فضاء حر

فصام النصوص الدينية

يمنات
الثلاثة الأديان احتوت على نصوص كثيرة تحرم وتجرم قتل النفس البشرية وتوجب صونها والحفاظ عليها، كما حثت وشجعت على التعايش والسلام والتسامح والتآخي، ومع ذلك فإنها تضمنت نصوصاً بينة أو ضمنية تشجع على قتل الآخر المُخالف/ المُختلف وتحرض على العنف والكراهية مع التباين كماً ونوعاً فيما بينها. صحيح أن بعض النصوص الدينية سيئ فهمها/ تأويلها/ تفسيرها أو استخدمت في غير سياقها من قبل بعض معتنقي هذه الأديان، إلا أن هذا الأمر يأخذ مستوى آخر من الجدل والنقاش إثباتاً ونفياً، وبالتالي ستظل أسانيد تُستخدم في قتل الآخر المُختلف والتعدي عليه خاصة بالنسبة للمجتمعات التي لم يكتمل فيها بناء الدولة، أو التي لم تُبنى على النحو الرشيد، الدول الدينية وشبه الدينية، والدول والمجتمعات التي تهيمن عليها السلطة الدينية في نطاق ما يسمى ب “بالشرق الأوسط” نماذج شاهدة على ذلك.. أو بمعنى آخر الأديان التي لم يستوعب معتنقوها بعد وظيفة الدولة ولم يحتكموا للمنظومة التشريعية ولم ينتظموا لعقد وظيفي واضح ينظم علاقتهم بالدولة والآخر بحيث يُترك تطبيق نصوص الأديان مشاعاً للتنفيذ والاجتهاد من قبل العامة أفراداً وجماعات…
وبينما تشتغل الحكومات والمصلحون الدينيون ودعاة السلام والتعايش والتربويون وو.. لترسيخ وشيوع معتقد “تجريم قتل النفس في الثلاثة الأديان” في محاولة منها للجم العنف والصراع وإحلالاً للسلام والتعايش وحقوق الإنسان في بلداننا، إلا أن جهودهم في نهاية المطاف لا تعالج المشكلة الحقيقية التي لا بد من مواجهتها…
وعلينا أن نتذكر النصوص والأسانيد الدينية التي يقبض عليها القتلة مع كل موجة صراع عنفية أو حادثة قتل او تفجير انتحارية ذات بعد ديني او طائفي أو سياسي تشكلت على خلفية دينية أو طائفية أو مذهبية…
فمتى نواجه مشاكلنا الجوهرية بمسئولية وشجاعة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى