فضاء حر

سيد الغبش الاخير..

يمنات

عبد الرحمن بجاش

أمس ليلا ، اكتشفت بالصدفه أن الليل تجمش بسحابة مملوءة بالغيث …
يبدوان اتفاقاما تم عندالهزيع الاخير، فرشت السحابة بعض مزنها وغادرت مودعة من جمهورالنجوم ، والشجر، والشجيرات ، وحتى ملكة الليل شاركت برائحتها الذهبية في الوداع ، وحتى قلبي كان ينبض بأمراة تجمشت هي الاخرى بالحب ، فصارنديا من تلك اللحظه …

اصخت السمع ، كان ثمة صوت ، هوللساعة تضبط عقاربها على صوت نبضات قلب عجلى ، محملة بالهثيم ، والندى ، وورود ملونه …. صوت آخركان عبارة عن همس من نوع ذلك ألذي يدوربين عصفورعاشق وعصفورة تتعلم كيف تحب …… ثمة ضوء تسسلل متعبا من شق في الجدار أحدثه طفل شقي ، كان لحظتها يمارس طفولته التي لايدركها سوى حلمة نهد رضع منها حليب الشهقة الاولى فجرا….

اطل غبش الفجر، ثمة خطوط ترسمها حسناء على زرقة السماء ، تلونها بريشة من اهداب عينيها ، كان لليمامة ثمة عينين بهما ترى الافق ، تتخيل حبيبين يمارسان شبق الارض بنطف المطرينتج احيانا حبوب قمح ، احيانا اطفال …

سكون الكون ، اغرى سحابة ضاحكه على المرورمن امام طابورمن القمارى كانت لتوها تستعرض اجملها جمالا لتزرعها في كبد السماء …

سكون كل شيئ لحظة أن وصل الندى محملا بالغبش مبللا بالفجرالندي خضرة عينين زرعت في مقدمة رأس لامرأة لتوها كانت تغتسل بمياه البحر، تصنع من موجه سوارمن ياسمين تلبسه جيد الشاطئ ترحيبا بنورس عاد حفيفا من نسيمات تهب من الشمال تجتازكل حواجز العسس وصولا إلى الجنوب الذي كان ينبض شهقات لاطفال ، وهديل حمام ظن أن الفجرمن شدة ضياءه شمسا اغتسلت في البحروأتت مسرعة بعد أن لبست جلابية بيضاء خاطتها يدلامراة تدري كيف تهدل باناملها كالحمام …..

ثمة بروز من حديد مغروس في سقف منزل اثارالحلى واضحة على واجهته ، كان هوعصفورالشهقة الاولى فجرا يستعد للوقوف على رأس احداها في تحد واضح لمشاعررجل كان لحظتها يغط في هدأة الليل نوم تخللته احلام ورديه صنعتها امرأة اثناء الليل وذهبت غيرآبهة بلفحة البرد التي سرت في أوصاله شوقا وشجنا من ذاك المخلوط بالحنا وهمس نوافذ حمراء تطل على شارع المدينة التي تجيد العشق ….

وقف بصوته الحنون هناك على رأس البروز ، على خلفية هي لافق يحجب عينيه حتى الشفق الاخيرمن همس عذراء ….كان الكون مجمشا بقبلة هي كل المنى ، هدية الليالي المحملة بالهموم …الم يقل جازع في منتصف الهزيع : أن الليل جلاب الهموم ….

هموم الليل ، قبلة ، ضمه ، شمه ، لذة تختفي تحت بطانية ملونه بالحب ، وعذابات سنين انتهت بتضحية كبرى لامرأة الهزيع الاخيرمن مناجاة الضوء للقمر….

اطلت روحي من فج عميق رسم نفسه بين ضفتي ستاره مشجرة بريشة عازف جيتار، كان الكون هادئا بنبل ، حزين بسمو على رحيل آخرالضوء قبل الأوان …

ارسل من بين منقاريه نغمة لعصفورقضى وطرا من الليل يبحث عن عصفورة تاهت في منحنى الوداع ، ادركتها بقبلة مطلوبة كل ليلة حتى نهايات المدى ….

احتفل العصفوربصعود اولى بشائرالغبش من وراء افق كان يصحو رويدا ، يحمل في قلبه ذكرى واي ذكرى لامرأة الهمسة الاخيرة من سحرالليالي العابقات بروائح الياسمين ، وخيوط من دخان ترسلها ملكة الليل الى عاشق يعزف على الناي أغنية الخلود …..

ارسلت رجائي ، لجذع شجره اهتزبفعل المرورالسريع للريح ، قلت : هون علينا ياصاحبي سرعتك ، دعنا نصغي لاغنية الفجرالتي صحى من نومه ليعطرالصبح بعطرمن عطور….

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى