعون أعلاما انفصالية.

وقال الناشط في “الحراك الجنوبي”، علي سعيد، لـ”الاتحاد”: أطلق جنود وقناصة من مسلحي الإصلاح النار علينا عندما حاولنا الاقتراب من ساحة العروض. مؤكدا سقوط أربعة قتلى وجرح آخرين، حالة أحدهم حرجة للغاية، برصاص وغاز قوات الأمن.

واتهم سعيد قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لقمع احتجاجاتهم “السلمية”، نافيا بشدة استخدام أنصار الحراك السلاح ضد رجال الأمن.

وذكر فتحي بن لزرق، وهو متحدث باسم فصائل “الحراك الجنوبي”، لوكالة فرانس برس، إن أحد القتلى من المارة وسقط برصاص الشرطة في حي “كريتر”، وسط عدن.

ونُقل القتلى والجرحى إلى مستشفيات عدة في مدينة عدن، حسبما أفادت مصادر طبية متعددة لـ “الاتحاد”. وقال مصدر أمني، إن ثلاثة جنود أصيبوا برصاص مسلحين من الحراك، مشيرا إلى أن حالة أحد الجنود “حرجة”.

واتهم المسؤول الأمني عناصر في الحراك الجنوبي بـ”التهور”، رافضا تأكيد أو نفي استخدام السلاح من قبل بعض أنصار الحراك الجنوبي”، الذي يضم فصائل متعددة، معظمها ترفض المشاركة في الحوار الوطني اليمني المزمع إطلاقه في 18 مارس المقبل.

وأثناء الاحتفال، اقتحمت قوات الشرطة تجمعا لأنصار “الحراك الجنوبي” في حي “السعادة”، القريب من ساحة “العروض”، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز على التجمع، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى، إصابة ثلاثة منهم خطيرة، حسبما

وفي سياق متصل، بالاضطرابات في عدن، اندلعت مواجهات، بين قوات الأمن ومسلحين حاولوا اقتحام المجمع الحكومي في مدينة الضالع، واحدة من أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين في الجنوب اليمني.

وذكرت مصادر محلية وطبية في الضالع، أن المواجهات أسفرت عن مقتل مسلح وإصابة ثلاثة آخرين. كما أُصيب ثلاثة أشخاص في مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للوحدة اليمنية في بلدة “كرش” بمحافظة لحج الجنوبية.

وفي مدينة تريم بمحافظة حضرموت، أحيا آلاف من أنصار “الحراك الجنوبي” الذكرى الأولى لـ”يوم الكرامة”، بترديد هتافات منددة بما أسموه بـ “الاحتلال اليمني”.

وكانت منظمة العفو الدولية دعت السلطات اليمنية إلى عدم استخدام “القوة المميتة” ضد المحتجين الانفصاليين الذين تظاهروا أمس في عدن.

وقالت آن هاريسون، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في بيان: “إن للحراك الجنوبي وأتباعه الحق في الاحتجاج السلمي، ويتعين على السلطات اليمنية ضمان هذا الحق”، موضحة أن على “قوات الأمن التي ستُنشر لحفظ الأمن في هذه المظاهرات أن تمتنع عن استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد المحتجين سلمياً، وهو ما لم تتقيد به هذه القوات في الماضي القريب”.

وأضافت هاريسون: “لقد أظهرت قوات الأمن، ولا سيما قوات الأمن المركزي، مرة تلو أخرى، ازدراءً تاماً للحياة البشرية، حيث قتلت وجرحت محتجين سلميين وبعض المارة”، مشددة على ضرورة أن تلتزم قوات الأمن اليمنية “بالمعايير الدولية لحفظ الأمن بشأن استخدام القوة، ويجب أن تحترم حق المحتجين في حرية التعبير والتجمع”.

زر الذهاب إلى الأعلى