حوارات

الرئيس علي ناصر : وحدة الخمس دقائق في النفق ليست هي الوحدة المطلوبة

 

يمنات – متابعات

علي ناصر محمد.. أحد قادة الكفاح المسلح في جنوب اليمن، وأحد بُناة الدولة الحديثة بعد استقلال الجنوب عن الاستعمار.. عاصر أحداث جسام بعد الاستقلال، وتمكن بحنكته السياسية من تجنيب الجنوب خسائر فادحة.. يحظى بشعبية كبيرة في جنوب اليمن، وتحديدا في عدن..عمل الرئيس (أبو جمال) لإيقاف حرب الاستنزاف بين شطري الوطن اليمني، وتمكن من إبرام مصالحة بين الجبهة الوطنية المدعومة حينها من قبل الجنوب والنظام في الشمال.. واتجه في خطوات مدروسة نحو تطبيع العَلاقات بين الشطرين بهدف تحقيق إعادة توحيد اليمن.

وعلى صعيد الشطر الجنوبي، شهد الناس في عهده انفتاحا اقتصاديا ملموسا، وتحسنت أوضاع المواطن الجنوبي إلى درجه ملحوظة…كما عمل على تحسين العلاقة مع دول الجوار منهيًا حقبة من أزمة الثقة بين اليمن الجنوبي وتلك الدول..

اختار طواعية الخروج من بلده بهدف إنجاح وحده 22 مايو، لم يشترط منصبا في دولة الوحدة.

وبعد حرب صيف 94م دعا إلى تضميد الجروح و انتهاج سياسة واقعية مع نتائج الحرب، ولم تكن القضية الجنوبية محور اهتمامه فقط، بل كانت القضية اليمنية والشأن اليمني هو الحاضر في قلب وذهن الرجل..

كان لديه الإمكانية خلال حرب 94م وبعدها في ظل الصراع الإقليمي والدولي أن يلعب دورا بارزا باتجاه تحقيق موقع رفيع في ظل الصراع القائم، لكنه توقف عند النصح والجهد من أجل الحفاظ على الوطن. الرئيس علي ناصر محمد قائد وزعيم من العيار الثقيل ورقم صعب لا يمكن تجاوزه..

 (14 أكتوبر ) التقت الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد وإليكم حصيلة الحوار معه:

قــُلتـُمْ – سيادة الرئيس – في آخر مقابلةٍ لكم إن المرجعية الأصلية للقرار هو للشعب في الجنوب ، ماذا نقرأ من خلف السطور .. هل هي دعوة لإقامة استفتاء عام حول مستقبل الجنوب.. أم أنَّ هناك تفسيرًا آخر له؟

** أحسب أنه بات غنيا عن القول إن الشعوب تقرر مصيرها، وكان هذا الحق أمرا واقعيا وعملياً منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة وما بعدها، وما خروج الناس في ثورات تتوق إلى التخلص من الديكتاتورية والفساد والاحتلال وكل المظاهر المدمرة للمجتمعات إلا دليل على نيل ذلك الحق، وللقضية الجنوبية خصوصيات عديدة لا تحتاج لسردها هنا، على أن أهم مخرجات تلك الخصوصيات هو أن الشعب في الجنوب بات صاحب قراره، ولا يمكن لأحد أن يدعي أن لديه شفرة تسييره.

* تكلمتم عن “وجود خلافات عميقة” لا تخطئها العين بين مكوِّنات الحراك الجنوبي في الداخل والقيادات الجنوبية في الخارج، وأنَّ منْ دخلَ الحوار الوطني مضى إليه وفق رؤيته.. ألا يُعبـِّر هذا عن تشظي الأداة السياسية المُعبِّر عن إرادة الشعب في الجنوب، وأنـَّه سيكون عاملاً معرقـلاً لحل القضية الجنوبية؟

** هناك اختلافات قد لا ترقى معظمها إلى مستوى الخلافات، وهي لا تخطئها العين ليس وفق تقديري فقط ، فقد لاحظ هذا كل من حاول أن يبذل جهداً في إطار القضية الجنوبية ليس محلياً بل إقليميا ودولياً، ومع الأسف أن هناك من يعمل على تعميق هذه الاختلافات وتحويلها لنعرات مناطقية عفا عليها الزمن، ورأينا كان ولا يزال واضحاً ومحدداً وهو الدعوة لحوار جنوبي – جنوبي وبذل المساعي لإنجاحه بحيث يتمخض عنه نوعاً من الاصطفاف السياسي الذي يمكننا من تجاوز حالة التشظي التي أشرت إليها والتوصل إلى رؤية سياسية وقيادة مشتركة أو مؤتلفة، تؤمن أن المرجعية الأصيلة والعميقة هي للشعب في الجنوب..

* إذن – سيادة الرئيس – ما هي الاشتراطات التي تحول دون مشاركة القيادات الجنوبية في الخارج في الحوار الوطني.. وكيف تنظرون لما مضى من عُمر هذا الحوار؟

** من جانبنا لا تحضر مسألة الاشتراطات الحائلة دون مشاركة في الحوار بقدر ما حضرت رؤى تم طرحها بغرض إنجاح الحوار ، وذلك في كل لقاءاتنا المتعلقة بشأن الحوار الوطني ، ولعل المساعي المبذولة باتجاه إنجاز الحوار الجنوبي – الجنوبي تصب في خانة ردم هوة يسميها البعض رفضاً وآخرون يعدونها اشتراطات على أنها في المجمل ليست أكثر من نتائج لمقدمات يرتكز عليها كل فريق على حدة ، والأهم من هذا كله أن يغلب الجميع مصلحة شعبنا في الجنوب فهو من يدفع ثمن مثل هذه المعايير المختلة منذ زمن بعيد.

* يـُشاعُ عن محاولاتٍ لرأب الصدع بين القيادات الجنوبية في الخارج، مرةً في بيروت أو أسطنبول أو جدة أو القاهرة والقائمة تطول.. لكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيـنـًا في توحيد الرؤية المستقبلية لمصير القضية الجنوبية؟

** أعتقد أن جواب هذا السؤال قد ورد في أول هذه المقابلة الصحفية وفي ثناياها لأننا أوضحنا أن الشعب يقرر مصيره، وقد قالها شعب الجنوب بقوة: (نحن أصحاب القرار) في مليونياته المعبرة والعابرة للحدود برسائلها المجيدة وهو قادر على تجاوز الجميع بإرادته الثابتة، ولكني أستطيع أن أزيد هنا جواباً بأن رأب الصدع بين القيادات الجنوبية سيبقى مرهوناً بالإيمان بأنه كفى مغامرات ومقامرات وأن علينا أن نقول بصوت عال وبكل شفافية بأن أحدنا ليس وصياً على الجنوب .

* ما هي وجهة نظركم حول ما تقـدَّم به المناضل علي سالم البيض من رؤيةٍ أو مشروعٍ سياسيٍ للحراك السلمي، وما نقاط الخلاف فيه إنْ وجدت.. مع العلم أنـَّه كان لكم لقاء تاريخي معه في بيروت؟

** لسنا بصدد تقييم الرؤى التي تقدم بها غيرنا بما في ذلك رؤية الأخ علي سالم البيض ، خاصة أن موقفه يعرفه الجميع وهو موقف معلن نحترمه ونتمنى على الجميع تحمل مسؤولية المواقف التي يطرحونها و أن توضع على طاولة الحوار شأنها شأن الرؤى المتباينة التي يمكن أن تتبلور أكثر وتتلاقح مع رؤى الآخرين من خلال لقاء جنوبي – جنوبي وفي الأخير يبقى الحكم للشعب، وأما عن لقائنا مع الأخ علي سالم البيض فهو امتداد للقاءات سابقة حرصنا عليها بغية تشكيل تكتل جنوبي أوسع يعمل على كل المستويات لأجل رفع المعاناة عن شعبنا بدلاً من أن نثقل كاهله باختلافات يجب أن لا تفسد للود قضية، ولا للوطن قضية.

* تتداول تسريبات إعلامية لا نعلم مصدرها حول نيتكم الترشح لمنصب الرئاسة في 21 فبراير القادم.. ما صحة هذه المعلومات؟

** أشرت في أكثر من مقابلة سابقة وفي أكثر من مناسبة إلى عدم نيتي الترشح للانتخابات وهي مسألة رفضتها أكثر من مرة، سواء عندما طرحت من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح أم من قبل المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، وكان للرفض أسبابه الموضوعية ولا أرى أن شيئاً كبيراً قد حدث بما يدعوني لتغيير قناعتي بقدر ما أرى ما يثبت قناعتي بعدم الترشح للسلطة التي جربناها ونريد للشباب أن يجترحوا تجربتها باقتدار .. وان تعطى لهم الفرصة لتبوء مواقع المسؤولية، مثلما اجترحوا هذا التغيير النسبي الذي حصل والذي ينبغي أن لا يتوقف أو يتراجع فتخيب آمال الناس .. فهم من أوصل القيادة الحالية وحكومة الوفاق إلى السلطة.

* سيادة الرئيس، كانت رؤيتكم قبل تحقيق الوحدة أنْ يتمَ التوحيد من خلال تدعيم الشراكة الوطنية بين الشطرين من خلال التكامل الاقتصادي والعمل الوحدوي المشترك.. أما اليوم فكيف يمكنُ النظر إلى حلٍ للقضية الجنوبية بعد هذا المخاض العسير لـ (23) عامـًا من وحدة اندماجية قال المناضل أحمد مساعد حسين إنـَّها فشلت مثلما فشلت الوحدة بالحرب، وأثبتت الأيام فشلها، ما هو المخرج التاريخي لحل القضية الجنوبية وعَلاقتها بالقضية الأم شمالاً وجنوبـًا؟

** دوما النتائج الكارثية تكون بسبب أن المقدمات خاطئة والقرارات ارتجالية ، ولهذا نحن قبل الوحدة كنا نشدد على أن تكون خطواتنا باتجاه الوحدة صحيحة ومدروسة ومتدرجة .. وذكرت في خطابات سابقة عندما كنت في السلطة بعدن بأننا لن نسمح بأن تكون الوحدة على حساب المنجزات التي تحققت لصالح الشعب في الجنوب، وكنا بهذا نقصد أن يحدث التكامل الاقتصادي الذي أشرت إليه في سؤالك وحتى التكامل على مستويات عدة بالاستفادة بما هو أفضل في الشطرين والتخلي عن السلبيات، فكان تأسيس المجلس اليمني الأعلى خطوة في هذا السبيل وكنا نسعى إلى تعزيز دور هذا المجلس إلى أن يكتمل نصاب الوحدة بشروطها الموضوعية ويتحقق الحلم، ولا يتحول إلى كابوس من خلال الدخول في نفق مظلم لم نخرج منه حتى اليوم .

فقد وقع الطرفان الحاكمان في الشمال والجنوب على اتفاقية الوحدة من صفحة واحدة بعد جلسة قات في حقات ولم يجري الاستفتاء على الوحدة ولا على دستورها، وكان ذلك بمثابة انقلاب على اتفاقيات الوحدة منذ 1972م وحتى العام 1990م بينما وقعت الألمانيتان على أسس واتفاقيات للدولة الموحدة من 1200 صفحة.

وأما اليوم وكيفية الخروج من هذا المخاض العسير بعد مضي أكثر من عقدين من الزمن فقد باتت المسألة في أجلى تعقيداتها، ويبقى الحوار هو السبيل الوحيد لإحداث ثغرة للنور في هذا الجدار المتصلب، ولأنه السبيل الوحيد فهو أحوج ما يكون لقوة دفع يسهم فيها الجميع دون استثناء، وأما الإقصاء فقد كان أحد أهم الأدوات الكارثية التي أوصلتنا إلى هذا الانسداد وغياب الأفق وقد أجمعت كل الرؤى المقدمة للحوار الوطني بأن هناك قهرا وظلما لحق بأبناء الجنوب نتج عنه تسريح وعزل وتقاعد قسري وإنهاء خدمة وبشكل مخالف للدستور والقانون ولكن هذه الرؤى لم تشر صراحة إلى المعالجة السياسية بشأن الأزمة في الجنوب ونأمل أن يتحقق ذلك مستقبلاً.

* هل تعتقدون أنَّ المليونيات التي خرجت في أكثر من مناسبة في عدن والمكلا هي أفضل تعبير للإرادة السياسية في الجنوب.. أما أنـَّها تمثل أدوات ضغطٍ للسياسيين، لا يمكنُ لكم التحلحل عنها في توجيه الأنظار نحو مبدأ تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية دون خيار آخر؟

** خروج أبناء الجنوب إلى الشارع في مليونيات هو الخيار السلمي للتعبير عن إرادة الناس وليس عن إرادة السياسيين ويجب أن نحترم خيار شعبنا وهو لم يعد بحاجة للفت أنظار أحد لقضيته العادلة بقدر ما يحافظ على حيوية الحراك السلمي التحرري وتماسكه وسلميته، ومهما كان الشعار المعلن ومهما كانت المطالب التي تطرح، لا يحق لأي طرف توجيهها لمصلحته الذاتية أو مصلحة خيار على حساب خيار آخر ، بل يجب أن ندفع جميعاً نحو حرية التعبير مادام سلمياً وحضارياً، ومعبراً عن إرادة وتطلعات الجماهير إلى أن تتحقق المطالب المشروعة وتعود الحقوق إلى أصحابها.

* بصراحةٍ – سيادة الرئيس – هل ثمة تأثيرات لاصطفافات عام 1986م على مكوِّنات الحراك الجنوبي، خاصة وأنـَّكم أول من دعا إلى التصالح والتسامح في جمعية ردفان عام 2007م ؟

** نعم كنتُ (أول من دعا إلى التصالح والتسامح).. هذا شرف لا أدعيه فهذه المسيرة الظافرة كانت خلاصة جهود متضافرة تتجاوز مسألة الاصطفافات وتضعها في الأرشيف، كتاريخ، وعليه فإن من واجب الجميع الآن تجاوز ذلك الأرشيف، وتجنب إحيائه بأي شكل من الأشكال، ولا أظن أن لمثل هذه الاصطفافات منتهية الصلاحية أي دور في مكونات الحراك الجنوبي منذ انطلاقته.

* يُقالُ – سيادة الرئيس – إنـَّكم والعطاس أصحاب رؤية الفيدرالية، بينما علي سالم البيض وباعوم أصحاب رؤية فك الارتباط.. ما صحة هذه التخريجات الإعلامية.. وعلى أي سقفٍ للمطالب يمكنُ أنْ يُحققَ معادلةً منصفةً للقضيةِ الجنوبيةِ في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي؟

** ستلاحظ أن كل الأطراف التي ذكرتها تعبر بنفسها عن رؤاها حيال القضية الجنوبية، وقد تعددت سقوف المطالب ومن غير الممكن القطع بأن هذا الخيار أو ذلك المطلب هو من يحقق معادلة منصفة للقضية الجنوبية وهذا أمر مرهون بالحوار ، ولابد للخيار المنصف – أياً كان – أن يحظى بتأييد شعبي كاف ليحصل على المشروعية اللازمة .

* في بادرة ملحوظة لكم – سيادة الرئيس – طالبتم بمحاكمة أصحاب الفتاوى الدينية التي شرعنت للحرب عام 1994م، وما زال البعض يُطلقُ أصداءً منها اليوم على استحياءٍ.. ما تعليقكم على أقوال مثل: الوحدة فرض ديني سادس، وأنَّ مَنْ أمرنا بالوحدة هو الله الذي أمرنا بالصلاة.. هل هذه بداية لمواقف سياسية قادمة تريد فرض الوحدة بالقوة؟

** سمعنا إعلامياً عن أصوات فردية تحدثت عن تقديس الوحدة دينياً بشكل أو بآخر، وهي أصوات لا تساعد على إيجاد مناخ صحي في ظل الظروف الراهنة لجهة إثارة مشاعر المواطنين وتأجيجها، ولا تنسجم مع حالة التوافق الذي حدث على مستوى لجنة الحوار ضمن النقاط العشرين المعبرة عن خطأ التكفير للجنوبيين، وضرورة الاعتذار، كما أن هذه الفتاوى استهلكت في حرب 94م وتبين بعد طول العهد أنها لم تقم بتثبيت الوحدة بل أسهمت في تفكيكها وإضعافها وأوجدت التشظي في النفوس وكرست ثقافة الكراهية والفرقة والتمزق، ليس فقط بين المواطنين بل بين رجال الدين في الشمال والجنوب، فكيف يمكن تجريب المجرب لتثبيت ما تم تفكيكه .. وما ينطبق على الفتاوى الدينية الجديدة التي تدعو إلى تكفير الحراك الجنوبي، نطبق أيضـًا على الذين يدعون إلى الدفاع عن الوحدة حتى آخر قطرة دم، وآخر نبض في شريايينهم، وهؤلاء يحاولون إعادة إنتاج شعار (الوحدة أو الموت) الذي وصفته في حوار سابق مع صحيفة (26 سبتمبر ) بأنـَّه تسبب في تحويل الوحدة من حلم إلى كابوس.

* بحسب قولكم – سيادة الرئيس – إنَّ وحدة (الخمس دقائق في النفق) ليست هي الوحدة المطلوبة.. بل كانت وحدة متعجلة.

كيف يمكنُ اليوم النظر إلى مستقبلِ القضية الجنوبية.. وقد سالت دماء.. وتقرَّحت جروح.. و(أنَّ الانتصار العسكري لا يُعبِّر عن انتصار سياسي) – على حدِّ تعبيركم – كيف يمكن الخروج من هذا المأزق التاريخي؟

** ليس من السهل الحديث عن وصفة سحرية للخروج من هذا المأزق التاريخي ولكن الممكن والمتاح اليوم هو التقاط فرصة الظروف المحلية والخارجية والاهتمام الدولي النوعي والذي له ما يفسره بشأن اليمن لاجتراح حل يقدم فيه الجميع تنازلات بحجم الوطن و بتغليب المصلحة العليا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا فإن المعبد سيهدم على رؤوس الجميع ، وعليه يجب أن ننظر إلى الحوار كبوابة عبور ، وعلى كل الأطراف المعنية تأمين هذه البوابة بكافة ظروف النجاح وتحمل المسؤولية الوطنية، فالشعب دفع أثمانا باهظة لمقامرات ومغامرات لم يكن مسؤولاً عنها وآن له أن يحظى بحياة كريمة وعيش كريم، وهذا يعني فيما يعنيه أن الشعب يريد حلولاً يلمس أثرها المباشر في حياته وهمومه المتنوعة، لا حلولاً تلامس رغبات بعض المسؤولين والقيادات ومراكز القوى القديمة على تنوعها !!

* هل ترون تطوُّرًا في الموقف الدولي حيال القضية الجنوبية ونظرة المبعوث الأممي جمال بن عمر يساعد على حلحلة الوضع بشأنها، خاصة وأنـنا نسمع بعض السفراء الأجانب يلقون وعودًا هنا.. ووعودًا هناك تزيد المشهد اضطرابـًا؟

** لاشك أن هناك تطوراً في الموقف الدولي حيال القضية الجنوبية على نحو مجمل ولعل تقرير السفير جمال بن عمر عن القضية وعن صورة ما يعانيه شعبنا في الجنوب والذي قدمه مؤخراً إلى مجلس الأمن الدولي يكشف عن حجم هذا التطور الدولي في الموقف من القضية الجنوبية ، لاسيما وأنه كان تقريراً متوازناً لجهة توصيف القضية والأوضاع في الجنوب، وهنا من المهم التأكيد على ضرورة تغليب أن تكون الأقوال مسؤولة لتتحول إلى أفعال أكثر مسؤولية.

* هل لديكم كلمة أخيرة توجهها إلى قراء صحيفة (14 أكتوبر)؟

** أشكر هذه الصحيفة التي تحملُ اسمـًا عزيزًا على قلوبنا جميعـًا وهو ثورة 14 أكتوبر الخالدة.. وقد أسعدني كثيرًا التطوُّر الذي شهدته مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر بعد أن تمكنت قيادتها المُجرِّبة وعلى رأسها الأستاذ أحمد الحبيشي وبالتعاون مع العاملين والعاملات فيها من إعادة بنائها وتحديثها بعد أنْ تعرَّضت لتدمير منظم وممنهج كغيرها من المؤسسات الجنوبية، بعد حرب 1994م، بهدف طمس هويتها وتصفيتها.. وأتمنى لهيئة تحرير هذه الصحيفة مزيدًا من النجاح والتقدم والعطاء.

 وقد أسعدنا كثيرًا ما سمعناه عن تزايد عدد الصحف الحزبية والأهلية اليومية والأسبوعية التي يتم طباعتها في مطابع المؤسسة الجديدة وبضمنها صحف يومية واسعة الانتشار تصدر في صنعاء وتطبع في وقتٍ واحدٍ في صنعاء وعدن، وذلك بفضل التطور التقني الذي حدث في البُنية التحتية للطباعة والتحرير الإليكتروني ومنظومة فرز الألوان والاعتماد على الكوادر الشابة رجالاً ونساء خلال الفترة الأخيرة .. وأرجو أنْ تولي قيادة المؤسسة مزيدًا من الاهتمام بطباعة ونشر الكتب، خصوصـًا وأنَّ مؤسسة 14 أكتوبر أصدرت مئات الكُتب القيِّمة خلال النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين.

وفي تقديري أنَّ ما يحدث اليوم من تطوِّرٍ ملموس ومشهود في صحيفة 14 أكتوبر اليوم شكلاً ومضمونـًا وتزايد عدد الإصدارات الصحفية الحزبية والأهلية التي تطبع في مطابع مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر يعتبر إسهامـًا كبيرًا في إعادة الاعتبار لمؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر ، ولمكانة مدينة عدن الحبيبة التي كانت وستظل منارةً رائدةً للصحافة والثقافة والإعلام والتنوير.

المصدر: صحيفة 14أكتوبر – فراس اليافي

زر الذهاب إلى الأعلى