فضاء حر

وهم وسراب قيام الدولة الحديثة

يمنات

د. إبراهيم الكبسي

هناك فرق كبير بين أن تكون متلاعب به أو متآمر عليه، فالفاشل يتلاعب به أما الناجح فيتآمر عليه، لذلك نحن دول وشعوب متلاعب بها ولم نرقى لأن نكون دولا وشعوبا متآمر عليها.

فمثلا الصين وروسيا دولتان ناجحتان تتآمر عليها أمريكا والغرب، بينما تعتبر أغلب الدول العربية والإسلامية دول فاشلة متلاعب بها لأنها دول اختارت هذا المصير المؤسف بسبب فساد أنظمتها، وعمالة حكامها للخارج، وتخلف مناهجها، وتعصبها الديني، وخلافاتها المذهبية، وصراعاتها السياسية، وطبقيتها الإجتماعية، وانقسامها المناطقي، ونزاعاتها الجغرافية، واعتمادها على الغير في كافة المجالات، مما سهل على الغرب وأمريكا التلاعب بأنظمتها وادارة صراعاتها والتحكم بمصائرها ورسم مستقبلها في مسرحيات هزيلة نشاهد فيها نزاعات عسكرية عبثية بين أبنائها، وسقوط مدن ودول كاملة ومعسكرات الجيش في ليلة وضحاها بيد أطراف الصراع فيها، وانتقال الحكم من جماعة إلى أخرى ومن حزب إلى آخر ومن طائفة إلى طائفة أخرى بمجرد حصول اتفاقات خارجية مدبرة مع هذه الأطراف، يا أخواني نحن شعوب متلاعب بها وحكامنا دمى بيد الخارج بسببنا وبسبب فساد أفعالنا وصمتنا، الغرب لا ينتصر علينا بذكائه بل بغبائنا، فيما أغلبيتنا مستمرون بالتصفيق والهتاف لهذه الجماعات والأطراف والأحزاب المتصارعة في انتظار وهم وسراب قيام الدولة الحديثة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى