فضاء حر

ماهذا العبث الذي يجري في بلادكم ..

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

في مقهانا الاسبوعي – وهنا نلتقي ونحن مجهزين باحتياطات صحية عدة – قال صديقي (دكتور في التنمية) ماهذا العبث الذي يجري في بلادكم -كيف لنخبة تريد الانتصار في معركة وهي خارج عاصمتها وبلادها ..الا يوجد رجل رشيد في بلادكم …؟؟

اسئلة متعددة تدفقت من صاحبنا بغضب شديد -غضب محب لليمن – فقلت له كل ما تقوله وتتساءل عنه كتبنا وتحدثنا عنه ومعنا غالبية الشعب ..لان ما يجري في اليمن هو تدمير ممنهج للدولة والمجتمع يخدم مجموعات تلعب دور الوكيل للخارج الاقليمي والدولي وهي متعددة في انتمائاتها قبليا وتجاريا وحزبيا وغير ذلك من الفئات الحديثه التي تقدم خدمات لمراكز القوى .. والتحالف العربي خرج عن هدفه المعلن لتنفيذ اجندات خاصة به واخرى خاصة بالخارج الدولي ..اليمن اليوم يحتاج الى مشروع وطني لانقاذه من العبث اللامحدود ..واصبح اليمني محرج امام الاخرين مما يجري في بلاده لايستطيع الافادة عما يجري ..فليس هناك غزو استعماري مباشر حتى يكون مبررا لهذه الفوضى والانهيار بل تتم الفوضى من خلال اطراف محلية لاتؤمن بالوطن والشعب قدر ايمانها بالغنيمة والمحاصصة . وهذا نهج تم اقراره منذ انقلاب نوفمبر 67 وتم تعزيزه وترسيخع مع حرب صيف 94 ..ثم قلت ياصديقي ..

في بلادك مر الربيع بهدؤ نسبي رغم المشكلات الاقتصادية وبعض مشكلات الحريات العامة لكن المشهد السياسي في اليمن وليبيا والعراق وسوريا دخل ملعب النفوذ الاقليمي الذي يقوم بأدوار تخدم الناظم الدولي في الاساس (من ذلك تطبيع الامارات والبحرين مع اسرائيل ) ..اليمن بجغرافيتها المتنوعة وموقعها الاستراتيجي وشعبها العامل والمنتج للخيرات وكوادرها الفاعلة تم قهرها جميعا ماديا ومعنويا .. وتم تعطيل محددات الجغرافيا استراتيجيا وسياسيا من اجل الارتباط بتحالفات هنا وهناك لاتصنع ابطال ولاقادة ..ولم يعد ممكن خلال اللحظة الحاضرة والمستقبل المنظور ان يبرز مستبد عادل ولا وطني فيه كاريزما القيادة .. ومن هنا ستستمر الفوضى ومظاهر العبث السياسي سنوات طوال يتم فيها تمزيق وحدة البلد ووحدة النسيج الاجتماعي .. هنا ربما يتبلور بديل سياسي يعمل وفق مشروع وطني ..

الخارج العربي يسخر مما يجري في اليمن ومعه الخارج الدولي لكن هؤلاء ايضا مستفيدون من بؤر النزاع لانها تشكل لهم سوق للسلاح ولكل انواع الاستهلاك اللازم .. لان الراسمالية المعولمة لايهمها ان يكون البلد مستقرا او مدمرا قدر اهتماما بقدرة الافراد على الاستهلاك وقدرة المتحاربين على شراء السلاح وتحقيق اجندات خارجية ..ونظرة فاحصة للعراق وسوريا وليبيا واليمن تعكس كل ما يخطط له الخارج وتؤكد قدراته في تعميم الفوضى والعبث السياسي من خلال جماعات محلية ..

وفي الاخير بالفعل لاينتصر قادة الا اذا كانوا داخل بلادهم ووسط شعبهم .. وفي حال غيابهم عن الداخل يحدث فراغ سياسي يتم ملئه محليا وخارجيا بغض النظر عن البديل ومشروعه .. وربما يكون الحل القادم بين طرفي الداخل في صنعاء وعدن واقرار تقاعد لمن في الخارج .. او اقرار دولة فاشل يجتمع فيها كل الاطراف وكل من يحمل السلاح ..ال

يمن لاتستحق مايجري فيها لكنه الواقع المعاش كما تسطره اجندات سياسية مناهضة للدولة والوطن ..ولكن ..بالرغم من كل مظاهر البؤس الراهنة الا ان قلوب اليمنيين وتطلعاتهم نحو اعادة بناء الدولة في اطار الجمهورية الثانية بنظامها المدني الديمقراطي لايزال محل فخر تتسع معه الامال بغد افضل وفجر قادم …!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى