فضاء حر

اللوبي الذي يتحكم بالقرار الامريكي

يمنات

نبيل الحسام

الهي.. أليك اشكو..

انهم يا الهي يمنون علينا بفضل النظام الامريكي في فوز ما قالوا عنه مسلمتين بعضوية الكونجرس في امريكا.

ونحن يا الهي كما تعلم معشر الناس الذين شرد ويشرد هذا النظام الملايين من نسائنا من اوطانهن وحرمهن حتى حق المواطنة بل وحق العيش في اوطانهن مع ابسط الحقوق ولو تحت سقف خشبي، وهو كل يوم يدفع بالآلاف منهن الى خارج منازلهن في العراء جوعى ومذعورات ثم خارج حدود اوطانهن وفي احسن الظروف الى خيام فراشها رمال هي في الواقع امواجا من الفقر ليتخطفهن الرأسمال الحقير بشباك المال اما لإشباع شهواته غير الآدمية او لبيعها اجزاءا يحتاجها رأسمال آخر.

نعم… يا الهي في وضع كهذا يظهرون علينا اناس هم من بني جلدتنا وبلداننا كحاملين لنا بشرى الخلاص ولكن ليقولون لنا ان فتاتين مسلمتين فزن بعضوية الكونجرس في امريكا ثم وماذا في ذلك؟! يقولون انه دليل التقدم الاخلاقي للنظام الامريكي حيث يمنح الناس هناك حق المواطنة الى درجة السلطة دون نظر الى جنس او عرق او دين صاحبه. 

وما المطلوب منا؟!

الدمث الاخلاق منهم ان لم يغضبه هذا السؤال بإعتباره انه لا اخلاقي يمثل ادنى مراتب الإنحطاط تجاه عمل اخلاقي جبار ويقوده للتهجم علينا وتسفيهنا ليخلص من ذلك اننا لا نستحق ذلك الجميل.

فإن الدمث هذا سيقول ان المطلوب ان نسبح بحمد نظام الحكم الامريكي وان ندين له بفضله هذا ونعترف له بأفضليته الاخلاقية علينا بل ويعتبر قيامنا بذلك هو فرصة نعوض بها عدم قدرتنا على فعل شيء اخلاقي غيره. 

اجل..يا الهي..
وان كان هناك ما هو اكثر فيما يقولوه.
هو قولهم بأن احدى الفتاتين من اصول فلسطينية.
نعم.. هكذا وبكل بساطة يصورون ذلك على انه انصاف للشعب الفلسطيني كله. وكأنه ليس هذا النظام الامريكي هو الذي يدعم الإحتلال الصهيوني لبلدها طوال كل السنوات وكأنه ليس هو الذي قبل ايام اتخذ قرار نقل سفارته من تل الربيع الى القدس. 

وفوق هذا كأن هاتين الفتاتين هن الإسلام وتلك هي فلسطين مع ان الحقيقة لا احد منهن يمثلن من الإسلام ولا تلك تمثل من فلسطين الا بقدر ما يخدم ذلك مصالح اللوبي الرأسمالي وعلى حساب قضايا الإسلام وقضية فلسطين.

وهو اللوبي الذي يتحكم بالقرار الامريكي وهو الذي دفع بهن الى الكونجرس ولولاه ما وصلن اليه. 

ان هذا يكفي يا الهي لإيضاح حقيقة كم هو الظلم الذي نحن واقعين فيه وكم هو الترييف للحقائق والوعي وكم هو الإستحقار لنا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى