فضاء حر

فشل القائمين على خدمة الإنترنت

يمنات

أحمد العليمي

عند بداية دخول الإنترنت لليمن ، كانت وزارة الاتصالات هي المعنية بإدارة هذه الخدمة وتقديمها للجمهور ، وقد تولت ذلك المؤسسة العامة للاتصالات ويمن نت كبوابة للانترنت في اليمن .

بدأت مقاهي الانترنت عام 2003م وكانت شروط الحصول على الخدمة تتمثل في دفع الرسوم والعقد او الملكية وموافقة المالك في حالة الإيجار .

لم يكن هناك دراسة أو توعية او خطة لتقديم الصورة الكاملة لخدمة الإنترنت للجمهور .

بل كان الغرض هو الربح وجني الأموال مقابل هذه الخدمة .

بدأت مقاهي الانترنت بالعمل بعوازل وحواجز بين كل جهاز والأجهزة متجهة للخلف بحيث لا يستطيع أحد رؤية ما يشاهده اي مستخدم للانترنت .

واستمر الحال هكذا لمدة عام ، حتى انتشرت صورة خاطئة عن الانترنت في المجتمع اليمني وأصبح الانترنت هو عبارة عن مواقع اباحية وفساد في نظر المجتمع كله .

حتى تدخلت وزارة الثقافة وازالت الحواجز بين الأجهزة في مقاهي الانترنت واشترطت عكس الاجهزة لتصبح الشاشة موجهة للجانب المفتوح .

تصرفت وزارة الثقافة التصرف الصحيح حينها ، ولكن كان هذا التصرف متأخر جداً، وليس الخطأ من وزارة الثقافة بل من مقدم هذه الخدمة (المؤسسة العامة للاتصالات)، التي لم تعمل أي اعتبار للمجتمع وللصورة التي سيعرفها المجتمع عن هذه الخدمة، لم تعمل أي اعتبار سوى للمال، حيث كانت رسوم إدخال الخدمة 60 ألف ريال وهو ما يقابل ثلاثة أضعاف راتب الموظف العادي . هذا غير سعر الخدمة نفسها .

انتشرت الصورة المشوهة لخدمة الإنترنت في المجتمع ومازالت هذه الصورة موجودة حتى اليوم في بعض القرى والمناطق ومازلنا نعاني من هذه المشكلة حتى اليوم .

ماذا لو بدأت المقاهي بدون حواجز بين الأجهزة منذ أول يوم دخلت فيه هذه الخدمة لليمن ؟ ماذا لو قامت وزارة الإتصالات بعمل الندوات ونشرت البرامج والمقالات عن هذه الخدمة وماهو الاستخدام الامثل للانترنت ؟

لكانت الصورة التي وصلتنا عن الانترنت هي الصورة الايجابية ولكان الكل استخدم الانترنت استخدام صحيح يعود على المجتمع كله بالنفع والفائدة .

عندما تدخلت وزارة الثقافة وإن كان ذلك متأخر ومنحت تراخيص لمقاهي الانترنت لمزاولة نشاط بيع الانترنت وصححت الأخطاء التي حصلت والفكرة المغلوطة والمشوهة عن الانترنت ، وقامت بعمل البرامج والندوات عن ثقافة الانترنت والمواقع المفيدة فيه وغيره .

اليوم تتدخل وزارة الاتصالات لتتهم تراخيص وزارة الثقافة أنها ليست قانونية وأرسلت المذكرات لوزارة الثقافة بعدم منح هذه التراخيص وأن المعنية بهذه التراخيص هي وزارة الاتصالات

في حين أنها لا تمنح تراخيص ولا توجد لديها تراخيص أصلاً ولا توجد لديها اي لائحة أو قانون ينظم عمل المقاهي او الشبكات .

كل ما يهم هذه المؤسسة هو الحصول على المال . وفي حال ما تعرض حصولها على هذا المال للخطر اتهمت الآخرين بالمخالفة .

يجب أن يعلم الجميع أنه لولا وزارة الثقافة وتدخلها في عمل المقاهي وتصحيح الصورة المشوهة عن خدمة الإنترنت في ذلك الحين لكان عدد مستخدمي الانترنت في اليمن اليوم لا يتجاوز 50 الف مستخدم ، ولكان كل من يستخدم الانترنت هو في محل الشبهة في نظر المجتمع كله ، ولكانت يمن نت افلست وانتهت قبل سنوات.

ومن هذا نستطيع الجزم بفشل القائمين على خدمة الإنترنت الفشل التام في إدارة هذه الخدمة وتوزيعها للجمهور ، منذ زمن .

ومازالوا مصرين على احلال هذا الفشل علينا أكثر وأكثر .

لا يتوفر وصف للصورة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى