أخبار وتقارير

محافظ حجة يبعث برسالة لرئيس الجمهورية حول مستجدات الوضع على الساحة اليمنية

يمنات

فخامة الاخ المشير الركن عبدربه منصور هادي
رئيس الجمهورية – القائد الاعلى للقوات المسلحة المحترم
تحية طيبة .. وبعد:
أنني اكتب اليكم يا فخامة الرئيس هذه الرسالة والذي ارجوا الله تعالى ان يلهمكم على الاطلاع عليها والتأمل بما ورد في مضمونها وهي نابعه من خوفي مما يجري عن الساحة اليمنية .
فخامة الاخ الرئيس..
لقد شهد اليمن منذ مطلع العام 2011م ازمة كادت ان تعصف بالوطن الى اتون حربا اهلية وفوضى عارمة ولقد القت بتداعياتها السلبية على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية اكتوى بنارها ابناء الشعب اليمني كافه ، وبالرغم من ذلك فقد ضربوا اروع الامثلة بالتحلي بالصبر والحكمة والرغبة في تحقيق الامن والاستقرار ، ان التسوية السياسية ووفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وما تلاها من تنفيذ لأبرز مضامينها ومنها تشكيل اللجنة العسكرية وتشكيل حكومة الوفاق وانتخاب رئيس الجمهورية وهيكلة القوات المسلحة والامن والتي اتى في اطار الهيكلة تعيين قادة المناطق العسكرية والتعيينات للقيادات العليا في وزارة الدفاع ورئاسة الاركان والدوائر وقادة الالوية وكذا وزارة الداخلية وتغييرات في المؤسسات المدنية .
لقد كللت كل تلك الخطوات بعقد الجلسات التاريخية بمجلس الامن خلال العام 2012م في صنعاء والتي اكدت دون ادنى شك بان المجتمع الدولي يقف مع اليمن ووحدته واستقراره وامنه ، وفي هذا الصدد نامل الاستمرار في تنفيذ ما تبقى من مضامين المبادرة واليتها التنفيذية .
فخامة الاخ الرئيس..
بالرغم من هذا كلة لايزال اليمن يواجه جملة من التحديات في مختلف المجالات والتي من ابرزها التحديات التي تواجه مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نعلق عليه كما يعلق عليه ابناء هذا الشعب امال كبيرة لأنه بداء ينحرف عن مهامه ودخل في قضايا ليست من اختصاصه وخرج عن ضوابط ومفاهيم الحوار الوطني ولائحته ومنها مناقشته للعزل السياسي وهو بذلك يعود بنا الى المربع الاول لان الجميع ارتكب اخطاء في حق هذا الوطن فيجب ان تطوى صفحة الماضي وينظر الى المستقبل ، وهذا ما كدتم عليه دائماً في خطاباتكم.
كما نشير هنا الى بعض التحديات والتي منها التحديات الامنية والانفلات الامني الغير مسبوق بالإضافة الى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية وهي بلا شك تلقي اظلالها على العملية السياسية ومن ابرزها:-
– عدم التمكن حتى الآن من تهيئة الاجواء المناسبة واتخاذ خطوات حقيقيه لتعزيز الثقة بين الاطراف السياسية .
– استمرار المماحكات بين مختلف الاطراف والتي لا تجدي نفعا لأي طرف كان بل تعزز الاختلاف والفرقة وزيادة الفجوة بين الاطراف السياسية.
– استمرار وسائل الاعلام الحزبية في ممارسة الخطاب الاعلامي المستفز من خلال التحريض والتراشق الاعلامي الذي يؤجج روح العداء والكراهية بين مواطنين ولا يشجع على تهيئة الاجواء للاستمرار في الحوار .
– تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي واستمرار تصاعد العجز في ميزانية الدولة وقلة الاحتياط من النقد الاجنبي لدى البنك المركزي .
– ضعف اداء حكومة الوفاق الوطني .
– كما تبرز عدد من القضايا الهامة التي لابد من ايجاد حلول جذرية لها وتتمثل هذه
القضايا في :-
‌أ) الحراك الجنوبي .
‌ب) الصراع في شمال الوطن (صعدة – حجة – الجوف – عمران)
‌ج) ازدياد نشاط تنظيم القاعدة في جنوب وشرق الوطن والذي اداء الى ضحايا كبيرة من ابناء قواتنا المسلحة والامن .
‌د) انتشار الفوضى بشكل كبير في كثير من المحافظات والذي سيؤدي في نهاية المطاف الى التمرد عن الدولة .
‌ه) استمرار اعمال التخريب بالاعتداء على خطوط الكهرباء وانابيب النفط والتي افقدت خزينة الدولة عائدات بالمليارات .
‌و) انتشار ظاهرة قطع الطرقات والاختطافات .
‌ز) تزايد الميليشيات المسلحة التي تجوب شوارع المدن الرئيسية واحتلال مباني الحكومية ونهب للممتلكات العامة
– اقلاق السكينة العامة بإطلاق الاعيرة النارية بمختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة في العاصمة وعواصم المحافظات والمديريات .
– الاغتيالات واختطاف الاجانب ووصل الحال الى ان تتم تلك الاعمال في العاصمة صنعاء.
– التقطع للقاطرات المحملة بالمشتقات النفطية والغاز .
لاشك ان هنالك جهود حثيثة من قبل فخامتكم وحكومة الوفاق للعمل على وقف تلك الاعمال الاجرامية وايجاد الحلول المناسبة للتحديات ولكنها لم تفلح الى حد الان، لذا فانه لزاماً على القيادة السياسية ممثلة بفخامتكم للوقوف بجدية امام تلك التحديات السالف ذكرها واعطاءها الاولوية في هذه المرحلة لانه لا تنمية والاستثمار بدون امن واستقرار وقضاء عادل ونزيه.
فللوضع الامني الذي يشكل هاجس يوقظ الامم والمجتمعات الانسانية وهذا ما هو ثابت حقيقةً من استقراء تاريخ الشعوب والامم قديماً وحديثاً لأنه اي الجان الامني يعتبر احدى دعائم الدولة المدنية القانونية الحقوقية الحديثة ، ويشكل اهمية قصوى في حياة الشعوب ولا يتأتى هذا الا بعمل جبار من خلال استرجاع هيبة الدولة اولاً وتطبيق النظام والقانون ، فالأمن والاستقرار هو الاساس في وقتنا الحاضر وهو مطلب ملح في كل المجتمعات حتى تستقيم اسس الحياة .
فخامة الاخ/الرئيس..
هنالك ثلاث قضايا رئيسية يجب ان يجتمع الجميع عليها ويمكن اعتبارها ثوابت لحل مشاكلنا
وهي :-
1- الدين
2- الوطن
3- الامن
ان هذه القضايا او الثوابت يجب عند الوقوف امامها ان ننسى كل خلافاتنا لأنه لا تزدهر الحياة ولا تسعد النفوس ولا يهنى العيش الا بالأمن والامان وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالدين والوطن ولا يمكن تحقيق ذلك على ارض الواقع الا اذا تكاتف الجميع من اجل حماية هذا الوطن .
كما ينبغي على الحكومة السعي من اجل التنمية والتهيئة للاستثمار والسياحة ومكافحة الفقر وخلق فرص عمل للشباب وايجاد رؤيا وطنية لاستيعاب كافة مخرجات التعليم في مختلف التخصصات .
رفد الاقتصاد الوطني بما يحقق ايقاف التدهور ويضمن استقرار العملة .
تطوير الصناعة الوطنية والتسويق الزراعي من اجل رفد الاقتصاد الوطني بمورد حقيقي .
الحفاظ على الثروة السمكية من خلال مراجعه العقود مع الشركات الاجنبية ، ومنح الصيادين مزايا في هذا الجانب .
الاستمرار في التنقيب على الثروات النفطية .
ايلا قضايا الثأر اهمية خاصة لان هذه الظاهرة تعيق السلم الاجتماعي وتهدد الامن والاستقرار وتؤثر بشكل مباشر على التنمية والحياة اليومية خاصة في المناطق تتزايد فيها هذه الظاهرة، ومن اجل ذلك لابد من تواجد الدولة وتشكيل لجان لحل هذه القضايا .
رسالة المسجد لها اهمية خاصة حيث يقوم البعض بتوظيف هذه الرسالة ضد الدولة .
عدم سرعة البت في بداية كل قضية او تعليقها سواء في القضاء او الجهات المختصة، وهذا بدوره يولد مشاكل كبيره نتيجة لعدم الاهتمام وسرعه حل القضايا اولا بأول.
ظاهرة اخذ العدالات والاجر من قبل مسؤولي الدولة في بعض المديريات وعدم الالتزام باللائحة الضبطية وممارستهم مهام و اختصاصات المشايخ ويؤدي ذلك الى اضعاف هيبة الدولة.
هناك ظاهرة مزعجة ومتزايدة في اقامة المناسبات الاجتماعية والاستعراض بالسلاح والمواكب داخل العاصمة ومراكز المحافظات واطلاق الاعيرة النارية فيها والتي تؤدي في بعض الاحيان الى قتل عدد من الأبرياء ، لذا ينبغي العمل على الحد من هذه الظاهرة .
هذه القضايا وغيرها ستلقي بظلالها على المساعدات المقدمة من المانحين خاصة في ظل الحملة الاعلامية التي تشوه اليمن عبر وسائل الاعلام المختلفة والتي يسهم الاعلام الوطني الغير رسمي في ذلك بشكل كبير .
العمل على اعادة هيبة الدولة من خلال اصدار توجيهات الى القوات المسلحة والامن للقيام بواجباتها نحو ترسيخ الامن والاستقرار ، والعمل ايضاً على القيام بحملات امنية وعسكرية منسقة الى عدد من المناطق التي تشهد انفلاتاً امنياً ، وفتح العديد من المناطق الامنية للعمل على ترسيخ الامن والاستقرار ولكي يشعر المواطن بوجود الدولة ، وتأمين المدن والطرقات من القطاع والتقطع والاختطافات والحد من المظاهر المسلحة ورفع النقاط الغير مشروعة .
علينا ان نحترم الاسرة الدولية التي ينتمي اليمن اليها ولا ننكر جهودها ووجودها الفاعلين من اجل اليمن ومساندتهم ومساعدتهم لنا بآرائهم وخبراتهم من اجل الخروج بمخرجات لها قيمتها واهميتها من مؤتمر الحوار الوطني منها دستور اليمن القادم يحمل مبادئ الحق والعدل وضمان لحقوق الانسان وحرياته الاساسية ويؤسس لدولة مدنية حقوقية وقانونية .
– دستور ينضم العدالة في توزيع الثروة والسلطة التوزيع العادل سواءً على مستوى الاقليم اذا تم الاتفاق عليها او على مستوى المحافظات .
– دستور ينظم حقوق المواطنة المتساوية ويحقق العدالة في التنمية وترسيخ المحبة والتلاحم ويحصن الشباب من ثقافة العنف والكراهية.
– دستور يحقق الحكم الرشيد ويعزز دور الجيش والامن .
– دستور يعطي التمثيل الحقيقي للمراءة وحقها في المشاركة السياسية والفاعلة، وتكون حقوقها مصانة في الدستور وفقاً لمبدأ العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم .
– دستور يضمن استقلال القضاء وتعود الحقوق الى اصحابها، ويضمن حماية القوات المسلحة والامن اثناء ادائهم لواجباتهم من اي ملاحقة قانونية .
– دستور يحرم فيه تحريماً قاطعاً الحزبية في المؤسسات ( المؤسسة القضائية – المؤسسة العسكرية – المؤسسة الامنية – المؤسسة التعليمية ) لان هذه الجهات تعتبر صمام امان المجتمع فاذا تخللتها الحزبية فنها بدون شك ستلقي بالوطن الى الهاوية لا قدر الله .
فخامة الاخ الرئيس ..
انني ابعث الى فخامتكم بهذه الرسالة نظراً لما اشعر به من خطورة المرحلة كمواطن اولاً وكمسؤول يعمل معكم في هذه المرحلة الهامة التي يمر بها هذا الوطن، حيث تتطلب من الوعي العام والجهود الحثيثة من قبلكم ومن قبل كل مخلص للبلد لإنجاح هذه المرحلة والتي تحتاج بدون شك الى اعلى درجات الجهد بما يمليه علينا الواجب الوطني لوضع الامور في نصابها والمحافظة على الوحدة الوطنية التي ناضل اليمنيون خلال نصف قرن من اجلها ونحن واثقون من فخامتكم بأنكم ستولون هذه المواضيع التي ذكرت في هذه الرسالة اهتمامكم ورعايتكم الكريمة فأنتم صمام امان لليمن .
وفقكم الله وسدد على طريق الحق والخير خطاكم،
علي بن علي القيسي
محافظ محافظة حجة

زر الذهاب إلى الأعلى