فضاء حر

مفهوم السيادة والأمن

يمنات

عبد الجبار الحاج

عندما توجّه الرئيس سالمين لزيارة مدرسة الأيتام في العاصمة مقديشو ضمن برنامج الزيارة وعند وصوله باب أحد الفصول رأى على السبورة كتابة باللغة العربية بخط عريض العبارة التالية “سقطرى صومالية”، فسلّم على الطلاب بشكل ودي، بينما كان يشتط غضباً وشرع في خلع حذائه ليمسح تلك العبارة، لكن الأخ/ محمد سليمان ناصر- وزير الزراعة حينذاك، ناوله منديلاً؛ فمسح سالمين العبارة، وكتب بدلاً عنها بخط عريض: “سقطرى يمنية إلى الأبد”.

كانت قيادة اليمن الديمقراطية تتعامل مع السيادة والتراب براً وبحراً وجواً؛ فقد توترت علاقاتها مع أقرب حلفائها “الصومال” بسبب سقطرى وأقامت علاقات قوية مع إثيوبيا شريطة التخلّي عن الادعاء بتبعية حنيش لإثيوبيا؛ كونها يمنية تاريخاً وانتماءً وجغرافياً، بشراً وشجراً وحجراً، براً وبحراً وجواً ).*

وفي العام 67 وقد بدا رحيل بريطانيا وشيكا من الجنوب تقدم الكيان الصهيوني بمذكرة رسمية الى الخارجية البريطانية تطلب من بريطانيا تاجيرها جزيرة ميون الواقعة على مضيق المندب وكانت تدرك الجبهة القومية اللعبة البريطانية في التسويف والمماطلة في تسليم الجزر وسارعت الى وضع يدها على جزيرة ميون وتسكين عدد كبير من المواطنيين .

وحاولت بريطانيا تكرار اللعبة في جزر كوريا موريا وادعت انها تابعة لعمان وطرحت خيار الاستفتاء عليها من قبل السكان غير ان خيار السيادة والاستقلال الكامل لدى الجبهة القومية التي تسلمت مقاليد البلد ابت الا ان ترسل قواتها فور الاستقلال لتصبح جزء من الجزر اليمنية .

اما الارخبيل الاعظم وذو الجغرافية الواسعة من جزر فرسان المقابلة لشواطئ عسير وجيزان فقد جرى قضمها شئيا فشيئا دونما نزاعات او حروب بل بسبب النسيان والاهمال والتواطؤ الرسمي للانظمة المتعاقبة في صنعاء والذي تمادى وبلغ ذروة خيانته فيما اسماه التوقيع على اتفاق جدة 2001 وهو اتفاق لا شرعية له ولا دستورية له اذ ان موضوعات السيادة لا تكون الا باستفتاء، شعبي وهو ما لم يكن .

(وفيما يتصل بالوديعة والشرورة ونتيحة للفخ البريطاني في تحويل وتزوير مصير الشرورة والوديعة قامت السعودية بانشاء معسكر في الوديعة تشكيلاته بالكامل من مرتزقة وجنود وضباط باكستانين عقب الاستقلال باشهر خلال العام التالي وتقدمت بهذا الجيش نحو منطقة البلق الجنوبية ولا زالت حكومة الاستقلال الفتية من الضعف الذي يسمح للسعودبة كما اعتقدت تنفيذ مخطط اجبار الجنوب على تسليمها بحيث انها لا زلت بوضع لا تستطيع معه صد الهجوم العسكري اذاك كما ظنت السعودية وبالتالي تكون السعودية كما رامت وهدفت باحتلال البلق بوضع الحكومة الناشئة امام وضع القبول بمفاوضات ترسيم حدود تؤول فيه الشرورة والوديعة والبلق الى ترسيم حدودي يفضي الى تسليمها والاقرار بها انها سعودية وهو ما لم يتحقق وجاءت معركة القلق بتيجة عسكرية مفاجئة انتصرت فيها وحدات القوة الجنوبية بسرعة استعادت فيها منطقة البلق ووقوع الكثير من المرتزقة الباكستان في الاسر وسقوط قتلى كثيرون ما اجبر السعودية الى القبول بوقف النار وبقيت الشرورة والوديعة لدى الجانب الحنوبي حق يمني وحق استعادتها بالطرق المشروعة امر تحتفظ به اليمن الجنوبية او اليمن الديمقراطية كما اسميت لاحقا وتحتفظ بحق تقدير الزمن المناسب ..)*

وتعرضت عدد من جزر حنيش للبيع بالتواطؤ بموجب التحكيم.

اما احتلال نجران وجيزان وعسير فمسالة باتت في عقيدة ووعي كل يمني ..وقد تناولتها مرارا في اكثر من موضوع .

وخلاصة القول ان كل جزء من هذه الجزر والاراضي المحتلة لا يقل اهمية عن الاخر ولا يجوز تبني تحرير جزء لتناسي الاجزاء الاخرى بغية التخلي عنها .

وبالتالي فاننا حينما اثرنا قضايا الاحتلال في ظل العدوان كنا في حركة ال20 من مايو قد اثرنا في عدد من البيانات جملة الاراضي المحتلة وان كانت سقطرى وميون احتلتا الاهمية الاولى فذلك لان الاحتلال الجديد في ظل صمت مريب كان لا بد من فضحه .

وكنا ندرك ان مهمات التحرير لكل شبر محتل يبداء بالتراكم التوعوي في الوعي ونبش الذاكرة بحيث تنطرح مهمات التحرير من الاحتلال كقضية وطنية لا تتجزاء .وهاهي اليوم جهودنا في حركة العشرين من مايو قد بدات تاتي ثمارها بعد ان اخذ الامر يتعمق في الوعي الشعبي حتى بلغ الوعي مبلغه الذي يليه وسيليه انخراط الشعب في صفوف تحرير اليمن وهزيمة العدو وان بصبر واناة وامتلاك تدريجي لنقاط القوة لدينا وتجميعها وكشف نقاط الضعف عند العدو والتي تزداد ضعفا مع تقادم سنوات الحرب التي لا شك انها طويلة وطويلة والنصر فيها لليمن مضمون .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى