العرض في الرئيسةفضاء حر

قمة العشرين .. الكبار اقتصاديا وتكنولوجيا يلتقون لمناقشة مصالحهم

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

الكبار اقتصاديا وتكنولوجيا يلتقون في مواعيد منتظمة من اجل مناقشة مصالحهم الاستراتيجية واعادة تعيين حصص كل منهم في فضاءات خارج حدودهم .. ثم يتقاسمون السوق الاقتصادية بحصص لكبرى الشركات التي تعلن الحرب على بعضها ومنها الحروب التجارية القائمة بين امريكا والصين ..

وهؤلاء وان كان من بينهم دول ليس لها ماض استعماري الا انهم اليوم جميعا بمنطق كولونيالي يضعون يدهم على السوق العالمي ورسم جدود ومساحات لكل منهم مع صعوبة دخول دول اخرى حتى وان بدت راغبة في المشاركة معهم ..

وهؤلاء اقويا اقتصاديا وفق مؤشرات موضوعية في تطور التكنولوجيا واحتكارها ومن ثم رسم حدود لحضورهم في السوق العالمي ..

وللعلم كل هؤلاء جزء رئيسي في تطورهم عمالة ماهرة جاءت من دول العالم النامي (الهند والعرب وافريقيا ودول اخرى اسيوية ) ويستحوذون على مصادر الطاقة بسعر رخيص من خارج بلادهم لان اصحابها لايستطيعون تقرير اسعارها او التحكم بها ..وهنا تكون المنظمات الاممية ليست اكثر من منسقة لخدمات الكبار اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ..

وللعلم داخل اجتماع الكبار في قمتهم تعقد قمم ثنائية وثلاثية تساهم في بناء تحالفات وتقارب وتفاهم على طبيعة المشهد السياسي والاستراتيجي والاقتصادي حتى وان كان الخطاب الاعلامي يتبنى تأجيج للخرافات والصراعات علنا الا ان السياسة والمصالح تقتضي مزيد من تفاعمات القادة وحكوماتهم ….

وفي القمة الاخيرة لفت الانتباه الى حضور دولة لاعلاقة لها بالتطور الاقتصادي والتكنولوجي والمعرفي (ربما ضيف شرف) فنظامها التعليمي وواقع مجتمعها ينتمي لسنوات بعيدة في الماضي وبداواته ..العرب منذ محمد على باشا الذي بدا تجربة النهضة ولم تكتمل حتى اليوم لم يفهمو اسس ومرتكزات التطور والنهضة التي لاتتحقق خارج العلم والعقلانية والتنمية والديمقراطية والتكنولوجيا ومن ثم اغراق مجتمعاتنا العربية بالفتاوي والنسق الثقافي المسحوب تاريخيا ناهيك عن ضعف في ممكنات البناء الحداثي مؤسسيا وثقافيا زد على ذلك التبعية للخارج واعتماد الاستيراد كاسلوب وحيد للتحديث الاقتصادي .

كي يرتقي العرب الى مصاف الكبار اقتصاديا عليهم الخروج من اقبية التاريخ وثأراته الى فضاء جديد يكون العلم والمعرفة العلمية هما اس التطور وجذره وتشجيع التعليم المهني والابتكارات لدى الشباب وتمكين المرأة وتوسيع فضاء الممارسات الديمقراطية وتوطين التقنية واعادة انتاجها في الداخل العربي دون ذلك سيستمر العرب كما هم في المشهد اليوم متناحرين لاكلمة جامعة لهم و لادولة قوية حاضرة فيهم ذو شهية في الاستهلاك والتدمير الممنهج لمجتمعهم ..

انظروا الى اليابان وقد دمرتها الحرب العالمية الثانية والى دول اخرى كانت اكثر تخلفا من واقعنا العربي مثل كوريا وغيرها وكيف كان نهوضها وتطورها في اقل من ثلاثين عام ..خلاصة القول قمة العشرين تكريس لمنطق العولمة والشركات الرأسمالية في رسم واقع اقتصادي وسياسي عالمي لامجال فيه الا للاقويا والاخرين مجرد سوق للاستهلاك واحيانا ميدان رماية لحروب اقليمية ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى