فضاء حر

عن اغلاق السفارات الغربية

يمنات
حين أقدمت أمريكا وحلفائها من الدول البريطانية والفرنسية على إغلاق سفاراتها في اليمن, لم يفعلوا ذلك ليتركوا اليمن إلى غير رجعة, فهم أصحاب المصلحة الكبرى في بقاءهم في اليمن (لا نحن) .. فهذه الدول لها مصالح تاريخية كبرى في اليمن وليس من السهولة بمكان القول أنهم تركوها إلا ليجنوا المزيد من المصالح منها ثم العودة إليها راكضين ودون شك.
وحيث أن أمريكا وحلفائها كانوا يتوهمون أنهم ذاهبون باليمن إلى التقسيم بينهم عبر الأقلمة وساعدهم في ذلك عاهات أحزاب كهولة وحكومات متردية صدئة . إلا أن الأقلمة وبعد سقوطها جعلتهم يعمدوا إلى خيار آخر للفوضى ففرضوا الاستقالات على قيادات بائسة لا تحمل أي نوع من أنواع المسئولية تجاه هذا الوطن .. و دونما إدراك لتبعاتها..
وكانوا حينها على يقين تام أن التشظي القائم بين القوى والأحزاب السياسية اليمنية سيساهم وبشكل كبير في تمرير مخططاتهم القذرة.
وهاهم الآن يكملون مشوارهم بالمرور عبر أطماع حزب الإصلاح الذي لطالما ورط هذا الوطن في كثير من التردي والبؤس .. ولهذا الحزب أقول: راجعوا حساباتكم وسياساتكم .. أنتم في خطر حقيقي!! .. وأنصار الله وإن فرضنا أنهم سيبتعدون عن قمة القرار السياسي إلا أنهم (لن يغادروه إطلاقاً) .. فالخارج سيجركم إلى حرب ضروس وسيمولها لكم في مأرب وشبوة وأبين وحضرموت بحجة طموحاتكم في إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي لطالما روج لها الشيخ عبدالمجيد الزنداني..
في حين أن المخطط الخارجي لن يدفع بكم إلا إلى قبور مشرعة تحت التراب .. والغرض الرئيسي منها العبور إلى المملكة العربية السعودية وتسليمها على طبق من ذهب لطاولة الحوار الإيراني “في أحسن الظروف” أو للخليج الفارسي “في أسوأ الظروف”..
واشنطن لا تهتم لكم ولا لخلافتكم الإسلامية و”ليس أرخص عليها من دمائكم” !!
جدير بالذكر تذكير حزب الإصلاح أنهم قد خسروا كل من يمكنهم الركون إليهم “وإن كانوا يتوهمون عكس ذلك”.. وطالما وقد قررت الصهيوأمريكية “التي أنشأتهم” إبادة أطماعهم والفكر الذي يستندون إليه.. فليعلموا أن المجتمع الدولي سينجر خلفها .. وأن انسحاب السفارات من اليمن يخلي الساحة تماماً أمام خصومهم ولصالحهم, ويعطيهم غطاء شرعي لما يريدون .. خاصة إذا ما فقهوا معنى أن تغلق أمريكا سفارتها .. في الحين الذي ما زالت أمريكا تعلن فيه صراحة أنها ستمضى قدماً في حربها على الإرهاب في اليمن !!!
وأما عن لجوء قيادات حزب الإصلاح إلى السعودية للبحث عن مخرج وبمعية قطر .. فيؤسفني القول أن ذلك ما يبعث للسخرية .. حيث يكونون بمواجهة طريقين وكلاهما لن يفضي بهم إلى خير .. فقطر دويلة مسلوبة القرار .. لا تأتمر إلا بأمر أمريكا.. ووحدها أمريكا من تفرض علي قطر ما يجب أن يكون وإلى أين يجب أن تهرول “بهم” ..
ولا يغيب عن حزب الإصلاح أن السعودية كانت السبب الرئيسي الذي مول ودعم عملية القضاء على الإخوان المسلمين في مصر .. واللبيب منهم من يمكنه بسهولة أن يعلم معنى ذلك السطر في عمق القرار الأمريكي وسياسته التي لا تعرف صديقاً أو عدو في مقابل مصالحها في المنطقة .. كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن المرشد العام للإخوان المسلمين “محمد بديع” قد تم رفع حُكم الإعدام عنه البارحة.. وبالتأكيد ليس حباً في قطر .. ولا في سواد عيني الإخوان .. بل لجرهم للمربع القذر الذي تجيد أمريكا اللعب على إيقاعاته مع أمثالهم بسهولة ويُسر !!
و إلى عقلاء حزب الإصلاح أقول ومن قلب محب وصادق: لا تنجروا إلى قبوركم التي حفروها لكم بخبث ودهاء .. غلبوا المصلحة الوطنية فوق كل شيء .. وعودوا للمشروع الوطني الجامع مع بقية المكونات والقوى السياسية في الحوار وليتنازل الجميع عن أي شرط يعيق الاتفاق لما فيه المصلحة العامة .. ولتفوتوا اللعبة القذرة على المشروع الخارجي الذي لا يهمه إلا مصالحة .. ومصالحة فقط … كونوا بقدر المسئولية ولو لمرة ” وتأكدوا أنكم رابحون.
من حائط الكاتبة على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى