أخبار وتقارير

تعز تتذكر ليلة باتت تطفئ فيها بدمائها نيران الحقد الأسود حتى مطلع الفجر

المستقلة خاص ليمنات

بعد مرور ثلاث سنوات على غزو التتار لساحة الحرية ..ثوار الحالمة يكشفون أسراراً جديدة
القائمة السوداء تفضح المتآمرين
عبدالجليل محمد عبدالله القريضي: (حقوقي وإعلامي بالساحة) : بصفتي ضمن اللجنة الاعلامية في الساحة فقد تلقيت بلاغات عدة بالتلفون من صنعاء حول نية اكتساح الساحة، بلغت قيادة المشترك في الساحة عدة مرات وأخذوا الأمر ببساطة وتواطؤ.. وكان العقيد/ أحمد عبده سيف أول من فبرك وأخرج المشهد الأول لمحرقة ساحة الحرية.. كنت في ذلك اليوم أتابع المصابين بالرصاص وأذكر أول شهيد لفظ أنفاسه الأخيرة أمامي الشهيد/ فؤاد عبده غانم من أبناء المعافر وتلاه ثاني شهيد/ محمد عبدالرزاق من مشرعة وحدنان وكان الشهيد الثالث/ محمد البيضاني، وبهذه الذكرى أؤكد أن هناك متواطئين مع الجناة من داخل الثورة واتضح هذا بعد إبعاد البعض من القائمة السوداء مثل أحمد عبده سيف وغيره وبعد إزالة معالم المحرقة من الساحة بالجرافات كون الحريق تم بواسطة مادة قابلة للاشتعال بين الماء كانت ترش على الخيام فتطلق الرصاص لتشتعل الخيام وأذكر أنه في تمام الساعة الثالثة فجراً تم دخول القوات العسكرية وحرق الخيام بالكامل ونهبها بعد مقاومة سلمية سلمية استمرت لعشر ساعات.
ماحدث متفق عليه بين الاصلاح والنظام
محمد مهيوب محمد كبح : أنا متواجد من البداية في الساحة وكنت أول من دفع خمسين ألف لإنشاء المنصة، بدأت المشكلة يوم حرق الساحة حول الأسير الذي احتجزه أحمد عبده سيف.. فذهبنا لحل الخلاف فقال تعالوا بعد ساعتين.. لم يلتزموا بهذا الموعد فخرجنا لهم بمسيرة فبدأوا بإطلاق النار مباشرة..كان أحمد عبده سيف يطلق النار من فوق السطح ومن البلكونة.. سحبنا القتلى والجرحى إلى المستشفى الميداني وما هي إلا ساعات حتى بدأ الضرب على الساحة وكان التركيز على المنصة أكثر من 40 قنبلة.
ما حدث ليلتها مقصود ومتفق عليه بين قوى النظام واللقاء المشترك وعلى رأسهم الإصلاح لأن الساحة كانت كلها شباباً وانسحبت الأحزاب بعد العشاء وبقوا رموزهم فقط الذين كانوا يحكمونا بالاعلانات وكان لا يعجبهم شعار “لا حزبية ولا أحزاب” وجابوا لنا عصابات من الخارج.. كنا نعلم أن هناك قراراً اتخذ لحرق الساحة ومنعنا من بعض القيادات من حمل السلاح.. بعد حرق الساحة كنت مغمياً عليّ واسعفت مرة أخرى للمستشفى الميداني وحملت بعد اجتياح الساحة إلى منزلي في شارع جمال وأنا دون وعي.. صحيت وأنا بالمنزل الصباح.. تحولت العمارة إلى مقر للشباب بعد حرق الساحة (عمارة كبيرة أربع شقق فوق) وخليت الشباب فيها بعد حرق الساحة إلى يوم عودتنا الساحة يوم (جمعة النصر) ثم حملنا السلاح من ثاني يوم.. طبعاً جرح ابني محمود بطلقة في الرجل وأجريت له 3 عمليات عمره 22 عاماً دون فائدة حصل عنده قصر في الرجل بالرغم أننا خسرت أكثر من أربعة مليون أيضاً ولدي الآخر (عيسى 21 عاماً) أصيب بطلقة أسفل العمود من الرمانة اليسرى للرجل وخرجت من الرمانة اليمنى للرجل الثانية وطلقة أخرى باليد اليمنى وطلقة بالرجل وهو الآن الحمد لله بخير.
ضالعي يسقط فجأة
لازلت أذكر سقوط أول شهيد في ذلك اليوم الشهيد/ فؤاد عبده غانم والجريح محمد جسار (المعافر) في تمام الساعة 4.5 رغم ذلك اندفع الشباب إلى المكان أكثر فجاءت التعزيزات من مدرعات الأمن المركزي وناقلات الجند المختلفة الألوان والأشكال.
وقت المغرب بدأوا يضربوا علينا مسيلات الدموع وغازات لم أشم مثلها قط حتى أغمي عليّ، أيضاً لازلت أذكر المواجهة الثانية والتي استمرت ثلاث ساعات من الساعة التاسعة حتى الثانية عشرة دفاعاً عن المنفذ الشرقي أمام البنك الزراعي حيث بدأ الاقتحام بحجة أن هناك جندي محتجز لدى شباب الساحة..
مواقف لا يمكن أنساها عند الساعة الثالثة فجراً كنت أنا وشاب آخر تبدو عليه ملامح أهل الضالع أو يافع من خلال حديثي معه.. كنت أتحدث إليه وما هي إلا لحظات فإذا به يقع على الأرض بعد أن أصطاده أحد القناصة من الأمن أمام خيمة أبناء صبر.. حملناه إلى المدرسة وقد فارق الحياة.. بقيت بجانبه وبعد اقتحام المدرسة تركنا جثته في المدرسة وهربنا في اتجاه الحارة، وأثناء خروجنا تم احتجازنا من قبل أطقم عسكرية وأمنية وجرى نقلنا إلى إدارة قسم الجحملية..
أجهزوا على الجرحى والمسعفين
أم الشهيد مرتضى مطهر : تتحدث ودموعها على خدها: استشهد ابني مرتضى وهو يقوم بإسعاف الجرحى.. قاموا بقتله وهو يحمل أحد المصابين ونقل إلى مستشفى الصفوة، وبعد أن أكملوا اقتحام الساحة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل أحرقوا الخيام ودخلوا إلى المستشفى وقاموا بالإجهاز على بعض الجرحى من خلال نزع كمامات الأكسجين عنهم والمغذيات والدم المتبرع لإزهاق حياتهم.
مطلبي الوحيد الآن هو القصاص لابني وكل الشهداء من المجرمين ومرتكبي جريمة حرق الساحة ونحن إن شاء الله سائرون على خطاهم لإكمال مسيرتهم النضالية حتى يتحقق كل ما حلموا به في المواطنة المتساوية.
الشهيدة تفاحة تنقل الأطفال للأزقة
الناشطة/ خديجة عبدالملك: يوم المحرقة بعد اعتقال الشاب الملقب بالصاروخ نظمنا مسيرة احتجاجية أمام مبنى القاهرة ونحن نردد سلمية سلمية.. لم يكن يعلم الشباب يومها أنهم سيواجهون بالرصاص الحي من على سطح مديرية أمن القاهرة.. كنا نشاهدهم ينقلون الجرحى والدماء تسيل منهم دون توقف إلى المستشفى الميداني ومستشفى الصفوة.. بعض المسعفين كانوا يصابون بأعيرة نارية ويقعون على الأرض بسبب كثافة النيران.. لازلت أذكر تلك المواقف، ولازلت أذكر الشهيدة تفاحة وهي تنقل الأطفال إلى الأزقة لحمايتهم وأنا على المنصة أشاهد إطلاق الرصاص.
فتاة تعزية تهز مشاعر العالم
الناشطة/ وفاء الشيباني- أخت الشهيد هاني الشيباني التي هزت مشاعر العالم حين ظهرت بعد لحظات من استشهاد أخوها وهي تكتب بدمه (إرحل) على جدران غرفة منزلها ثم انفجرت باكية.. لم أكن بالساحة وقت الهجوم لكن أختي كانت هناك وقت إطلاق الغازات وكانت إحدى المصابات كان الرصاص كثيف ولم يستطع الشباب إسعاف الجرحى وإخراج أختي من الساحة.. كان الهجوم مخطط له.. ونفذ بوحشية لدرجة إحراق المعاقين داخل الخيام.. أخرجوا كل ما في قلوبهم من حقد أسود ضد الثورة وشبابها.. سنذكر في هذا اليوم كل الشهداء، ومنهم أخي هاني الذي استشهد وهو في البيت بسبب قصف الساحة وكتبت بدمه إرحل وسنظل نناضل وسنرحِل كل من يحاول المساس بأهداف ثورتنا السلمية حتى تتحقق دولة العدل والمساواة.
لقد كان أخي هاني يحلم بالشهادة.. عندما كان يرى جموع المصلين على الشهداء يغبطهم وتحقق حلمه فقد صلوا عليه عندما استشهد بطريقة وحشية أكثر بكثير ممن قبله وكان يقول سأتزوج بالجنة ونحن على درب الشهداء سائرون ولن نمل حتى تتحقق مطالبنا بالقصاص من القتلة وبناء اليمن الحديث الذي حلم به الشهداء وضحوا بأرواحهم من أجله، ونحن على خطاهم سائرون بإذن الله تعالى..
جندرمة الشر يخططون لحرق الساحة بقيادة قيران
عبد العالم عبدالقادر عبداللطيف: سأذكر لكم ما لم يذكره قبلي أحد كوني عسكرياً وقبل اقتحام الساحة كان هناك اجتماع في مقر محور تعز بقيادة قيران، وبالفعل وقعوا على قتل أبناء تعز بدم بارد واقتحام الساحة ورفض التوقيع من بين الحاضرين قائد المحور وخرج من الاجتماع غاضباً بسبب تلك المؤامرة التي انتهت بمجزرة جماعية فوقع بدلاً عنه نائبه عميد ركن علي مسعد مثنى، والذي تم تعيينه قائداً للمحور بدلاً من القائد الوطني والرجل الشريف.. ليلتها كنت في قيادة المحور عند أحد الزملاء مكلف بالاستطلاع على نتائج الاجتماع، وقمت بإبلاغ المجلس الثوري للدفاع والأمن العقيد العسلي والعقيد فهد الخليدي فقالوا وصل البلاغ تلفونياً قبل الظهر.. قلت لهم ماذا نعمل وكيف سنوقف عملية الاقتحام؟ فقالوا جاهزون ومستعدون المهم ابقوا أنتم ولا تتحركون من الساحة واستدعوا العسكريين كامل فقلنا لهم نريد أن نخرج ونحضر أسلحتنا إلى الساحة قالوا السلاح موجود خارج الساحة إلى وقت الطلب وتفاجأنا أثناء اقتحام الساحة لم نجد حتى قطعة سلاح أو مسدس والقصة معروفة بعد أن خرجنا للقيام بوقفة احتجاجية أمام مبنى القاهرة بعد اعتقال أحد الشباب الملقب بالصاروخ، وحين كنا واقفين بالشارع باشر جنود الإدارة بإطلاق الرصاص الحي علينا بعد أن تم تعزيزهم بمدرعات وعناصر من الأمن المركزي والحرس والأمن العام والبلاطجة.. كان الشباب يهتف سلمية سلمية وهم يرمون علينا رصاصاً حياً.. موقف لا يمكن أن ننساه.. أحد الشباب كان بصدر عاري وراسم بقلم أحمر على قلبه قلب.. كان يشير إلى قلبه بيده ويقول لأحدهم أقتل أن شئت فهذا قلبي فأطلق عليه شخص من سطح العمارة طلقة في مكان الإشارة في قلبه فسقط شهيداً.. والذي أطلق النار عليه شخص ملثم ويلبس ثوباً.. أذكر أيضاً شاباً آخر بصدر عاري كان واقفاً في الخط ويلبس بنطلون كانت الرصاص على يمينه وشماله وهو واقف ويداه إلى فوق ويهتف سلمية فأطلقوا عليه طلقة في ساقه الشمال وكان ينزف وهو واقف على قدم واحدة وأطلق عليه طلقة أخرى بنفس القدم المصابة فاسعفناه فوق موتور.. شاب آخر شاهدته وهو واقف أصيب بطلقة في رقبته من داخل المبنى، .. أيضاً الشاب/ عمار أحمد عبدالرحمن صبر عندما أصيب كان يقبل يده ويرسلها للجنود وإذا بأحدهم يطلق عياراً نارياً على قدمه فقمت بإسعافه على ظهري من الشارع الخلفي، رغم سقوطه على الأرض كانوا يطلقون النار عليه بقصد قتله وحتى بعد حمله كانت الرصاص تمر جوارنا .. أوصلته مستشفى الصفوة فوجدت المستشفى مليئاً بالجرحى والدماء في كل مكان.. لم أجد كرسي لأضعه.. أجرى له الأطباء إسعافات أولية لوقف النزيف ثم نقل إلى مستشفى اليمن الدولي.. كانت ملابسي مبتلة بالدماء وعندما أردت العودة إلى الساحة منعوني خوفاً من الاعتقال.. غيرت ملابسي وعدت إلى الساحة ولازلت أحتفظ بتلك الملابس الممتلئة بالدماء حتى هذا اليوم في بيتي ولن أغسلها ذكرى لثورة 11 فبراير.
وعند رفع أذان الفجر كنا في المدرسة عزمنا الخروج من المدرسة خوفاً من الاعتقال.. قلنا الموت أفضل من الاعتقال والتعذيب فخرجنا بين الرصاص والساحة كلها تحترق والرصاص من كل الاتجاهات قمنا بفتح إحدى القمريات التي كانت على إحدى نوافذ المدرسة من الجهة الأخرى وأول من قفز من النافذة أنا والأخ رشيد عقلان وعادل عبدالرحمن عبادي.. دخلنا الحارة وعندما وصلنا إلى أمام منزل أيمن الصبري وجدنا بلاطجة.. كان أحد الشباب ينادي هناك جريح نريد أن نسعفه فخفنا من أن تكون خديعة لنا فقد كان هناك مسلحون وواصلنا السير إلى أن وصلنا الأزقة عبر سوق الأشبط ثم إلى المستشفى الجمهوري.. كانت ليلة رعب بمعنى الكلمة كل الطرقات الرئيسية والشوارع كانت مليئة بالجنود والمسلحين المدنيين و(البلاطجة) واستمرينا بالسير إلى أن وصلنا منزل الأخ/ رشيد..
كنا نبكي بمرارة وحرقة على الشهداء وعلى دم الجرحى وكنا نفكر إلى أين سنذهب بعد حرق الساحة، وقلنا أخيراً لن نستسلم وسنعود إلى الساحة حتى ولو متنا شهداء بعد إخواننا، وها هي الذكرى الثالثة للمحرقة تعود ونحن هنا في الساحة ولن نغادرها قط حتى تتحقق كل أهداف الثورة.
سدنة جهنم
خالد فانوس عبدالله القباطي: ليلة التاسع والعشرين من مايو 2011م هي النقطة الفارقة والمحورية لاستمرار الثورة أيقنا في تلك الليلة وأدركنا أن ما يفعله النظام هو (بداية النهاية).. المئات من الجنود المدججين بالسلاح والعتاد احضروا لتنفيذ الجريمة.. كنا نرى العداوة في أعينهم.. بل وكانت أعينهم تقطر دماً حمر الوجوه وكأنهم أتوا من جهنم.. حاولت وبعض الزملاء الاقتراب منهم والتفاهم معهم فواجهونا بإطلاق النار دون رحمة، وعندما ازداد تجمهر الثوار على مدخل الساحة الشرقي رموا بالقنابل الحارقة على الجميع تمهيداً لاقتحام الساحة.. بدأوا بإحراق أكبر خيمة من الجهة الشرقية حتى وصلوا إلى الخيمة التي نعتاد المقيل فيها.. حاولت وزميلي عبدالوارث إخراج بعض أغراضنا المهمة إلا أننا لم نستطع.. رموا علينا قنابل حارقة افقدتنا الوعي وبدأت النيران تلسع جسدي واستطاع زميلي إنقاذي بصعوبة بعد محاولات عدة وتم إسعافي إلى منزله القائم خلف الساحة، حيث أتاني المسعفون في تمام الساعة العاشرة والنصف، وبقيت حارقاً في منزل صديقي للساعة الرابعة صباحاً.. لم يستطع أحد إدخالي للمستشفى الميداني فتم نقلي إلى مستشفى الثورة إلا أنهم رفضوا استقبال حالتي قدمنا لهم مبررات أن سبب الحريق غاز في المنزل لكنهم لم يستجيبوا فتم نقلي دون مجارحة أو علاج إلى منزلي الكائن في الحوبان وثاني يوم عدت إلى منزل صديقي عبدالوارث لأبقى قريباً من المستشفى لغرض المجارحة وعندما علموا بحالتي أخبروا د/ صادق الشجاع فزارني إلى منزل صديقي وتم نقلي رابع يوم المحرقة إلى مستشفى الروضة.. بقيت هناك تقريباً شهر وقد حصل الاعتداء وأنا بالمستشفى.. كنت أنا وصديقي الشهيد/ عبدالرحمن الكمالي.. الذي توفى بصنعاء بعد أن رفضوا تسفيره للخارج.. بعد المحرقة أصابني مرض السكر وختاماً أقول أن التقاسم والتوافق لا يثنينا من مواصلة ثورتنا لتحقيق كامل الأهداف ومحاسبة كل الفاسدين من كل الاتجاهات.
المحافظ شوقي تجاهل مطالبنا
عبدالكريم قاسم الهاشمي (والد شهيد المحرقة وضاح) : ذكرت تفاصيل استشهاد ابني وضاح في مقابلة سابقة معي ولم يكن أحد يعرف وضاح إلا بعد ما نشر عنه في المستقلة التي تناولته كإحد شهداء المحرقة، ولن أعيد ما ذكرته، والجديد هو أننا نحن آباء وأقارب وأمهات الشهداء اعتصمنا أمام المحافظة (117 يوم) بعد أن أحيل القرار من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب بصيغة قانون العدالة الانتقالية وكان معنا بيان يتضمن أربع نقاط وهي:
– سحب قانون العدالة الانتقالية بصيغته الحالية من مجلس النواب.
– سرعة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة التزاماً بقرار رئيس الجمهورية وقرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص قتلى شباب الثورة.
– تشكيل هيئة حكومية تعنى بأسر الشهداء والجرحى.
– وقف مشروع الديات التي تدفع في محافظة تعز بطرق ملتوية تمثل تنازلات وبيع لدم الشهداء.
ورغم مرور (117 يوم) لم يقف محافظ المحافظة أمام اعتصامنا بل تم الاعتداء علينا سبع مرات بأوامر شوقي أحمد هائل هذا ونحن لدينا مطالب حقوقية.. كنا نتمنى منه يعطينا من وقته خمس دقائق لنطرح عليه مطالبنا كونه مسئولاً وهو بدوره سيتفاهم مع الرئيس، ولو فعلها لكنا رفعنا الاعتصام من أول يوم.. كنا نعتقد أن المحافظ شوقي سيقوم بواجبه ولن يتركنا ننام حتى ليلة واحدة أمام المحافظة في البرد القارس طوال شهر 12 / 2013م، ولكنه ناصب العداء لأسر الشهداء ولا ندري بأي مبرر ناصبنا ذلك العداء..
تبولت على ثيابي ثلاث مرات
مصطفى أمين محمد المقطري : كنا وإدارة أمن القاهرة طوال فترة الثورة- في حالة سلم.. لم يعتد أحد منا على الآخر، ولكن في يوم المحرقة حين تم القبض على أربعة من ثوار الساحة، حيث تم التفاوض معهم والاتفاق على إطلاقهم في تمام الساعة الخامسة من قبل إدارة أمن القاهرة ما لم فسيتم اقتحامها.
وكانت من الحلول أن يتم إطلاق اثنين والاثنين الباقين يتم إطلاقهم في وقت آخر إلا أن مجموعة عناصر حزبية رفضوا وبقوة.. قالوا: “أما الإفراج عن الأربعة وإما اقتحام مقر المديرية وبالفعل بدأت المواجهة بعد الساعة الخامسة.. وعبر صحيفتكم نناشد كل صاحب ضمير عنده معلومات عن حقيقة ما حدث أن يطرح الحقيقة على الملأ.. هل كان هناك تواطؤ واتفاق بين المشترك والمؤتمر لإحراق ساحة الحرية من أجل تمرير المبادرة والحصانة؟ ومن أجل إخماد الثورة وإسكات أبناء تعز وثوارها كونها الرمز والثورة
وأقول لكل الثوار : الثورة.. حققت أهم أهدافها ويكفي أنها أنهت التوريث، وأصبح الناس عندهم إرادة لصنع المستحيل ورافضين الخضوع والاستسلام وقد عرفوا الطريق إلى الساحات ويجب أن يعي الحاكمون الجدد أن الشعب قد عرف طريقه..
وبصراحة أصعب المواقف المصاحبة لعملية إحراق الساحة سأذكرها دون تحرج “فلم أعرف قط في يوم من الأيام بأني قد تبولت فوق نفسي إلا يوم المحرقة من شدة هول الموقف.. تبولت ثلاث مرات رغم أن والدتي- يحفظها الله علمتنا دخول الحمام منذ أن كنت في عمر السنتين- هذا الموقف الأول أما الثاني فقد جلست لأكثر من شهر وأنا لا أستطيع النوم بشكل طبيعي.. كنت أفزع وأصيح ولا أستقر في منامي بسبب الطنين الذي يدوي في مسمعي بسبب أصوات الرصاص، والقنابل الصوتية التي وقعت بجانبي واحدة منها ظل دويها في رأسي لأكثر من شهر، لم نصدق أننا سننجو في ذلك اليوم..

زر الذهاب إلى الأعلى