فضاء حر

أحمد سيف حاشد!!!

يمنات

هذا الرجل صاحب قضية ولا يزال يحلم وله هدف، ومن أجله ولكي يستعيده وليصل إليه لديه الاستعداد لأن ينام على الرصيف مطالباً بتحقيق ما يؤمن به، ومستعد لأن يتحمل كل المتاعب وحتى «الزبط»، و «الركل» لأن قضيته لا تزال حية في ذهنه، والتاريخ يقول: إن من لديه قضية ومن أجل الأجيال اللاحقة فلا بد من التضحية، إذ لا شيء يأتي بالمجان، وحين تسأل نفسك كيف نجحت الشعوب الأخرى في صناعة وصياغة حياتها فلان روادها ضحوا، والحروب الكبرى تصنع الأمم ما في ذلك شك، وانظر فالسفير الأمريكي وفي تاريخهم ما يفخرون به يشير إلى فيدرالية تجمع أكثر من خمسين ولاية تسأل نفسك: كيف اتفقوا؟؟ ونحن بلد صغير أمضينا خمسين عاماً دون أن نجد طريقنا.. ببساطة لأن هناك من سرقه!!!، الأمريكان لديهم ما يفخرون به ولا تدري لم يمانعون في أن يكون للشعوب المتخلفة الحق في أن تجد لها طريقا وتفخر بما تحقق !! .

أحمد سيف رجل له حلم، وفي بنغلاديش كان لـ محمد يونس أبو الفقراء حلمه أيضاً حين حل مشكلة الفقراء ببنك الأمل، سيقول قائل : وتقارن، أقول لم لا، فالمشاريع العظمى تبدأ بحلم بسيط، وانظر إلى مارتن لوثر كينج، صرخ «لدي حلم» في الستينيات، لتصل الصرخة بأوباما إلى سدة الرئاسة في بلد أيضاً إلى قبل عقود قليلة جداً كانت فيه الكلاب والسود لا يسمح لهم بدخول المطاعم !!

فلم نحن دونيون إلى درجة أنك لو قلت إن هذا الرجل أحمد سيف حاشد لديه حلم سينبري ألف واحد فاغرين أفواههم «يا رجال بالغت» !!! .

رجل ينام على الرصيف، ويقود المسيرات بإصرار على أن يكون في أول الصفوف، ويرفض كل المغريات، ويعتصم من أجل قضايا الناس من أجل الشباب الذي سرق حلمه في التغيير، كل هذا وغيره بدون مبالغة، بدون تكبر أو تعال، وحين تلتقيه، وأنا التقيته لثوان عدة لم أكد أسمع صوته فهو خجول ومؤدب على المستوى الشخصي كما حدثني زميل كان له موقف منه، فلما جلس إليه بالصدفة، قال : اكتشفت هذا الذي صوته عال في المسيرات والمظاهرات خجولاً ومؤدباً إلى درجة أنني – والقول لصاحبي – أنبت نفسي أنني حكمت عليه من على البعد !! وهي على أية حال مشكلتنا المزمنة إصدارنا أحكاماً مستعجلة على أشياء نكتشف في ما بعد تسرعنا في الحكم عليها!!!.

أحمد سيف حاشد الوحيد الذي تقبلت مسالة انسحابه من مؤتمر الحوار لإدراكي العميق أنه لن يفعلها بدون سبب وسبب وجيه، دعك من الأوصياء !!! كثيرون يا سادتي لأنهم بلا قضية فلا بد أن يكونوا ضد هذا الرجل، لا بد من إسكاته، وإرسال صوته إلى ما وراء الشمس إن استطاعوا، فقط لأن Googleهناك فوق الشمس فلا يستطيعون لأننا في زمن Googleفيكفون أيديهم قدر الغضب، أحمد سيف حاشد نحن نحترمك..

زر الذهاب إلى الأعلى