أرشيف

طماح : كل الخيارات أمامنا مفتوحة.. ويناير موعداً للمؤتمر الوطني ( 1 – 2 )

شخصية وطنية عايشت جزء كبير من الأحداث والمنعطفات الوطنية في التاريخ السياسي الجنوبي إلى كونه سياسي فهو يمتلك أيضا صفة المثقف خريج أكاديمية لينين العسكرية.. حاصل على الجنسية الأمريكية ذلكم هو الأستاذ العميد/ محمد صالح طماح المولود عام 1952م أخر منصب كان قد تبوءه الرجل هو نائب سلاح المدرعات للشئون السياسية ويشغل حاليا عضو في مجلس قيادة الثورة السلمية

< كيف تقيم المشهد السياسي القائم في البلد اليوم.؟

– أولا: أتقدم بالشكر لصحيفة المستقلة والى النائب حاشد ولك أنت شخصياً ولا شك أنكم تتابعون المشهد السياسي في الشمال وفي الجنوب منذ تحقيق الوحدة وما بعد الوحدة وبالنسبة للمشهد السياسي في الجنوب هناك حصلت جرائم كبيرة في كل مجالات الحياة الاجتماعية وتم تدمير كل البنية التحتية للجنوب ثم تم إقصاء أبناء القوات المسلحة والأمن إلى الشارع وأيضا هكذا مثلهم ألاف العاملين في المؤسسات والمصانع الخاصة والعامة وقامت القوى المتنفذه بالاستيلاء على كافة الموارد الاقتصادية في الجنوب وكذا تم تعميم معظم المؤسسات للمتنفذين بما فيها حتى شركات النفط وأغلقت المعاهد والمدارس في وجه أبناء الجنوب وتم حرمانهم من البعثات الدراسية الخارجية وطرد الآلاف من أبناء الجنوب إلى خارج البلد بما فيهم قادة الجنوب التاريخيين الذي لا زال جزء كبير منهم خارج وطنهم وهكذا عاش أبناء الجنوب وضعاً مأساويا وازدادت مرارته خصوصا بعد اتخاذ الدولة قرارات بتنزيل عدد من الجرعات التي أدت إلى إنهاك واستنزاف وتجويع الشعب بما فيه شعب الجنوب والشمال كلاهما دفعوا ضريبة ذلك في آن واحد ولكن الفارق بين الجنوب والشمال هو أن الجنوب كان يعتمد بدرجة أساسية على الدولة والملكية العامة والاقتصاد الاشتراكي يعني كانت الدولة تقدم كل الخدمات للمواطن فيما الشمال كان أكثرهم لا يعتمدون على الدولة بقدر ما يعتمدون على الغربة في دول الخليج والأعمال والتجارة الخاصة وكانت الدولة في الشمال محدودة على نخبة معينة من السياسيين ورموز المشائخ. وفي هذا الحال وبعد أن وجد أبناء الجنوب أنفسهم والى جانب السياسات المبنية على ثقافة الاستحقار تولدت هناك بعض الحركات المقاومة بما فيها حركة موج ثم حركة حتم ثم اللجان الشعبية ثم تيار إصلاح مسار الوحدة وجرت عدة محاولات من أبناء الجنوب أيضا كان هناك نشاط أخر في الشمال.. وفي سياق هذا وصل الجنوبيين إلى استنتاجات بأنه لا يمكن السكوت ولابد من مقاومة الظلم في الجنوب وفي الشمال استنادا إلى المقولة الشعبية (الساكت عن الظلم شيطان أحرص) وقامت في الجنوب حركة المتقاعدين ثم العسكريين ثم الشباب ثم مجلس التنسيق وفصائل أخرى حتى وصلنا إلى توحيد معظم كل القوى تحت راية مجلس الثورة السلمية الأعلى * مقاطعا إياه..

< ولكن أستاذ طماح لا يزل المجلس الوطني لم يندمج بعد في إطار المجلس الثوري.

– اعتقد إن هناك تمت عدة اجتماعات ولقاءات جماهيرية وبطلب جماهيري وضغط جماهيري سواء في ردفان أو في يافع أو في الضالع وعدن وأبين وشبوة يعني قوى الحراك تريد بان إن تكون وحدة كفاحية موحدة ومتماسكة وعلى هذا الأساس تم الدعوة في 9/مايو في منزل الشيخ طارق الفضلي وبعد إن تشكلت لجنة العشرين في ردفان وتوصلنا في اتفاق على أساس إن تخرج هذه الفصائل ثم تمت موافقة الجميع المجلس الوطني وهيئة النضال السلمي وكذا حركة نجاح على اتفاق الدمج ووقعت عليه كل معظم القيادات التي حضرت يوم 9/مايو والوثائق موجودة لدينا على إن يشكل مجلس الثورة السلمية برئاسة باعوم ثم عاد اعتبار السيد البيض رئيساً ولا زال هناك زملاء لهم  وجهة نظر ونحن نحترم وجهة نظرهم ونجري حوارات لإقناعهم وإنشاء الله يقنعهم شعبنا على رص الصفوف لمواجهة ما نحن فيه ونحن واثقين إننا سنتوصل معهم إلى نتائج طيبة.

< ما هو حاصل اليوم في الجنوب هل هو حراك أم ثورة شعبية.؟

– الحقيقة إن ما هو موجود ثورة شعبية بالمعنى الكامل للحياة لأن الثورات الشعبية لها مقدمات عندما لا تستطيع القوى الحاكمة إن تحكم بالأسلوب القديم وعندما لا يستطيع الشعب إن يتقبل هذه الأساليب فهنا يحصل الصدام بين الشعب والسلطة فالموجود ثورة شعبية بكل المقاييس شملت كل قطاعات الشعب من المثقفين والعسكريين والطلاب والمشائخ والسلاطين ورجال الأعمال ورجال الدين وهذه هي الثورة السلمية الجنوبية التي تضرب مثلاً في الوطن العربي ولأول مرة بان يستمر النضال السلمي على مدى ثلاث سنوات بهذه الطريقة واستطاعت إن تحقق نتائج طيبة والتي اعتمدت في انطلاقتها على مبدأ التسامح بين أبناء الجنوب ذلك التسامح الذي عزز قناعاتهم لإدراك صعوبة الماضي وكل صراعاتها الدموية التي راح ضحيتها أنبل الرجال من أمثال قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف الشعبي وسالمين وعلي ناصر وأخيرا البيض بالوحدة هذه الصراعات التي لا يمكن إن يعود إليها أبناء الجنوب إطلاقا وهكذا سيظل مبدأ التصالح والتسامح هو القاعدة التي ترتكز عليها كل نشاطات أبناء الجنوب في تحركهم نحو المستقبل وإنشاء الله بان المستقبل واعد بالخير لأبناء الجنوب ومن حق أبناء الجنوب بما فيهم ذلك الأعزاء في السلطة من مجور وعبد ربه منصور واحمد مساعد حسين كلهم قيادات تاريخية جنوبية وطنية نحن نتعشم إن نتوصل إلى اتفاقات معهم قريبا انشاء الله.

< مهرجان ومسيرة ردفان تميزتا هذه المره بزخم جماهيري كبير. هل كان عبارة عن رسالة ولمن أردتم إيصالها.؟

– اعتقد إن كل المهرجانات التي حصلت في الجنوب كلها كانت عظيمة منذ 7/7/2007م والتي تواصلت وحصلت هناك بعض الانقطاعات بسبب بعض الصعوبات نتيجة للممارسات القمعية الغير اخلاقية من قبل النظام الذي قام باعتقال عشرات الكوادر والقيادات والزج بعشرات الالاف من أبناء الجنوب في السجون تلك الاساليب الوحشية التي لم تكن تثنينا عن الهدف نحن أكدنا مرارا إن الثورة الشعبية الجنوبية كل يوم تتعزز فلقد انتقلت في البداية من عسكريين إلى شباب إلى طلاب الثانوية العامة إلى الجامعات إلى الجبال والوديان وكل مواقع الحياة في الجنوب من المهرة حتى باب المندب وكل يوم كانت تتوسع وتزداد النشاطات والمهرجانات والمسيرات وكان أعظمها مشاهد تشييع الشهداء في ردفان وأخر مهرجان أيضا في ردفان الذين اشتركوا فيه مئات الالاف والذي كان عباره عن رسالة لعمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية وايضا للنظام فالرئيس في مقابلته الاخيره قال انهم ليس الا عشرات ومئات للأسف أنا اقول له أنهم بمئات الألاف بل بالمليون.

< ما تعلقيك على قرار رئيس الجمهورية القاضي بمنع المسيرات غير المرخصة ؟ ولماذا جاء هذا القرار على خلفية المسيرة الجماهرية التي شهدتها ردفان احياءً لذكرى (46) لثورة الرابع عشر من اكتوبر؟

في مثل شعبي يقول فاقد الشيء لا يعطية علي عبد الله صالح لا يستطيع أن يوقف ثورة شعبية بمجرد قرار اذا كان يوقف الحرب في صعدة بالتلفون فمن الصعب إن يوقف المظاهرات في الجنوب بمجرد اصدار قرار نحن لا نعترف بسلطته ولا نعترف بدستوره ولا بكل القوانيين التي تصدر عن سلطته شعبنا في الجنوب يستمد شرعيته من ارادته الوطنية من تلاحم ابناءه وليس لاحد حق إن يفرض على شعبنا أي قرار هذا الكلام كله مجرد استهلاك اعلامي يقوله يمكن لتضمين نفسه واذا كان عنده قدرة كان بامكانه إن يوقف حرب صعدة ويعالج كل اثارها المسألة ليست اصدار قرار المسألة من هو سيفرض القرار على الأرض فارداة شعبنا ستفرض على الأرض كل اشكال المقاومة.

< هناك من يقول إن الحراك الجنوبي يتجه لصراع بين فصائله فيما يسمى بالمجلس الوطني والمجلس الثوري ما ردكم على مثل هذه الاقاويل ؟

– هذا غير صحيح وهذا اشاعات تسربها عناصر مواليه السلطة هما ركزوا كل جهودهم لانزال كل الاساءات للشارع الجنوبي انتوا شاهدتوا وحدة أبناء الجنوب في مسيرات رفان الاخيرة التي التفت فيها مائة الالاف بل ملاين من مختلف المحافظات الجنوبية انا قلت في البداية انه في  هناك اراء حول طبيعة الصراع القادم بين السلطة في الشمال وشعب الجنوب لكن لا توجد هناك أي خلافات بين أبناء الجنوب على أية ارضية احنا متفقين على الهدف لا توجد خلافات بل هناك تباينات حول اسلوب السير الاخوان لا يرفضون الاندماج في مجلس الثورة ولكن هم هنا يطلبون البرنامج السياسي وعندنا خلال الاسبوعين هذه في برنامج واضح سنعمل على انزاله لاقناع كل هؤلاء الزملاء الذين لم يلتحقوا في ركب مجلس الثورة السلمية واذا وجدت هناك قوى مستقلة ببرنامجها السياسي ونحن متفقين على تحرير الجنوب واستعادة دولته فلا يعني ذلك إن هناك سيكون صراع مسلح فابناء الجنوب قسمنا يمين على انفسنا بان لا نعود إلى ماضي الصراعات فدم الجنوبي على الجنوبي حرام.. مقاطعاً اياه.

< هل انتم حاليا في اطار الاعداد والعمل الدؤوب لدمج المجلس الوطني في المجلس الثوري؟

بدون شك المجلس الوطني هو اندمج بقيادة باعوم وانا نائب رئيس المجلس والان قائم برئاسة المجلس بالوكالة عن باعوم، باعوم وقع على الاندماج الكامل بل انه مع الاسف انا قلت إن هناك بعض الزملاء إلى الأن رفضوا الاندماج لاسباب بسيطة تتعلق كما اسلفت بالوثائق والبرامج ونحن اجرينا حوار في الاسبوعين الماضية معهم وإنشاء الله قريبا سنصل معهم إلى اتفاق وتوحيد كل قوى الحراك  وتبقى هناك قوى أخرى لا زالت هناك احزاب خارجة عن الحراك لا زالت هناك قوى اجتماعية أخرى يمكن إن تشكل كتلة ويمكن إن نصل معهم إلى قاسم مشترك في المؤتمر الوطني.

< متى سيكون انعقاد هذا المؤتمر الوطني؟

المؤتمر الوطني كان مقرر في شهر أكتوبر ونظرا لوجود عدد كبير من قيادات النضال السلمي وخصوصا من حضرموت وأبين في السجون أجلنا ثلاثة أشهر أخرى واحتمال ينعقد في مطلع يناير القادم وتم تشكيل لجنة تحضيرية ولجنة حوار نحن نريد إن تشترك كل القوى الجنوبية في المؤتمر من أخواننا الذين هم في السلطة من المشائخ والسلاطين والتجار من رجال الدين المؤتمر الوطني يجب إن يشترك فيه كل أبناء الجنوب المقتنعين بتحرير أرضه واستعادة دولته.

زر الذهاب إلى الأعلى