أخبار وتقارير

أمين عام مؤتمر الحوار: اللجنة المصغرة تناقش دولة اتحادية في إطار أقاليم و اتفاق على المواطنة المتساوية و مظالم الجنوب

يمنات – الوطن القطرية
أستاذ أكاديمي في إدارة الجودة الشاملة والإدارة الإستراتيجية، كان من ضمن الشباب الذين خرجوا إلى ساحات التغيير للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي جثم على السلطة طيلة 33 عاما، تم اختياره عضوا في اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، ليأتي بعدها على قمة الهرم باختياره أمينا عاما لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.. الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أصبح نجما لامعاً في الساحة اليمنية والعربية، واستطاع أن يوفق بين الأطراف المتصارعة في إدارة كفة الحوار الوطني.. زارته الوطن إلى مقر إقامة مؤتمر الحوار في فندق «موفنبيك»، وتحدثت معه في حديث شامل عن شجون الحوار الوطني، وآلياته، والصعوبات التي واجهت مسيرته، وعن الأطراف التي تحاول عرقلة نتائج الحوار، كما تطرقنا مع ضيفنا إلى الدعم الدولي والإقليمي لليمن المتمثل بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعن ضمانات مخرجات الحوار الوطني، التفاصيل في ثنايا الحوار التالي:
حوار: أحمد الصباحي
*باعتبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، وتقرأ الأمور من الداخل، إلى أين يسير الحوار الوطني؟
– أشكر صحيفة الوطن على هذا اللقاء، وبداية أحب أن أؤكد أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل فرصة تاريخية نادرة لليمن، ويمثل لحظة تاريخية فارقة في تاريخ اليمن وتاريخ المنطقة، كان مستغربا أن تجمع كل هذه القوى السياسية، نحو (565) من كل قوى وتجمعات وتكتلات وطوائف البلد، بل قوى سياسية بعضها كانت تتناحر في الميدان.. كان يوم 18 مارس يوما فارقا في الحياة السياسية اليمنية. اليوم نحن على المراحل النهائية من عمر مؤتمر الحوار، وكما كان هناك الكثير من التحديات في البداية؛ فما زالت الكثير من التحديات أمام مؤتمر الحوار في النهاية، لكن إجمالا ما حققه المؤتمر حتى الآن هو الشيء الكثير، وما تم التوافق عليه في المؤتمر، سواء في الجلسة الثانية أو ما تم الاتفاق عليه في إطار تقارير الفرق التي قدمت وتوافقت عليها القوى السياسية وتحديدا في فرق العمل الستة الكثير جدا، وهو انتصار كبير جدا للدولة المدنية الحديثة، انتصار لحقوق الإنسان، وما تم التوافق عليه هو الشيء الكثير جدا.
دولة اتحادية من أقاليم
ما الذي تبقى خلال الأيام الأخيرة من عمر الحوار؟
– نحن الآن بدرجة أساسية هناك بعض القضايا في ما يتعلق بالضمانات في فريق صعدة، ولدينا بدرجة رئيسية شكل الدولة في فريق القضية الجنوبية، شكل الدولة هو أهم الموضوعات التي تناقش الآن في فريق اللجنة المصغرة (لجنة 8+8)، ابتدأ الفريق منذ أسبوعين وكان هناك نقاش جاد عنوانه الرئيسي في اتجاه دولة اتحادية في إطار أقاليم، الآن ما يناقش هو، عدد هذه الأقاليم للدولة الاتحادية، هناك من يتحدث عن إقليمين، وهناك من اتجاه أخر يرى خمسة أقاليم. فريق اللجنة المصغرة اتفق على الكثير من القضايا داخل اللجنة، مثل المواطنة المتساوية، مظالم الجنوب وما لحق بهم بعد 94م، وأشياء كثيرة تم التوافق عليها.
*من خلال معرفتك، إلى أين تسير الأمور في مسألة الأقاليم، هل من إقليمين، أم عدة أقاليم، هل يوجد رقم محدد لعدد الأقاليم؟
– لا يزال الحديث في اتجاه مقترحين، مقترح مقدم من الحراك الجنوبي السلمي حيث كانوا يتحدثون عن مشروع استعادة الدولة وفك الارتباط، وكان هناك كذلك مشروع يتحدث عن إبقاء الدولة البسيطة الحالية، كان هناك مشاريع مختلفة، لكن في إطار النقاشات المستفيضة في الفريق المصغرة، تم الاتفاق على أن تكون اليمن دولة اتحادية، فسقط مفهوم مطلب استعادة الدولة، ومطلب إبقاء الدولة كما هي عليه الآن.
آلية عمل الحوار
* هناك انتقادات حول اللجنة المصغرة، حيث قيل إنها اختصرت الحوار الوطني ب(16) فردا وأقصت الكثير من القوى؟
– هذا غير صحيح، أولا، فريق القضية الجنوبية هو مشكل من البداية على أسس هندسية معينة، وفق النظام الداخلي، حيث يشكل على أساس 40 شخصا، نصفهم من الشمال ونصفهم من الشمال، ثم نصف الجنوب يكون منهم 75 % للحراك الجنوبي، فهذه المعادلة هي معادلة مقرة ومتفق عليها منذ بداية المؤتمر، ومنصوص عليها في النظام الداخلي طوال عمل فترة الحوار شكلت فرق عمل، عندما تريد أن تنجز شيئا، يتم تشكيل فرق عمل مصغرة تجلس وتعمل حتى تصل إلى نتائج معينة، ثم تعود إلى الفريق الأساسي.
* بمعنى أن نتائج الفريق المصغر يعود إلى الفريق الأساسي، ويتم التصويت على نتائجه؟
– تماما، الآن مثلا فريق صعدة ما يناقش في الفريق هو فريق مصغر وليس الفريق كله، كل فرق الحوار، فريق الحقوق والحريات تم تقسيمها إلى أكثر من 5 فرق، هي آلية عمل لا يمكن أن تناقش موضوع معين بعدد كبير من الأعضاء، إذا أردت أن تنضج فكرة عليك أن تشكل فريقا مصغرا من الأطراف الرئيسية، لكي يضعوا فكرة ويبلوروها ثم يعودوا إلى الفريق الموسع ويحصلوا على الموافقة على النتائج.
وثيقة جمال بن عمر
*كان هناك انسحابات وانتقادات من قبل حزب المؤتمر (الحزب الحاكم سابقا)، على الوثيقة التي قدمت في اللجنة المصغرة واتهم المؤتمر جمال بنعمر أنه جاء بها من لندن وترجمت إلى اللغة العربية؟
– هذا كلام غير صحيح، أولا، لا يوجد هناك وثيقة قدمت من جمال بنعمر، ثم إن المؤتمر لم يعلن انسحابه، نحن قرأنا هذا في وسائل الإعلام، لكن المؤتمر كحزب لم ينسحب.
*ما الذي حصل؟
– الذي حصل هو أنه ابتدأنا النقاش وكانت تطرح الكثير من الأفكار، وكنا كل يوم نأتي بناء على الأفكار التي تناقش نصل إلى نطرح ورقة نهائية، ما أشيع في الصحافة هي النسخة رقم (9)، أعضاء اللجنة طرحوا النسخ الأولى ثم الثانية والنسخ الأخرى، وكنا كلما نناقش تنقح هذه الورقة..
*«مقاطعا».. شخصيا، تحدث معي قيادي في المؤتمر الشعبي العام، وأكد أن الوثيقة جاء بها جمال بن عمر، وتمت ترجمتها إلى العربية؟
– غير صحيح البتة، ما حدث أن كل الأفكار التي طرحت هي بناء أفكار أعضاء فريق (16) حيث كانت تتم مناقشات واسعة، والحديث عن ترجمة الوثيقة في لندن كلام غير واقعي، سأعطيك مثالا: هناك فريق تيسيري، أكثر من 12 خبيرا دستوريا وقانونيا يتواجدون لدعم الفريق فنيا، طوال اجتماعاتنا كان لدينا أكثر من 12 خبيرا دستوريا.
* ما هي مهام هؤلاء الخبراء؟
– فريق الخبراء، من أقطاب مختلفة من جنوب إفريقيا، من كندا، وأميركا وفرنسا، وغيرها من الدول، وكلهم خبراء من الأمم المتحدة، ونحن نناقش آلية إدارة الثروات الطبيعية والنفط والغاز، نناقش ونصل إلى نقطة معينة، ويأتي الخبير ويستعرض تجارب أربع إلى خمس دول اتحادية في كيفية إدارتها لهذه المسألة.
جذور ومحتوى وحلول
*إذن الفريق يقدم تجارب حية من واقع الدول التي طبقت النموذج الاتحادي والفيدرالي؟
– نعم، يقدم تجارب ويستعرض ويقدم الخبرات ويعطي فرشة نظرية وعلمية حول الموضوعات، ثم نحن كيمنيين نختار الأنسب لنا، هذا ما يحدث طوال فترة الحوار.
*الكثير من الانتقادات حول الحوار أنه أسهب في المحاضرات النظرية، واستقدام الخبراء في مناقشة قضايا فرعية، بينما تم إهمال بناء الدولة، والقضية الجنوبية، ولذلك تأخرت الحلول لهاتين القضيتين؟
– ما حدث، أن أكثر الفرق التي استقبلت الكثير من الخبرات الدولية والنماذج هو فريق بناء الدولة، تمت مناقشة التفاصيل المتعلقة بنماذج الدول الاتحادية في دول العالم كلها.
* اقصد أنه تم إلهاء مؤتمر الحوار في محاضرات وخطب ليس لها فائدة؟
– لا، هناك منهجية أُعدت في كيفية التعاطي مع فريق الجنوب وفريق صعدة، وهذه أقرت من قبل اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، أنه تتم أولا مناقشة جذور هذه القضايا والاتفاق عليها، ثم بعد الاتفاق على الجذور يناقش محتوى القضايا، ثم بعد ذلك يتم نقاش الحلول، والضمانات، فطوال الفترة الماضية الناس ناقشت، وأنت لاحظت أنه لا يمكن أن تقفز مباشرة للحديث عن الحلول دون أن تبني أولا أرضية مشتركة للاتفاق على تعريف طبيعة المشكلة، لا يمكن أن نعالج المشكلة ونقفز إلى مناقشة حلولها معالجتها دون أن نتفق على تعريف طبيعتها. لذلك قضية صعدة والجنوب، بما فيهما من مظالم كبيرة، كان لا بد أن تطرح الأطراف وجهات نظرها المختلفة، لذلك كانت أول مرة في مؤتمر الحوار نستلم أوراق مكتوبة توضح أراء القوى السياسية المختلفة حول القضية الجنوبية، كانت كثير من القوى الوطنية لا تعرف القضية الجنوبية إلا باعتبارها قضية ذات جذر حقوقي، لكن بعد ما مهدنا بالحديث عن الجذور والمحتوى والنقاشات، تقدمت هذه الرؤى وتطورت وانتقلت من تعريف القضية باعتبارها ذات منشئ حقوقي إلى قضية ذات بعد سياسي بدرجة رئيسية، وذلك ما اتفقت عليه القوى في ما عرف باستخلاصات الرؤى.
تشخيص دقيق
*هل كان يمكن أن نختصر الحوار الوطني إلى أقل من هذه الفترة التي مل الناس من طولها؟
– لا، أعتقد أنها أول مرة تتاح لنا كيمنيين، نحن دائما حواراتنا كانت دائما بين سلطة ومعارضة، طرف يمسك بكل شيء وطرف لا يملك أي شيء، وكانت هناك الكثير من القوى خارج الصورة، هذه أول مرة يُعقد في اليمن حوار مجتمعي كامل، تمثل فيه كل القوى السياسية والاجتماعية، أطراف لم تكن يوما ما في المشهد السياسي ولم تكن فاعلة، منظمات مجتمع مدني، الشباب، المرأة، اليهود، المهمشين، كل الفئات أصبحت حاضرة في إطار حوار مجتمعي. أحيانا نحن كشعب يمني، دائما نقفز نحو الحلول.
* من الطبيعي، لأن الشعب مل من المشاكل ويتوق إلى الحلول؟
– لا أقصد هذه ثقافة «اللحقة»، ومهم جدا أن نشخص قضايانا تشخيص دقيق، ونتلمس جذور الإشكالية، علميا إذا لم تعالج مظاهر المشكلة بشكل دائم، فهذه المظالم ستعالج لكن ستظهر في كل مرة بطور أكثر صعوبة، أشبه بمعالجة الصداع بالبندول، كلما جاء لك صداع تأخذ حبة بندول، تجلس ساعة ثم يعود الصداع، لكن الأهم أن نشخص، أسباب هذا الصداع من جذوره ونعالجه.
*هل تعتقد أن الحوار نجح في تشخيص القضايا المتحاور عليها ومعالجتها؟
– توصيف المعالجة نعم، لكن فعل المعالجة لم يبدأ بعد، هل تمت مناقشة المشاكل وتشخصيها بعمق، وأخذها بزوايا اجتماعية واقتصادية؟ أقول لك نعم. كنا نناقش القضايا بعمق شديد، ومن زواياها المختلفة، وكنا نستعين بكل الخبرات المحلية والدولية والإقليمية، كنا نوصف، الأهم في أي حل يتم اقتراحه ليس في قوة الحل وقوة النص ومثاليته، المهم هو التوافق عليه. أنت تعرف في جنوب إفريقيا الميزة في التجربة هناك، ليس أمثلية الحل المقترح، لكن القوة أن كل الأطراف اتفقت على هذا الحل، فعندما تتفق كل الأطراف اليمنية فهذا التوافق سيكون ناجحا.
صعوبات مالية ولوجستية
*هل حصل التوافق، مع أننا نجد أصواتا هنا وهناك تقول أنه تم التصويت على بعض القضايا، ولا يزال هناك الكثير من الاعتراض عليها؟
– لا هناك آلية واضحة، لا يتم تمرير أي قرار دون أن يحصل على توافق بنسبة 90 % في مرحلتها الأولى، إن لم يستطيعوا أن يتوافقوا على 90 % تحال إلى لجنة التوفيق ولجنة التوفيق تحاول أن تبذل جهدها للتقريب بين وجهات النظر، إن لم تستطع ولم يتوافق عليها الفريق، تعود للفريق ويتم التصويت عليها بنسبة 75 %، إن لم يصل هذا التوفيق في هذه الحالة، تحال إلى الرئيس الذي يناقش البدائل المختلفة، ثم يتقدم بمقترح مكتوب إلى مختلف الفرق، وهذا ما يتم داخل المؤتمر.
* ونحن في نهاية المؤتمر، خلال ستة أشهر مرت، ما هي ابرز الصعوبات التي مرت عليكم؟
– كانت هناك صعوبات فنية ولوجستية ومالية كثيرة، من أول يوم كانت هناك ضوابط وضعناها في الأمانة، مثل التزام الناس بالانضباط من جانب أمني، ممنوع دخول المشايخ بالمرافقين والسلاح، كانت صعاب كبيرة جدا، فكيف أن نجعل الناس يعيشون صورة ليمن المستقبل التي يرى فيها المواطن والشيخ والأكاديمي والسياسي في خانة واحدة، ليس هناك صف أول لكبار الضيوف كل الناس سواسية، كان هناك صعوبة الحوار بين ثلاثة أجيال، لديك شباب في مقتبل العمر تجربتهم السياسية هي إدارتهم لعجلة التغيير وصمودهم في الساحات، وهناك قوى أكاديمية وعلمية، وهناك شيوخ من الرواد سواء في العمل الاجتماعي أو في العمل السياسي.
* هل كانت هناك عرقلة من قبل أطراف معينة؟
– كانت هناك صعوبات ناتجة عن غياب الثقة، أنت تعلم أن المؤتمر بدأ في حين أن القوى كانت تتواجه في الميدان، حتى لما بدأ المؤتمر وأثناء انعقاد المؤتمر، كنا نجلس على الطاولة، وبعض الأطراف التي تقعد على الطاولة كانت تتحارب في الميدان، ما كان يحدث في عمران والرضمة وغيرها، أطراف فيها الإخوة في حزب الإصلاح والسلفيين، بالمقابل كان الإخوان أنصار الله «الحوثيون»، ومع ذلك أصر اليمنيون أن يبقوا على الحوار رغم هذه الصعوبات، الإشكالية الرئيسية هي كيفية إعادة الثقة وهذا ما تحقق، وأعتقد أن ما نشأ من إعادة قراءة للبعض تجاه الأخر، وما بنيت من ثقة بين الأطراف السياسية المختلفة هذه تؤسس إلى عمل سياسي إيجابي مستقبلي بشكل كبير جدا.
لا طبخات جاهزة
*الآن وصلنا إلى نهاية الحوار، وهناك حديث عن حوارات وصفقات واتفاقات خارج إطار الحوار الوطني، هل هذا ما يحدث؟
– لا بأس أن تحدث توافقات بين أي قوى سياسية باتجاه دعم العملية السياسية..
*«مقاطعا».. معنى ذلك أن القوى التقليدية ستتفق من جديد وتعيد نفسها بنفس الآلية القديمة؟
– الأساس أن المخرج الرئيسي والمطبخ الرئيس للقرارات هو مؤتمر الحوار، نفترض أن مكونا معينا، ومكونا آخر، توافقت على صيغة معينة وعملت على طبخها، حتى تنفذ هذه الطبخة لا بد أن تأتي إلى مؤتمر الحوار وتخرجها من الحوار، لما تأتي في مؤتمر الحوار ليس هناك قوة ولا طرف لديه أغلبية في المؤتمر حتى نقول إنه يستطيع أن يمرر هذا الموضوع، سيجد أمامه الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الأخرى، عليه أن يخوض حوارا أخر مع هذه القوى الجديدة، الحديث أن نعيد إنتاج الماضي كلام غير صحيح.. *لماذا؟
– لأن التمثيل في المؤتمر لكل القوى تمثيل عادل، هناك 120 مقعدا لقوى جديدة، للشباب ومنظمات المجتمع المدني هناك قوى وأحزاب سياسية جديدة، الرشاد الإسلامي والعدالة والبناء، هناك قوى لم تكن جزءا من اللقاء المشترك أو المؤتمر وحلفائه، فلا يمكن لأي قوة من هذه القوى أن تنفذ أي شيء إذا لم يحظ بقبول الأطراف الأخرى.
هل كان التمثيل عادلا؟!
*بالنسبة للقوى التي لم تحضر الحوار الوطني، هل غيابها يؤثر على الحوار؟
– من هي هذه القوى التي لم تحضر..!
*بعض فصائل الحراك الجنوبي، بعض فصائل السلفيين، هناك قوى كثيرة لم تحضر؟
– الأخوة السلفيون لديهم حزب واحد وهو حزب الرشاد ولديه سبعة مقاعد، لا يمكن أن تأتي للمشاركة إلا من خلال كيانات سياسية، ما هو الكيان السياسي الذي يمثل السلفيين، هو الرشاد، فلا يمكن الادعاء أن السلفيين غير ممثلين، هم ممثلين بقوة، بالنسبة للحراك الجنوبي السلمي تم تخصيص 85 مقعدا لهم.
*أقصد بعض الفصائل الأخرى من الحراك الجنوبي التي لم تحضر، هل يؤثر غيابها على نتائج المؤتمر؟
– نحن كنا نتمنى أن تحضر كل الأطراف، المؤتمر في بداية اللجنة التحضيرية وقبلها في لجنة الاتصال وجهنا دعوات لكل الأطراف، لكن بعض القوى نتيجة لغياب الثقة ولأن هناك الكثير مما يجب تنفيذه في الميدان بالنسبة للقضية الجنوبية لم ينفذ، أقول لو نفذت النقاط العشرين الخاصة بالقضية الجنوبية قبل بداية الحوار كان هذا سيساعد كثيرا في إقناع بعض أطراف الحراك بالمشاركة في الحوار.
أطراف تعرقل الحوار
*لماذا تم تأخير تنفيذ النقاط العشرين التي كانت مهيأة للحوار، والآن أصبحت وكأنها نتائج ومخرجات للحوار؟
– نحن نؤكد أن النقاط العشرين والنقاط (11) التي أقرت من فريق القضية الجنوبية ليست من مخرجات الحوار، هي عبارة عن مهيآت وعوامل لبناء الثقة، لكن بالتأكيد هناك ملاحظات كثيرة حول عدم تفاعل الجهاز التنفيذي لتنفيذ النقاط العشرين في أرض الواقع.
* ما هي أسباب عدم تنفيذها؟
– هناك الكثير من العوامل، أنت تعرف أن لدينا حكومة وفاق وطني مشكلة من جميع الأطراف لديها وجهات نظر مختلفة، ولديها إمكانات محدودة، وهناك تحديات كبيرة، وهناك من لا يزال يعبث بالمشهد السياسي في اليمن، هناك مشكلة في قطع الكهرباء، وقطع أنابيب النفط.
*هل هذا يدل على عجز الدولة في إيقاف هذا العبث؟
– يدل بدرجة رئيسية أن هناك أطرافا رئيسية تحاول أن تربك العملية السياسية وتخلط الأوراق، وتربك المشهد السياسي اليمني بخلق الكثير من العراقيل.
*لماذا لا يتم فضح هؤلاء والكشف عن هوياتهم للشعب، ومحاسبتهم؟
– أعتقد أنه يتم الإعلان عنهم يوميا في الصحف وقنوات التليفزيون، وهناك بلاغات تصدر من وزارة الداخلية، أتكلم بهذا الكلام ولست راضيا عن مستوى الأداء الحكومي، لكن هناك تحديات كبيرة تواجه الحكومة علينا أن نقر بهذا الأمر، هنالك أيد عابثة تقوم بهذا الأمر.
قطر تدعم إعادة المسرحين في الجنوب
* كيف تقيم الدعم اللوجستي والفني والمالي الدولي والإقليمي لمؤتمر الحوار؟
– هناك صندوق ائتماني لدعم الحوار الوطني، بإدارة مشتركة بين الجانب اليمني والجانب الدولي، هناك دعم سخي من الإخوان في المملكة العربية السعودية لدعم الحوار، وكذلك المملكة المتحدة، بالإضافة إلى دعم غير مباشر عن طريق وكالة التنمية الأميركية، حيث حددوا عشرة ملايين دولار وأكثر لدعم العملية السياسية إجمالا، هناك دعم من كثير من الأقطار العربية، هناك دعم من قطر لأحد أهم ملفات الحوار الوطني، وهو قضية الجنوبية، هناك دعم سخي من قبل قطر، أو التزام بدعم سخي.
*هل وعدت قطر بدعم القضية الجنوبية؟
– نعم، وعدت بدعم صندوق إعادة المسرحين قسرا من المحافظات الجنوبية.
*من خلال موقعك كأمين عام، هل وجدت النية الجادة الدولية والإقليمية لإنجاح هذا الحوار والخروج بحلول لاستقرار اليمن؟
– هذه عملية يمنية خالصة، لكن كان هناك جهد ودعم دولي كبير جدا، سواء من قبل أشقائنا في الخليج العربي، أو من قبل المجتمع الدولي، من خلال الأمم المتحدة، والإحاطات الدائمة لمجلس الأمن كل ستين يوم حول اليمن، من خلال الرحلات المكوكية والدعم الكبير من قبل الأستاذ جمال بن عمر المبعوث الأممي، من خلال الالتقاء الدائم بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، دائما باتجاه دعم اليمن ودعم العملية السياسية في اليمن.
*البعض يقول إن المجتمع الإقليمي والدولي من خلال المبادرة الخليجية يحاول أن يفرض بعض الحلول على مجريات الحوار؟
– هذا الكلام غير صحيح، هناك حرص ودعم كبير من قبل المجتمع الدولي عامة، وأشقائنا بشكل خاص لمساعدة اليمنيين ماليا ومعنويا وسياسيا، والتوفيق بين الآراء المختلفة، لكنهم لا يفرضون أي أراء محددة.
* نسمع أن هناك وثائق تدخل من الخارج، وطبخات جاهزة للحوار الوطني؟
– أنا أتمنى أن يكون هناك طبخة جاهزة، معنى ذلك أن هنالك شيئا متفقا عليه، وسيتم إمضاؤه.
* قد تكون هذه الطبخة لا تناسب المجتمع اليمني؟
– أعتقد أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كانت واضحة من أولها، لولا أن تفاعل معها الشعب اليمني، حتى أن صيغتها الأولى أتت من اليمن، هناك دعم ونؤكد على الدعم ونطالب باستمرار الدعم ورعاية العملية السياسية إلى أن تقف اليمن في عتبة الحل، وتكون قادرة على مواجهة التحديات.
المبادرة الخليجية والثورة
* يقال إنك كنت من ثوار الساحات في عام 2011م، وكثير من شباب الثورة يرون أن المبادرة الخليجية أجهضت الثورة؟
– أنا كنت ناشطا أثناء ثورة التغيير في 2011م، وأتذكر أنه كانت لدينا قراءات مختلفة حول المبادرة الخليجية، وأنا أقول وأنا أقف من موقع مسؤول أنه لولا المبادرة وآليتها لدخلنا في نفق صعب، وكان كثير من القضايا التي كنا نطالب بها كنت ستقود اليمن إلى حافة المواجهات، حيث كنا نطالب بالحسم الثورة والزحف، لكن اعتقد أن الطريق الذي اخترناه كيمنيين بإدارة العملية السياسة وانتقال السلطة بشكل سلمي جنبنا الكثير من الدماء التي كان يمكن أن تكون تجربة من تجارب الدول مثل ليبيا وما يحدث في سوريا أو ما يحدث في مصر. اعتقد أن الطريق الذي اخترناه ثبت الآن أنه الطريق الصحيح.
* كونك من شباب الثورة، هل تعتقد أن الثورة حققت بعض أهدافها؟
– أعتقد أن ما يحدث اليوم، هناك اصطفاف يمني جديد، قائم ليس على الستين والسبعين، هناك اصطفاف يمني من أجل صناعة يمن المستقبل، اليوم هناك إرادة يمنية جمعية كاملة تتحدث حول التغيير، وهناك أطراف أخرى سواء كانت في الستين أو السبعين يدافعون عن هذا الماضي ويريدون إعادة إنتاج هذا الماضي بأشكال مختلفة، الاصطفاف القائم اليوم هو اصطفاف على إرادة التغيير نحو المستقبل، هذا هو الاصطفاف الحقيقي، الذي نقف عليه.
*هل ما يحدث حاليا هو ما كان يطالب به شباب الساحات اليمن الجديد والدولة المدنية؟
– بالتأكيد ما حدث في عام 2011م، كروح ومشروع، هي الأساس في ما نحن عليه اليوم، لكن كذلك هنالك من تواجد في الستين وركب على موجة الثورة، وهو اليوم يقف ضد إرادة التغيير التي نتحدث عنها، لذلك أساس الفرز اليوم، هو من هو تجاه المستقبل وإرادة التغيير، أو هو من إعادة إنتاج الماضي وضد التغيير، والاصطفاف القائم إذن هو نحو التوجه نحو الدولة المدنية.

زر الذهاب إلى الأعلى