فضاء حر

تعز في مرمى نيران احقاد التاريخ

يمنات
الاخبارالمتسربة من تعز والمنشورة على حبال وسائط الاعلام المختلفة ، تُحاصرنا بالأسئلة النابشة في عُمق الذاكرة القريب منها والبعيد، عن المستفيد من اراقة الدم، ونشر الفوضى والخراب في كل مكان ؟؟ واعاقة جهود التنمية، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ؟؟؟ وما دور بعض الجماعات المحلية في تنفيذ هذا المخطط الاجرامي ؟؟؟
الحقيقة التي لا يمكن اخفائها بالأصابع المجردة، أو بالشعارات الصدئة، ان تعز تتعرض منذ وقت بعيد لنيران احقاد التاريخ، بعد ان أقسم حُراس الأبنية القبلية – الطائفية المتهالكة تحويلها الي قرية يأكلها الجرب، وتتسلى الأمراض الأخرى بنهش لحمها الحي، وتجفيف عروق ابنائها من العطش، ومصادرة رأسمالها، واحالة ابنائها الى عمال خدمات في مزارعهم وشركاتهم، وقصورهم الفارهة، واحالة ميناءها التاريخي المحفور في الذاكرة الانسانية، الى مركز لتهريب المخدرات والسموم..
لكن تعز كعادتها لم تمت وانتفضت من بين الركام، ومن تحت الرماد، وقادت الثورة الشعبية ضد نظام الطغيان الهمجي القبلي – الطائفي البشع، الذي كان يعتبر نفسه السلطة والدولة، واعاد البلد برمتها قرونا الى الوراء، عبر تدمير القيم والاخلاق، ومحاربة العقل والحداثة والتنوير.
و حتى لا تستعد مكانتها التاريخية ودورها، وعرقلة عملية الانتقال من النظام الطائفي- المافوي الى مشروع الدولة المدنية الحديثة، تحالفت عليها قوى التخلف من جديد (الاضداد تواطأت على صناعة الخراب .علي حرب) من خلال:-
1- الزعيم المافوي وعائلته الاجرامية المشبعين، بثقافة القبيلة والمهربين وقطاع الطرق، وتجار المخدرات، والمشبع قاموسها وزاخر بمفردات، الثأر، والانتقام، والتخريب، واعادتها الي بيت الطاعة، ووجدوا من ابناء المحافظة من يضع نفسة في خدمتهم مقابل اموال قذرة، وينفذ جرائمهم المقززة، أو من الذين ادمنوا العبودية، والذين نجد وصف دقيق لهم في قول احدهم (لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات.. أفلاطون).
2- حاملي مشروع النظام الاستبدادي بنكهة دينية، والذين تكتظ شوارع المدينة بلحاهم الملونة المثيرة للتقزز والاشمئزاز، والمدججين بالجهل والحقد والكراهية وادوات القتل والفتك حتى النخاع، وتوسل التهديد والقتل المليشاوي لإقناع الاخرين بضرورة قبول شروطهم بتسليم المحافظة لإعادتها الى قبضة القبيلة ووصايتها، وهذا ما تؤكده تصرفاتهم وأفعالهم التي تحدد
ببلاغة ما بعدها بلاغة أنهم وجدوا لخدمة القبيلة وعسكرها وحراميتها، فالقبيلة بطبيعتها شغوفة بنفسها لا ترى في الاخرين الا مجموعة من الارقام بلا قيمة (عبيد) خُلقت لكي تنقاد، وتنفذ أوامر الاسياد القبليين في الحصبة. وقد عبروا عن ذلك من خلال العديد من التصرفات:-
1- وضع العراقيل وافتعال الازمات في طريق المحافظ الشاب الذي ينتمي الى المحافظة ويعمل على تعويض تعز ما فاتها من تنمية، واستعادتها لمكانتها التي تستحقها فعليا وليس حُنجريا.
2- محاولة الاستفراد بكل المناصب الادارية، لتسخيرها في خدمة الفساد والافساد والتهريب، (مع انهم لفظيا مع تحريم الخمور، ولكن يبدو اذا تم استيرادها بطرق شرعية، حتى لا تستفيد (الخزينة العامة) من الضرائب والحفاظ على صحة المستهلكين، ولكنهم فعليا مع الخمور المُهربة التي تُفقد الحكومة ملايين الدولارات كضرائب، بالإضافة الى الامراض التي تسببها الخمور المغشوشة) .
3- جباية الاتاوت من الرعية وتحويلها الى الأسياد في صنعاء المشهورين بنهب الثروات، وافقار الرعية، وهذا ما كان يقوم به المحافظين منذ سبتمبر باستثناء فترة الشهيد احمد عبد ربه العواضي.
4- الاستماتة في محاولة استبدال المحافظ الحالي بمحافظ من نفس السلالات السابقة الوشيكة على الانقراض، لتزييف الانتخابات القادمة، فتجربة 1993 مازالت حية في اذهانهم.
والحقيقة ان جماعة تهلل وتسبح صباح مساء بحمد، القبيلة المتوحشة لا يمكن التعويل عليها، في احداث نقلة نحو دولة ديمقراطية، ولا يعول عليها في استشراف المستقبل، وهذا يضاعف من حجم مسؤولية القوى التي لا تعتقد بقانون السمع والطاعة ، وليس لديها ترف التخلي عن ثورتها بعد كل التضحيات الكبيرة التي تم تقديمها على مذبح الحرية..

زر الذهاب إلى الأعلى