فضاء حر

اخرجوا من صنعاء

يمنات
يا حوثيين يا أنصار الله، لا مُقام لكم في صنعاء فاخرجوا منها..
هذه رسالة “الاغتيال” الذي طال النائب عبد الكريم جدبان اليوم..
إنها نفس الرسالة التي ظلت نفس الأطراف ترسلها للحزب الاشتراكي اليمني وأحزاب جنوبية، طوال الفترة الانتقالية الأولى (90-94م):
كان الحزب وصل إلى صنعاء لتوه سعيدا ب”الشراكة” الجديدة مع هذه الأطراف من أجل “يمن جديد”.. جاء بنخبة من فلذات أكباده وناشطيه من عدن، ليجدوا أنفسهم هنا هدفا سهلا للتصفية الجسدية مع سقوط أول شهيد لهم (حسن الحريبي) “شهيد الديمقراطية”، ثم تتالى طابور الشهداء وازداد امتدادا. حتى قررت عدن والجنوب الانكفاء على نفسيهما.
صنعاء؛ كرسي لا يتسع لاثنين.. مقبرة لا تقبل بغير حفار واحد.. وكل اليمنيين عليهم إما أن يعيشوا في هامشها أو يموتوا على أبواب مساجدها..
والحال نفسه فرضته صنعاء ما بعد 62م على “تعز” التي كانت هي الأخرى وصلت هنا بعد “ثورة سبتمبر” جالبة بضعة من خيرة أبنائها يتكؤون على شغف منقطع النظير بما لاح لهم وكأنه “يمن جديد”، دون أن يعرفوا أنهم على موعد مع سحلهم في الشوارع كما حدث ل”عبد الرقيب عبد الوهاب”.
هل هو أنتِ يا صنعاء؟ هل هي لعنتُكِ؟ هوايتكِ؟ موهبتكِ؟ أم أنكِ أنتِ الأخرى مخطوفة ورهينة كباقي اليمن، مع فارق أنهم يتسخدمونك طعما ومصيدة.. وفخا باردا؟
وبعد تفكيرٍ: قد لا تكونين أنتِ، بل هي ذاكرة اليمنيين، قصيرة المدى، ولولاها لما تكررت عليهم التجارب السوداء بالتفاصيل نفسها وبالطرق ذاتها؛ فيتعاملون معها كما لو أنها تحدث للمرة الأولى.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى