فضاء حر

حتى وإن وصلوا .. ماذا بعد سقوط صنعاء..؟

يمنات
كنا قد قلنا من قبل ان معادلة استمرار الحرب حتى سقوط أحد العاصمتين اما صنعاء او الرياض حماقة لا يستطيع أحد الطرفين دفع ثمنها، ووصفة لحرب لا تبقي ولا تذر كحروب الجاهلية، أي انها حرب من اجل الحرب فقط دون ان تصل لمبتغاها في اسقاط العواصم. الا ان الحماقة الاعرابية غلبت وينطبق عليها قول “لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”. بل يبدوا واضحاً فيها خرف الشيوخ وحلوم الأطفال وغياب العقل والحكمة من قبلهم بالمطلق في هذه الحرب.
كنا نتوقع ان امراء العدوان سيدفعون بمفاوضات مسقط على الأقل حتى يستكشفون ما في جعبة الاخر حتى دون الوصول لنتائج فذهابهم في حد ذاته مكسب وغطاء سياسي لحربهم امام العالم وسيعدون لمفاجآت حربية لما بعد ذلك باعتبار ان الحرب خدعة. لكن يبدو انهم احرقوا اوراقهم السياسية ولم يعد في جعبتهم العسكرية او الحربية أي مفاجآت وانما حماقات تبدو بصورة واضحة في معركة مارب الدائرة حالياً، وان المفاجآت في المرحلة القادمة ستكون من طرف واحد فقط.
جعل هدف الحرب هو الوصول الى صنعاء عبر الحرب ولا شيء سواها يبدو غباء مركب، فدول الخليج لا تمتلك ثمن دخول صنعاء وهو ثمن باهض جداً يتمثل في مئات الالاف من القتلى المدنيين والعسكريين من كل طرف على حدة، بالإضافة الى تغيير التوازنات الإقليمية التي نشاءت بمعادلات دولية دقيقة ومعقدة وفقاً لمصالح دولية عميقة جداً من بعد الحرب العالمية الثانية وبعضها من قبل ذلك بكثير. بل فيها اخلال بالمصالح الدولية ذاتها، ويأتي على رأسها مبدأ وفكرة الحماية لتلك الدول نفسها التي تمتلئ أراضيها بقواعد عسكرية لحمايتها.
لم يستفيق العرب حتى اللحظة من غزو الكويت ومازالوا يدفعون الثمن كذلك غزو أمريكا وهي الدولة الاعظم لبغداد لم يكن نزهة ومازالت أمريكا ذاتها تعاني تبعاته ولم تستطع حتى الساعة الخلاص من تداعياته.
ان الاقتراب من صنعاء يجعل الرياض أقرب ليس لليمنين فحسب وانما ايضاً للمنظمات الإرهابية وللتمردات الداخلية ايضاً ويزيد الشقوق في المنطقة حد التفكك الكامل. فبالتأكيد لن تخرج السعودية من هذه الحرب اقوى بل أضعف حتى دون الوصول لصنعاء فما الذي سيكون عليه الحال لو اقتربت من صنعاء؟ فربما لن تخرج ابداءً وحتى وان سلمنا جدلاً انهم سيصلون لصنعاء فماذا بعد الوصول؟
من حائط الكاتب هلى الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى