فضاء حر

أريد جنسيتك .. لكني أرفض مصافحتك!

يمنات

حسين الوادعي

يبدو ان موضة “رفض المصافحة” ستكتسح نقاشات مجتمعات المسلمين في الغرب بعد موضتي الحجاب والنقاب.

فقد حُرم زوجان مسلمان من الجنسية السويسرية إثر رفضهما مصافحة أشخاص من الجنس الآخر خلال مقابلة الحصول على الجنسية.

وبررت السلطات السويسرية الرفض بأن الزوجين فشلا في الإيفاء بمعايير الجنسية التي تقدما للحصول عليه، وان الرفض لا يستند إلى ديانتهما بل لقلة احترامهما لمبدأ المساواة بين الجنسين.

قبل سنتين فقدت عائلة مسلمة أخرى حقها في الحصول على الجنسية السويسرية لأن أولادها رفضوا مصافحة مدرستهم في المدرسة وقد أثارت الحادثة ضجة في الصحافة.

كما حرمت الحكومة الفرنسية امرأة جزائرية من الجنسية الفرنسية إثر رفضها مصافحة مسؤول خلال احتفال منح الجنسية!

رفض مصافحة الجنس الآخر ينطلق من تصور مبدئي أن الملامسة بين الجنسين قد تؤدي الى مستوى من مستويات “التورط الجنسي”.

فالمرأة التي ترفض المصافحة ترفضها لأن الملامسة “حرام” وسبب حرمتها كما حددها الفقهاء انها ستؤدي الى “الشهوة والاستمتاع”.

والرجل الذي يرفض مصافحة المراة يرفضه لانه حرام قد يؤدي الى نقض وضوئه لأنه لامس موضوعا جنسيا محرما عليه.

وحلل عدد قليل من العلماء مصافحة المراة العجوز” التي لا تشتهي ولا تشتهى” ما دامت الشهوة مأمونة من الطرفين!

التعامل مع المرأة كموضوع للاثارة الجنسية (الإثارة بالنظر، والإثارة باللمس، والإثارة بالروائح “العطر”) تفكير حكم النظرة السلفية البدوية للمرأة، والمشكلة ان هذه القيم البدوية تعيق اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الجديدة التي منحتهم كل شيء يساعدهم على الحياة الكريمة.

لكن الغرب نفسه لا زال مختلفا في طريقة التعامل مع هذه الممارسات.

فعلى العكس من الحالات السابقة حصلت شابة مسلمة في السويد على تعويض مالي بعد أن توقفت لجنة توظيف في إحدى الشركات عن إجراء مقابلة عمل معها بسبب رفضها مصافحة الرجل الذي سيقوم بمقابلة العمل معها. واعتبرت المحكمة السويدية ان الامتناع عن المصافحة جزء من الحريات الدينية المكفولة في القانون.

في مجتمعاتنا العربية تتجنب المرأة مصافحة الرجل لأنه “عيب” قد يظهرها في مظهر الجريئة والمتحررة. والبعض يرفضنه من وجهة نظر دينية خوفا من الفتنة والمشاعر المحرمة التي قد تثيرها معصية المصافحة!

وفي الأخير يمكن للمرأة وللرجل رفض مصافحة الجنس الآخر لو أصروا، لكن الأفضل ألا يكون ذلك أثناء جلسة منح الجنسية…

فالوطن الذي يمنحني الجنسية يستحق أن اتخلى من أجله عن بعض تقاليد البداوة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى