فضاء حر

الطائفية هي المرض القاتل والمدمر للأوطان

يمنات

د. ابراهيم الكبسي

الطائفية هي المرض القاتل والمدمر للأوطان وهي مفتتة النسيج الإجتماعي للشعوب. الطائفية هي مرض من أشد الأمراض فتكا لقيم التعايش والتسامح والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، ونفسية الطائفي تتسم بالحقد والعنف ورفض الآخر وتسفيه معتقداته وآرائه ورفض التعايش مع الآخر المختلف معه ولو كان أخا له في الدين والوطن، وهي تؤجج نار الصراعات والنزاعات والخلافات والحروب بين أبناء الوطن والدين الواحد، وتأكل الأخضر واليابس، وكل طائفي إن لم يكن قاتلا فعلا، فهو مشروع قاتل لا محالة طال الزمان أو قصر.

وكأي مرض، فإنه يمكن التخفيف من آثار الطائفية من خلال التوعية بأعراضها من أجل المسارعة بالتخلص منها قبل أن تعشعش داخل العقل ويصعب الشفاء منها.
فما هي أعراض الطائفية؟

١. تعتبرالطائفة عند الطائفي هي أولويته الأولى ولديه الاستعداد الكامل للتخلي عن الوطن والشعب والأسرة فداء لمشاريع ومصالح طائفته.

٢. يسخر الطائفي الوطن والشعب لخدمة أهداف ومشاريع الطائفة الخاصة به ويسعى لخدمتها دون بقية الشعب.

٣. يعتقد الطائفي أن قضايا ومشاريع طائفته هي قضايا ومشاريع وطنية ويعتبر المخالف لها والرافض لها عدوا للوطن والشعب بل وخائنا لهما.

٤. يكون لدى الطائفي استعدادا للتعايش مع من يتفق مع آراء طائفته حتى ولو كان أجنبيا يعيش خارج وطنه، فيما يرفض التعايش مع أخيه في الوطن الواحد بسبب اختلافه معه في الرأي والمعتقد.

٥. تجد الطائفي يبحث عن هوية طائفة الشخص الآخر قبل أن يحكم على رأيه بالصواب أو الخطأ، فقبول الرأي عنده أو الموقف السياسي متوقف على طائفة الطرف الآخر وليس على حجج هذا الشخص وقوة أدلته وصحة منطقه.

٦. الطائفي لا يشعر بالراحة من التقارب والتعايش بين الأمم والشعوب على اختلاف مذاهبهم ومللهم ودياناتهم لذا تجده يستحضر الأحداث والخلافات التاريخية ويسبح ويغوص ويتعمق فيها من أجل أن يجلبها للحاضر بهدف إشعال الحقد والضغينة في القلوب واستمرار الخلاف.

٧. يستخدم الطائفي لغة التعميم ويوسع دائرة الحكم على الطرف الآخر، فإذا أخطأ فرد من الطرف المضاد فالكل مثله والكل مخطئون ويعمم السيئة على الجميع.

٨. يميل الطائفي إلى استثارة الطرف الآخر فلا يشعر بالراحة في عباداته وشعائره ومناسباته وشعاراته المذهبية والطائفية إلا إذا صاحبها إعلانات ودعايات ومظاهرات واحتفالات واستفزاز للآخر بل وتسخير امكانات الدولة والمال العام بل وأموال الشعب لصالحه في حال إذا كان على رأس السلطة.

إن البلدان ذات التنوع الديني والعرقي والثقافي تتميز بالتعايش والتسامح وبالكفاءة العالية وبالحضارة المتقدمة، أما الحديث عن النقاء العرقي لطائفة أو سلالة أو ديانة فإنه لا يثمر شيئا سوى التخلف والسقوط الحضاري والحروب.

والأمثلة في واقعنا اليوم كثيرة جدا لدول تتميز بالتعدد العرقي والديني والثقافي وهي دول ذات حضارة متقدمة ويعيش فيها الجميع بالتسامح وينعمون فيها بالرفاهية والعدالة الإجتماعية ويحكمهم أتقاهم وأحسنهم عملا.

أليس هذا هو التعريف الحقيقي لدين الله الذي أرتضاه لعباده، أم أنه دين الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية؟

قال تعالى:
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ). فصدق الله العظيم وكذب الطائفيون والمذهبيون والمناطقيون والسلاليون.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى