أخبار وتقارير

صحيفة تكشف عن طبيعة التوتر الذي تشهده منطقة “حزيز” جنوب العاصمة بين مسلحين حوثيين وقوات الاحتياط

يمنات – الشارع
جدد مسلحو جماعة الحوثي في الواحدة والنصف من فجر امس هجومهم على معسكر 48 المقر الرئيسي لقوات الاحتياط، ويقع في “حزيز” على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء بعد مواجهات عنيفة اندلعت في الثانية من بعد ظهر أمس الاول بين مسلحين وجنود من هذه القوات وأدت الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين والاهالي.
و قال ل”الشارع” مصدر عسكري رفيع ان هجوم مسلحي الحوثي على هذا المعسكر استمر بشكل متقطع وكثيف حتى الثانية والنصف من فجر أمس وأدى الى اصابة قائد شرطة قوات الاحتياط العقيد نصر السياغي.
و أفاد المصدر ان “السياغي” وهو صهر اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط اصيب برصاصة في رقبته كما اصيب ابنه وابن اخته.
و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان مسلحي الحوثي هاجموا هذا المعسكر بالأسلحة الخفيفة والمعدلات الرشاشة.
و يواصل عشرات من مسلحي الحوثي انتشارهم حول هذا المعسكر الذي يعد اقوى مواقع الجيش اذ يتمركز فيه اربعة الوية عسكرية، اضافة الى كتائب اخرى وقوام افراده نحو “20” ألف فرد و كان هذا المعسكر مقرا لقيادة قوات الحرس الجمهوري التي تم حلها.
و قال ل”الشارع” مصدر عسكري رفيع ان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد زار في السابعة من صباح امس معسكر 48 بحراسة 20 سيارة عليها عشرات الجنود لحمايته.
و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان الوزير تفقد معسكر 48 واطلع من اللواء علي الجايفي ، قائد قوات الاحتياط على ما حدث امس الأول وطاف في المعسكر وغادره بعد ان ظل ساعة فيه.
و قال المصدر الذي كان في المعسكر عند زيارة الوزير له: الوزير وجه الجائفي برفع معنويات منتسبي قوات الاحتياط من خلال صرف حقوقهم المالية والمقررات الغذائية الشهرية ومخصصات الوقود، والاعتمادات الشهرية الخاصة بهم والتي كانت تصرف لهم في عهد احمد علي . وكذلك وجه الوزير الجائفي باستدعاء من تم اقصاؤهم خلال العامين الماضيين، والاعتذار لهم ورفع معنوياتهم وصرف مستحقاتهم من تاريخ الاقصاء من اجل القضاء على الانشقاق داخل قوات الاحتياط.
و أضاف: كذلك وجه الوزير بتحذير الشخصيات الاجتماعية والمشايخ الساكنين في الاحياء المجاورة للمعسكر وابلاغهم واهالي هذه الاحياء انه في حال تم اطلاق اي اعيره نارية باتجاه المعسكر من اتجاهاتهم فستكون منازلهم هدفا لقوات الجيش وسيتم التعامل معها وضربها مباشرة، فلا داعي لتعريض المنطقة لشيء لا يحمد عقباه او قبول الحوثة لديهم.
و مساء امس أكد المصدر مهاجمة مسلحي جماعة الحوثي المعسكر، وقال الوضع الآن متوتر جدا من جميع الجهات المحيطة بالمعسكر، مسلحو الحوثي يتمترسون ويتمركزون في عدة بيوت حول المعسكر.
و أضاف المصدر: وقالت المعلومات ان الجائفي تواصل مع قيادات حوثية عبر ضابط عسكري في قوات الاحتياط وطلب منهم ان ينسحبوا من مواقع تمركزهم حول المعسكر ولا داعي لمعركة سيخسر فيها الجميع ولا يعرف ما بعدها، الا ان الحوثيين لم يوافقوا على الانسحاب والعودة الى مقر اعتصامهم في شارع المائة.
و ظهر اليوم (امس) هاجموا المعسكر من جهة تمركز اللواء الرابع مدرع بالرصاص دون حدوث خسائر مادية وبشرية.
و تابع المصدر: هناك انتشار كبير لقوات الجيش والجميع في جاهزية كاملة وتم نشر جميع الدبابات والعربات الصاروخية وغيرها، كما زاد قائد قوات الاحتياط (الجائفي) من عدد من حراسته الشخصية وأطقم الحراسة خوفا من أي اختراق لاغتياله.
و أكد المصدر ان هناك مخاوف من عدم تنفيذ الجائفي لتوجيهات الوزير القاضية بإعادة كل من تم اقصاؤهم، وصرف حقوقهم كاملة وصرف حقوق ومخصصات جميع الافراد، مشيرا الى ان فساد الجائفي وسوء ادارته كان سببا في تدمير قوات الاحتياط وحدوث تذمر واسع في صفوف افرادها، وقال المصدر: نخشى ان يمضي الجائفي في فساده ولا يصرف مخصصات الافراد.
و قال ل”الشارع” مصدر امني في محافظة صنعاء ان مسلحي جماعة الحوثي جددوا قبل ظهر امس هجومهم على معسكر 48 ونشبت اشتباكات عنيفة بينهم وبين افراد هذا المعسكر واستمرت حتى بعد الظهر، واشار المصدر الى ان الاشتباكات تجددت مرة اخرى وظلت بشكل متقطع وعنيف حتى مغرب امس.
و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان قوات الامن رصدت تحركات لمئات من مسلحي الحوثي في عدة اماكن في حزيز، مشيرا الى ان مسلحي الحوثي استحدثوا امس عدة مواقع تمركزوا فيها داخل هذه المنطقة بما فيها عدة عمارات مازالت تحت التشطيب اضافة الى انهم اقاموا متاريس وحفروا خنادق جديدة، وافاد المصدر ان مئات من مسلحي الحوثي وصلوا امس الى حزيز وانتشروا فيها استعدادا لمواجهة واسعة مع قوات الجيش هناك.
و قال ل”الشارع” مصدر امني ثان ان طفلا اصيب برصاصة في رأسه جراء الاشتباكات التي جرت امس، مشيرا الى انه تم اسعاف هذا الطفل الى مستشفى السوداني في حزيز وحالته خطيرة.
و أوضح هذا المصدر الامني ان قوات الجيش عثرت امس في حزيز على جثة شخص يعتقد انه قتل في مواجهات أمس الاول مع مسلحي الحوثي، مشيرا الى ان هذا الشخص يدعى “عبد الرحمن مصطفى العماري”.
مصدر عسكري في معسكر 48 اكد للصحيفة شن مسلحي الحوثي امس هجمات على المعسكر وحدوث اشتباكات ومناوشات، مشيرا الى ان مسلحي الحوثي اقاموا استحداثات جديدة في المنطقة وحول المعسكر في ظل معلومات تقول انهم يعتزمون الهجوم عليه واقتحامه لتكرير ما حصل في اللواء 310 مدرع في عمران في 8 اغسطس الفائت.
و قال المصدر: الجيش في حالة استنفار قصوى غير مسبوقة وتم منع الاجازات للجنود، وتم استدعاء الأفراد الذين هم في اجازات وصدرت توجيهات من قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان برفع الجاهزية والاستعداد لأي احتمالات طارئة كما صدرت توجيهات عليا لنا تقضي بالتعامل بحسم عند حدوث أي هجوم على المعسكر حتى وان تطلب الامر استخدام اسلحة ثقيلة.
و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان الجيش نشر قواته في جميع اجزاء المعسكر الذي تم استحداث مواقع ومتارس وخنادق داخله كما تم نشر الجيش حول المعسكر وفي مواقع قريبة وبعيدة منه تحسبا لأي هجوم عليه.
و قال المصدر: تم من بعد المغرب منع التحركات حول المعسكر والمناطق المحيطة به، وتبين لنا ان هناك متقاعدين عسكرين ينتمون الى ألوية مختلفة داخل الجيش هم من يقودون مسلحي جماعة الحوثي، ويشرفون على حروبهم ويقدمون لهم معلومات حول معسكرات الجيش.
و أكد المصدر نشر مئات الجنود والمدرعات حول معسكر 48 وحول معسكر ضبوة التابع له والواقع في الجهة المقابلة له. و ذكر المصدر ان قوات الجيش حذرت الاهالي من السماح لمسلحي الحوثي باستخدام منازلهم وابلغتهم انه سيتم قصف أي منزل يتم اطلاق الرصاص منه على الجيش.
و مساء أمس أكد مصدر أمني مسؤول في محافظة صنعاء استمرار انتشار مسلحي جماعة الحوثي في عدد من الشوارع والحارات والتمركز في اسطح المباني المطلة على بعض شوارع منطقة حزيز وفي احدى المدارس التي تم الاعتداء عليها أمس الاول.
و اعتبر المصدر، في تصريح نشرته وكالة سبأ الحكومة ان ذلك يعد تصعيدا مسلحا خطيرا وجرائم يعاقب عليها القانون ويكشف زيف سلمية ما يدعون به في وسائل اعلامهم المختلفة.
وفيما قال المصدر ان استمرار هذا التصعيد المسلح سيجعل الاجهزة الامنية مضطرة للقيام بواجباتها على اكمل وجه لتامين حياة ومصالح المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، و دعا ابناء الشعب الى الوقوف صفا واحدا في وجه اية اعمال او ممارسات خارجه عن النظام والقانون تسعى لجر الوطن الى منزلق العنف والفوضى.
و حذر المصدر من مخاطر استمرار ما تقوم به مليشيات جماعة الحوثي المسلحة من اعتداءات تخريبية، طالت عددا من المنشآت التعليمية والمباني والمؤسسات الحكومية والخاصة في منطقة حزيز بصنعاء في اطار عملية قال انها ممنهجة تهدف الى اقلاق السكينة العامة وتعريض امن واستقرار الوطن للخطر.
و قال المصدر: ان سقوط الضحايا من المواطنين ومن منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية جراء تلك اعتداءات والتصعيد المسلح وكذا ترويع المواطنين الامنين في مساكنهم جرائم لا تقل بشاعة عن جرائم الارهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى