فضاء حر

حكومة “يتقاسمها” الناصري والاشتراكي و”يعارضها” المؤتمر والإصلاح!

يمنات

بماذا يمكن وصف ما جرى اليوم في البرلمان؟
رئيس كتلة المؤتمر سلطان البركاني طالب بسحب الثقة من حكومة باسندوة وتشكيل حكومة جديدة وقال إن المبادرة الخليجية لم تعطل الدستور الذي يعطي البرلمان الحق في سحب الثقة من الحكومة ويعطي هادي الحق في تشكيل حكومة جديدة.
رئيس كتلة الإصلاح زيد الشامي يؤيد البركاني بأن الاحتكام للدستور لا يتنافى مع المبادرة الخليجية، وقال “إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أعطت رئيس الجمهورية حق تغيير الحكومة”. ولم يعترض الشامي على طلب سحب الثقة من الحكومة لكنه اشترط أن يتم تشكيل حكومة نزاهة وكفاءة قبل سحب الثقة.
إذا كان المؤتمر والاصلاح غير معترضين على سحب الثقة من حكومة باسندوة ويتفقان على ضرورة تشكيل حكومة جديدة، فمن المعترض إذن على سحب الثقة من الحكومة ومن يدافع عنها في البرلمان؟
1- رئيس كتلة الناصري سلطان العتواني حضر اليوم الى البرلمان بعد انقطاع طويل من أجل مهمة واحدة: الدفاع باستماتة عن حكومة باسندوة.
2- رئيس كتلة الاشتراكي محمد صالح القباطي استمات هو الآخر في الدفاع عن حكومة باسندوة، ونفى توقيع كتلته على الاستجواب المقدم قبل اسابيع للحكومة والذي يطالب بسحب الثقة منها. وقال القباطي إن “الفشل اليوم ليس فشل الحكومة فقط بل فشل الاحزاب السياسية التي فشلت في إدارة مرحلة التوافق”.
فشل الحكومة واضح..
وفشل الأحزاب السياسية، وخصوصاً اليسارية منها، أوضح بكثير لاسيما بعد رؤية دفاع القباطي والعتواني المستميت عن أسوأ حكومة عرفتها اليمن.
من يتابع استماتة رئيسي كتلتي الناصري والإشتراكي في الدفاع عن حكومة باسندوة، يعتقد أنها حكومة الناصري والإشتراكي وليس المؤتمر والإصلاح.
دفاع العتواني والقباطي عن الحكومة اليوم حمل ثلاث فضائح على الأقل:
الفضيحة الأولى في كونهما دافعا عن حكومة فاشلة وفاسدة مثل حكومة باسندوة.
الفضيحة الثانية في كونهما دافعا عن حكومة باسندوة في وجه المؤتمر والإصلاح اللذين يشكلان الشريكين الرئيسيين فيها.
والفضيحة الثالثة في كونهما دافعا عن حكومة باسندوة باسم الناصري والاشتراكي اللذين لم يحصلا سوى على “فتات” عملية تقاسم الحكومة والسلطة بين المؤتمر والإصلاح!
أما الفضيحة الرابعة فسيكون أبطالها هم أعضاء الناصري والاشتراكي إنْ مرتْ هذه “السخافة التاريخية” بسلام، لأن هذا لن يعني سوى أمر واحد:
أن قواعد الناصري والاشتراكي تبارك “الدور” الذي أراده قادتهم لهذين الحزبين الوطنيين في المرحلة الانتقالية: دور “قفازي التنظيف” الدائمين لحمَّام الإصلاح والمؤتمر الذي نطلق عليه مجازاً اسم: “حكومة باسندوة”.
لا أظن الناصريين والاشتراكيين يقبلون لحزبيهم هذا الدور، لكنْ ماذا يفعل اليمنيون حين يشاهدون قادتهم يبذلون كل ما في وسعهم لإظهار أن دور “قفازي تنظيف الحمّام” هو “الدور التاريخي” الذي يجب على الناصري والاشتراكي القيام به على أكمل وجه خلال المرحلة الانتقالية؟!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى