فضاء حر

من دردشة ليلية متأخرة

يمنات
سألني لماذا وكيف تقول أن التغيير الجاري في الشمال والجنوب هو وليد (الحكم الائتلافي الانتقالي) وحفيد (المبادرة الخليجية) وسليل (انتفاضة 2011) وكيف تطلق عليه “تغييراً”؟
فأجبته تمعن معي في الارتباط الشرطي على التوالي: انتفاضة التغيير السلمية 2011- المبادرة الخليجية- الحكم الائتلافي الانتقالي- (تغيير في الشمال+ تغيير في الجنوب) سيتضح لاحقاً إن كان تغييراً إيجابياً ام سلبياً لكنه يظل تغييراً وقد ينجب هو الآخر تغييراً جديداً أيضاً، فحتى الثورات ليس بالضرورة أن تأتي بنتائج إيجابية على الدوام قد تنجب استبدادا وديكتاتورية (ثورة الفاتح على حكم السنوسي أنموذجاً)
قال لي لم افهم؟ فقلت له امضي معي خطوة خطوة:
أولاً: انتفاضة قسمت النظام الحاكم إلى 2
انتفاضة 2011 المطالبة بإسقاط النظام الحاكم + التحاق جناح من النظام الحاكم إليها والتحكم بها وحرف مسارها انتهت باتفاق تسوية أحبط آليات الانتفاضة وعرقل غايتها تقاسم فيه جناحي النظام في السلطة والمعارضة حكم البلاد مع ادخال تنقيحات طفيفة.
ثانياً: حكم انتقالي قسم النظام الحاكم إلى 3
دخلت منظومة الحكم الائتلافي الانتقالي (2+ 1هادي ومركزه) في موجة تقاسم وفساد مريع وصراع مراكز القوة على المصالح انعكس بشكل خطير على الوضع الأمني والاقتصادي وشرذمة الجيش والأمن وأضعف سلطة/ مركز الرئيس الانتقالي.
ثالثاً: صراع مصالح وفساد أطاح بأثلاث النظام الحاكم او يكاد
استفاد مركز القوة الجديد (الحوثي) غير المشارك في الحكم الذي بدأ يتوسع فعلياً منذ انتفاضة 2011 من صراع الأضداد ال (3) وأخذ يتنامى ويتعاظم على حساب ال (2) في بادئ اللعبة ونجح في استمالة صالح وجناحه وضمن على الأقل مهادنة الرئيس هادي ومركزه ليتضح لاحقاً ان توسعه وسيطرته على معظم المحافظات الشمالية تقريباً بما فيها العاصمة مركز الحكم جاء على حساب الثلاثة الأطراف الأضداد ورعاتهم الإقليميين والدوليين أو بعضهم، إلا انه لم يتبين بعد ما إذا سيحضى صالح وجناحه (الذي انتقم من ضديه) بأي دور في مستقبل مركز حكم ونفوذ الحركة الحوثية (على الأقل الأمن والسلامة والإقامة التي قد يكون قد تعرضت للتهديد) ولكنها تظل غير مضمونة أيضاً. ولم يتضح بعد ما هي خيارات هادي في الجنوب.
رابعاً: تغيير شرطي في الجنوب لا محالة
لم يستفيد الحراك الجنوبي وحده مما أحرزته الحركة الحوثية من تقدم ليحقق طموحه بل أيضاً استفادت مراكز قوى متعددة شاركت بلعبة الحكم في صنعاء (بعضها مكرهة ومضطرة)، هادي ودعائمه، والاصلاح من ناحية أخرى، وآخرين أيضاً، وأطراف خارجية يبدو انها خسرت في المحافظات الشمالية ..
فقال لي ثم ماذا بعد؟ قلت له خامساً:
لو تورط أحد اللاعبين الرئيسين بالفساد والاستبداد والكهنوتية والصراعات وقمع المخالفين واستجرار خزعبلات قريش ولم يضع حداً للفقر والظلم وتردي الخدمات التدهور الأمني و لم يضع حداً لتحالفه مع بقايا الطرفين المتهالكين اللذين ارتبطا بأسوأ حقبة تاريخية عاشتها اليمن فمصيرهما السقوط وسينجبون تغييراً جديداً … فاستدرك بالسؤال: وإن نجحوا؟ فأجبته: هي ثورة 2011 يا نظر
……….
اتركني.. سأخلد للنوم.. انتهت الدردشة..

زر الذهاب إلى الأعلى