فضاء حر

وداعاً سامر ..

يمنات

أسيا الصراري

قلت وداعاً للعام 2018 وفتحت ذراعيك لإستقبال 2019 كطائرٍ راغبٍ في التحليق نحو الحلم والمستقبل المنشود بكل ما أوتيت من تفاؤل.

أملت فيه الخير والرزق والحب والعطاء…ولم تكن تدرك أن في إحدى أيامه , الموافق في التاسع عشر من نيسان ستودع شبابك..أحلامك..عالمك..مستقبلك..أهلك ومحبينك…

حلقت نحو هذا العالم عازماً على تحقيق أحلامك وبلوغ هدفك دون أن تدري أن في مثل هذا اليوم الموافق الرابع والعشرون من نيسان سيتوارى جثمانك تحت الثرى مخلفاً كل ذكرى جميلة في ذاكرة محبينك .. وألمٌ على فقدانك غائصاً في عمق قلوبنا أنت الذي لم تألمنا قط في حياتك ..

ها هو ذا جثمانك يتوارى اليوم تحت الثرى مودعاً هذا العالم على إتساعه تاركاً أيانا..

تسعة أعوام هي عمر معرفتي بك يا صديقي كانت حافلة بمواقفك النبيلة الصادقة..تسعة أعوام تشاركنا فيها الفرح والحزن .. والثورة والنضال .. تسعة أعوام ناضلنا فيها سوياً من أجل الوطن.. ومن أجل المستقبل والحلم.
بدأنا أكتشاف الحياة معاً وها أنت ذا تودعها وتتركنا وحيدون نقاسي ألم رحيلك..

رحلت يا سامر وبقينا نحن في هذه الحياة لا أحياء يا صديقي أموت على هيئةِ أحياء..بقينا أشباح في حياة أصرت بكل ما حملت إلينا من ألام أن تسلبنا أرواحنا حين سلبتنا أياكم يا عزيزي..

فكيف لنا بعد اليوم ياعزيزي أن نكن أحياء بعدكم وأنتم الأعز والأقرب إلى قلوبنا تتساقطون واحداً تلو الأخر مخلفين في حياتنا أوجعاً لا يضاهيها وجعاً؟

رحلت يا عزيزي ولازالت هناك الكثير من اللحظات والمواقف في إنتظار مشاركتك أيانا تفاصيلها.

رحلت يا سامر وصورتك المشرقة ونظرتك البريئة والذكريات الجميلة حاضرة تحرق قلوبنا وجعاً..

رحلت يا سامر وخلفت في قلوبنا وجعٍ وذكريات جميلة عشناها معاً هيا الأخرى اليوم تضاعف حجم ألامي..

رحلت يا سامر وتركت مكانك فراغ فراغاً كبير في قلوبنا وفي أماكن كنا فيها سوياً ومشاريعنا وخططنا..

رحلت يا من كنت تقف معنا في فرحنا ووجعنا..

رحلت يا من كنت تحمل أصدق وأنبل قلب..

رحلت أيها الإنسان ورحيلك هو الأخر خلف في قلبي وجعاً كبيييير لا يضاهيه وجعاً..

رحلت يا سامر وسابقيك بكل ما تحملون من نقاء..وبقينا نحن بكل ما نحمل من قبح.كنت على يقين يا عزيزي بأنك ستنتصر على الرصاصة الغادرة كما أنتصرت على سابقتها ..كنت على يقين بأنك ستعود يا صديقي بخير وستعود معك كل الأيام الجميلة التي عشنها سوياً في ظل شلة الأنس والطرب ..

سترسمنا يا صديقي مجدداً كما كنت تفعل دائماً ونحن في جلسات الحشوش برفقة زيزي وسناء في فناء الجامعة .. ستقف بجانبنا كما كنت تعمل دوماً.. سنهرمك إتصالات و كول مي لتهب لنجدتنا في أحلك الظروف كما كنت..سنتظاهر سوياً .. نعتصم .. سنحضر الفعاليات معاً .. سنحظى بلحظات أخرى تجمعنا في فناء كوفي كورنار مع الشلة نتمازح ونتبادل الأفكار والكتب كما كنا .. سنعود معاً لجنشلر مشروعناً الذي لاطالما جمعنا سوياً بكنف مبادرة أستراحة الشوارع .. سنخطط للمستقبل المنشود.. كنت على يقين بأنك ستعود لنا سالماً وستعود معك كل تلك اللحظات الجميلة..ولكن شاء القدر أن تودعنا أن تودع عالماً مكتظ بالقبح لايتسع لنقائك ونبلك ياعزيزي.

أعلم يا سامر بأن الزمن لن يعود للوراء,ولا أمل للقاء..لن تكن هناك لحظات وموقف تجمعنا مجدداً سوى الذكريات..ولكني أتمنى معجزة تعود بنا للوراء إلى قبل إصابتك ولو لثوانٍ قليلة أطلب فيها مسامحتك .. لأخبرك بأنك تعز على قلوبنا وبأننا أحببناك بالقدر الذي أحببتنا فيه وأكثر أحببناك أخاً وسنداً وصديقاً ورفيق درب..ولأقول لك بأني لن أنساك ما حييت يا صديقي..لن أنسى نبلك..وإثارك..وكرمك..ومواقفك..

يااااه يا سامر على قسوة الأقدار على قلوبنا حين تفرقنا..أي فرح بعد اليوم يا سامر سيطلق عليه فرحاً مطلق وقد رحلتم أنتم من كنتم تشاركونا أفراحنا؟ ومن لنا اليوم مواسياً يا سامر وقد رحلتم من كنتم تقفون معنا وتواسونا ساعة الشدة وفي غمرةِ أوجاعنا؟

يااااااه على قسوة الحياة يا سامر التي تصر على إلامنا نحن اللذين لم نستفيق بعد من فاجعة رحيل لتباغتنا بأخرى.

إعلم يا صديقي بأنك ستظل ذلك الجميل والأنقاء والأعز على قلوبنا وأن تواريت تحت الثرى ستظل حاضراً في قلوبنا ما حيينا..

وداعاً أيها الأعز والأغلا على قلوبنا..وداعاً يا من كنت لنا أخاً وسنداً وصديقاً وعوناً في هذه الحياة..وداعاً يا أنبل وأطيب وأنقى قلب عرفته بالوجود..وداعاً سامر إلى جنة الخلد
والسلامُ عليك يوم ولدت .. ويوم مت .. ويوم تبعث حيا..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى