فضاء حر

بين عدوان وعدوان هناك فرق السماء

يمنات

هناك فرق بين عدوان يتسبب في قطع ساقك، وعدوان يدمرك ويدمر وطنك ويمحوا أثرك..

هناك فرق بين جرح تبلعه، وجرح يبتلعك..

هناك فرق بين عدوان في وطنك، وعدوان على وطنك يريد ان يستبيح أرضك وشرفك وتاريخك، ويغتصب حاضرك ومستقبلك..

هناك عدوان تتوجس منه أن يعيدك ألف عام للوراء، وعدوان يرجعك بالتأكيد إلى عصر البشاعة والوحشية الأولى .. عدوان يستعبدك أو يجلب من يذبحك ويأكل لحمك وكبدك ويشرب دمك..

كونوا كما تريدون إلا أن تكونوا عونا للعدوان .. قاوموا من تريدون دون أن تتكئون على العدوان .. لا تكونوا عونا وسندا لهذا العدوان السعودي الهمجي المتوحش الذي يعيث بالأرض خرابا، ويدمر الإنسان والحياة، وخمسين عام من مستقبل اليمن.

وزير خارجية هادي يعترف لرويترز وبالفم المليان والصريح إن نسبة الهدم والتدمير للبنية التحتية في اليمن بلغ 95% وهذا يعني إن خمسين عام مما بنيناه في الماضي من عرقنا ودم قلوبنا وما قدمه أصدقاء شعبنا دُمر وصار أطلالا أو ركاما من خراب أو أثرا بعد عين..

اتعظوا يا هؤلاء من ألف واقعة وألف مثال وألف مبكية ونزيف طويل لم ينتهِ إلى اليوم..

اتعظوا بما صار ويصير اليوم في العراق، وما حدث ويحدث في سوريا، ومثل هذا يقال أيضا على ليبيا .. وهناك من يريد اليوم أن يقودنا بعجل إلى نفس المآل.

كل من راهن أو أعتمد أو شجع أو تواطأ مع عدوان الخارج على وطنه قاد الوطن إلى الكارثة.

عدوان الخارج لم يحرر سوريا والعراق وليبيا من الظلم، بل جلب إليها كل ويلات الدنيا وأشرار الأرض من كل الأصقاع لينتهي العراق بداعش، وبيع ماجدات العراق في أسواق النخاسة، وتنتهي سوريا بجماعة النصرة التي تقتل وتذبح وتأكل الأكباد، وتنتهي ليبيا بحال لا يختلف.

كل الحالمين الذين كانوا يعتقدون إن العدوان الخارجي سيأتي بالأمن والاستقرار والحرية والتنمية ومشروع مرشال كانت خيبتهم صادمة وكانت الكارثة بكل المقايس .. لم يجلب لهم العدوان الخارجي غير الدمار والخراب والبؤس والدعشنة وحطام لا ينتهي.

الاستعانة بالعدو الخارجي ضد من تعتقد أنه عدوك الداخلي حمق يقتل صاحبه ويقتل الوطن أو يصيبه في مقتل، وإذا كان أنصار الله قد قامروا بالوطن؛ فلماذا أنتم تقامرون به؟! وتستدعون العدوان الهمجي المتوحش والبشع والذي لا يجلب إلا الدمار والخراب العريض والمهالك والكوارث والخسران المبين.

زر الذهاب إلى الأعلى