فضاء حر

الانسان عدو نفسه

يمنات

المحامي محمد علي الشاوش*

من الاخطاء الكبيرة التي يرتكبها الانسان في حياته الخاصة والعامة، اعتماده على انصاف الحلول، تلك الانصاف التي لا توجد الحل الكامل و لا تزيل المشكلة كاملة، وانما تتيح المجال واسعا لوجود المشاكل واستمرارها في حياة الناس حتى تصبح جزء من تركيبة الفرد والمجتمع.

ومن ذلك مقارنة الانسان على الصعيد السياسي مثلا  بينه والحاكم السيء والحاكم  والاسوء منه، ويبني رأيه على اساس ان السيء كان افضل من الاسوء، وبالتالي كان يجب التمسك بالسيء والحفاظ عليه والعمل من اجله  تجنبا لحدوث الاسواء منه.

هذه الطريقة في التفكير وفي التعامل لا جعلت المشاكل تنتهي ولاجعلت الحلول تكون في  مكانها الطبيعي، وانما جعلت المشاكل تستمر في حياة الانسان، حتى اصبحت حياة الانسان سلسلة من المشاكل على كل الاصعدة الخاصة والعامة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.

مرت على العالم العربي من ستين الى سبعين سنة على حركات الاستقلال والتحرر  والتي كان هدفها الرئيسي الحرية والعزة والكرامة، ولكنها انتهت الى مشاريع صغيرة ومتقزمة تمثل افراد، وطموحات افراد حكموا لأنفسهم ولاتمثل الشعوب، وهو ما ادى الى ما نحن فيه من حرب ودمار شغل معظم بلدان العالم العربي.

تدني طموحات الناس على الصعيد السياسي وتدني تفكيرهم حول تغيير الاوضاع الى الافضل، كل ذلك ناتج عن عدم العمل الجاد والمثمر من قبل اغلب الناس لأجل الوصول الى الحلول الجذرية للمشاكل، وهذا يعكس عدم الرغبة في العمل الجاد المنظم وعدم المغامرة والتضحية من اجل بلدانهم وسيطرة المشاريع الصغيرة على عقول النخب والتي تمثل الفرد على مشاريع الشعوب ومشروع الامة.

*رئيس المؤسسة اليمنية لدعم العدالة والتنمية (معد)

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى