فضاء حر

جردة حساب سريعة

يمنات

-1-
قبل أيام قلائل فقط، توقف قلب عام التناقضات عن النبض ولفظ أنفاسه الأخيرة، وارتحل الى رحاب التاريخ تاركا خلفة العديد من النجاحات، والاخفاقات من الأمل والدموع والدماء، وقيم البطولات الفردية والجماعية، وبزغ من بين الضباب العام الجديد الذي استقبله العالم في جهاته الأربع بالاحتفالات الصاخبة، إلا بعض الأقطار المتروكة على قارعة التاريخ المخلصة للسلف وايديولوجيته المتخشبة والمحافظة على خصوصياته الزائفة، والتي لم تفلح سوى في مراكمة الاخفاقات في ما يتعلق بالتنمية والكرامة الانسانية والمساواة والعدالة الاجتماعية والحريات العامة، واتخام شعوبها بالحروب الكبيرة والصغيرة، ودفعهم بل جرهم من انوفهم الى عتمات كهوف التاريخ، والمتاجرة بدمائهم، وذبح الأمل في العقول، والمشاعر، والصدور، والتباهي باحتلال ذيل القوائم العالمية في جميع المجالات الحياتية وبشكل سنوي….والواقع ان تسليط نظرة سريعة في هذة الحالة تفضح مدى التناقض والشيزوفينيا التي تعييشها هذة الجماعات المحافظة على التخلف وتنميتة، وعلى الرغم من احتقارها وتكفيرها للتقويم الميلادي إلا أنها تستخدمه في كل تعاملاتها اليومية..
-2-
أبى الجنرالات المُزيفين الذين تملى صدورهم نياشين هزائمهم العسكرية في حنيش وصعدة ان تمر الأيام الأخيرة من العام دون اهراق مزيدا من الدماء ومراكمة جثث الضحايا، وتلطيخ تاريخهم الملوث أصلا بالجرائم والفساد والتهريب والبلطجة بمزيدا من الجرائم، ليثبتوا لمن يُخالجه ادنى شك في وحشيتهم، على أنهم رضعوا الحقد والكراهية من محالب امهاتهم، وتعلموا التمييز الجهوي لإلغاء ما عداهم، قبل تعلم الابجدية، والعمل على تعميق مشاعر الطلاق النهائي بشكل يومي بين الكيانات الجغرافية اليمنية، والحقيقة التي لا مراء فيها ان الجيش والأمن بحاجة الى مأسسة، من خلال احداث ثورة في البنية والوظائف والانتشار، وتحويلهما من مليشيات مُغلقة حُكمت بهما اليمن من قبل طرف أقلي احتكر السلطة والثروة ، الى مؤسستين وطنيتين واخراج المعسكرات من المدن فالجيش في العُموم لا يجيد ولا يُحسن الجوار مع المدنيين واحداث سناح- الضالع الأخيرة نموذجا..
-3-
مظاهر الاحتجاج الذي يسود الشارع التهامي منذ زمن، يؤكد بالملموس على ان هذا الشارع فقد صبرة التاريخي والى الأبد، وتملكه اصرار غير مسبوق على استعادة حريته وحقوقه المسلوبة، من قبل تحالف قوى تحديث التخلف وديمومته، من شيوخ القبائل، ووعاظ الإرهاب، والجنرالات الأميين، والمخبرين المبتذلين، على مساحة عقود من الزمن، كما انه نابع من الرغبة الحقيقية التي كبتتها طويلا اليد الثقيلة لأجهزة القوة العسكرية والأمنية وعملائها المحللين، للرد على الاضطهاد والإذلال والقمع والقهر والهيمنة والتمييز، من قبل المركزية الصنعانية شديدة الوطاءة ومسئوليها عديمي الكفاءة، الذين لم يفلحوا الأ بالنهب المتوحش للأملاك العامة والخاصة وصناعة الأزمات ومراكمتها، ناهيك عن النخيط والعجرفة والعنجهية، حتى صار العيش في مثل تلك الاجواء مستحيلا والذي وصفة احد ابناء تهامة العميد القادري بقوله (ان ما يجري في تهامة، لا يمكن السكوت علية، في ظل صمت القيادة السياسية التي يُعد صمتها موافقة على احتلال تهامة..يمنات4-1-2014)
-4-
ان دور العبادة لها دور ومهمة جليلة فلابد من تحييدها ،وابعاد تُجار الدين، ومُطلقي الفتاوى المتوحشة ،الذين ينهلون من اراجيف خيالهم الضحل والمريض عن منابرها، الذين لاهم لهم الا زرع التعصب والكراهية ضد المختلف مستغلين الوازع الديني حينا وضحالة الثقافة الدينية لدى المواطن العادي في معظم الاحايين، والذين لا يجيدون سوى تمجيد الموت، وتصوير الحوريات على انها اهم من ملاقاة الرب ومن مصلحة البلد، وهذا ما يدفع بالأمور سريعا خارج نطاق السيطرة والاندفاع سريعا نحو الانتحار الجماعي الذي لن ينجوا منه احد.. و في هذه العُجالة يجب ان لا يفُوتنا الإشارة لتلك الكذبة المبتذلة التي قام بتلفيقها احد المشعوذين التكفيريين المغمورين المُتاجرين بالدين، الذي يُدعى عارف الصبري ضد القامة الوطنية والسياسية اليمنية المعروفة د. ياسين سعيد نعمان ليحضي بقليل من الاهتمام الإعلامي ليس إلا..

زر الذهاب إلى الأعلى