فضاء حر

رئيس جديد للدبلوماسية اليمنية

يمنات
للمرة الأولى يتم اختيار رئيس للدبلوماسية اليمنية، من بين صفوف كوادرها، الذي تدرج في المناصب والوظائف والمهام، وعلى دراية بمواطن القوة والقصور واوجاع منتسبيها ومشاكلهم المُرحلة منها، وما استجد خلال السنوات القليلة المنصرمة، ناهيك عن المامه بطبيعة العمل الدبلوماسي..
ووفقا للمعلومات التي بين ايدينا فالوزير الجديد يتمتع بالعديد من المميزات التي قد تساعده في مهامه للتعامل مع الأحداث والمشاكل على مستوى الديوان أو البعثات ويمكننا ان نوجز اهمها على النحو التالي:-
1- غير مصاب بفيروس الطائفية القاتل، بحكم تكوينه البيلوجي الهجين، فالأب من صنعاء والأم من تعز، ناهيك عن انه محصن ضد الأمراض الشطرية..
2- لا يعاني من مرض عمى الألوان الأيديولوجي، الذي يرفض الأخر ولا يفضل العيش الا مع ذاته، (حتى ينتهي الأمر بصراع داحس والغبراء الداخلي)، أي أنه عنصر مستقل، فالانحيازات الإيديولوجية في معظم الأحايين تلغي العقل تماما..
3- ليس من هواة تجميع وتلصيق الفواتير المزورة والكشوفات المضروبة، ولم تمتد يده الى مستحقات مرؤسيه، كما فعل ويفعل بعض السفهاء المصابين بداء النصب والاحتيال المتستر تحت شعارات براقة مضللة وزائفة، تملأ الفم، مع ان سلوكهم اليومي اقرب إلى عصابات صلتها بالغنائم القليلة المباشرة، اكبر بكثير من صلتها بالكرامة والقيم الأخلاقية..
وعلى ضوء ما تقدم هناك العديد من الملاحظات، التي يُحبذ ان يدونها الأخ الوزير جمال السلال في اجندته التي تراجع يوميا، لأهميتها من وجهة نظري الشخصية، ومن اهمها على الإطلاق:-
1- اعادة النظر في القوانين، واللوائح المكتوبة وغير المكتوبة، والتي قام البعض بسلقها وفقا لمقاساتهم لاعتقادهم انهم مخلدين في الوزارة، وان الناس اجمعين مُخبريهم وخدمهم في السراء والضراء (فمن شابة زعيمه ما ظلم) واشراك الموظفين في اعداد تلك الوثائق ومناقشتها، لانهم أصحاب المصلحة في الأول والأخير، وليس احدا سواهم..
2- الغاء فكرة الاختراع المجنون المصنف تحت اسم (المميزون) والذي تم استحضاره خصيصا، لمحاباة ابناء المتنفذين ولصوص المال العام والخاص واقاربهم، والأقل استحقاقا في التعيينات، وسارع الى القول هنا بشيء من الصراحة، لا شيء يضر بحركة التغيير اكثر من التردد، تعرف الخطأ وتتردد في اصلاحه، مع ان عقارب الساعة تدور والوقت لا يرحم..
3- الغاء فكرة السفير على حق والموظف غلط، والتي تأتي اسسها الفكرية من عصر الاستبداد القريب – البعيد، والقائم على مبدأ القوة، حيث ان الطاغية على حق والشعب هو الغلط، فهذه المقولة العنصرية بامتياز، مدت بعض السفهاء بالقوة المعنوية، لفرض امر واقع على الموظفين، واغدقت عليهم صلاحيات ديكتاتورية واسعة لممارسة الابتزاز وسرقة حقوق الأخرين، كوسيلة للإثراء السريع (وكما قيل قديما مثال جيد افضل من مائة عبارة، في العام2010 اقدم احد السفراء بطلب استدعاء احد الموظفين لمجرد مطالبته بحقوقه التي استحوذ عليها السفير بحجج فارغة، وفي مقدمتها (العجز) وما ان تنازل الموظف عن المطالبة تم الغاء الاستدعاء، وشؤون الموظفين والقانونية على علم بذلك، اليس هذا قمة الوحشية والأنانية، والإجرام واللصوصية؟؟؟)..
4- تفعيل دائرة الرقابة والتفتيش ومنحها صلاحيات واسعة، وعدم التساهل في محاسبة المفسدين ولصوص المال العام، فالفساد لم يكتف بسلب ثروة البلاد الطائلة على مدى العقود المنصرمة، وانما سلب كرامتها ايضا، ناهيك عن تجارب الماضي والحاضر تؤكد على البديهية التي تقول، اينما يحل الفساد تحل معه امكانية الاختراق من كل حدب وصوب..
5- تصحيح نتائج الظلم الذي لحق بالعديد من المنتقلين من الشطر الأخر، والذي يرقى في معظم الحالات الى العنصرية الوقحة وقليلة الأدب، ودحر ما احاق بهم من ضيم، فحين يُمارس الظلم لا يبقى معنى للوطن ولا للوحدة، بل على العكس، تتنامي الاستقطابات الطائفية والمناطقية، الثأرية والإقصائية، ويتحول الناس الى فئات وجبهات متنابذة، للتعبير عن مشاعر الضيم والإحباط، كما ان الظلم لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل دفع بالبعض لركوب المخاطر واللجوء الى الشتات، بعد ان وجدوا ان ميزان العدل مائل في غير صالحهم وبشكل متصاعد، فقرروا البحث عن وطن بديل، ولا نكشف سرا اذا قلنا لا يعرف مرارة الظلم الا من وقع عليه..
اخر الكلام: -تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح في مهامك الجديدة..

زر الذهاب إلى الأعلى