أرشيف

 حفل المشاكل أكثر من علامة استفهام حول فوضى حفل الفنان محمد عبده في جدة

أفشلت إجراءات تنظيمية، افتتاحية مهرجان جدة الغنائي، التي أحياها فنان العرب محمد عبده، متجاوزا صعوبات كبيرة كادت تتسبب في إلغاء الحفل كاملا، لكنها عادت وساهمت بقوة في إلغاء الوصلة الثانية للحفل الساهر الذي لم يتجاوز ساعة ونصف الساعة، فيما كان مقررا له أن يستمر قرابة 5 ساعات.

وألقى الفنان محمد عبده، وقائد الفرقة الموسيقية عماد عاشور، باللوم على متعهد الحفلات سعود سالم، بأنه كان السبب وراء إفشال الحفل الفني، بسبب عدم التزامه بدفع أجور الفرقة الموسيقية التي وصلت من المطار لمقر الحفل في الصالة المغلقة الرياضية، قبل أن تعود فجرا للمطار، في معنويات سيئة، وبعد أن حرر محضر بالواقعة لإلزام المتعهد بدفع المستحقات، وهو الذي أغلق هاتفه النقال، واختفى أثناء الوصلة الأولى.

وكانت لحظة صعبة على المايسترو عماد عاشور، وهو يخرج في حدود الثالثة وعشر دقائق صباحا، بعد توقف دام أكثر من ساعة، ليعلن أمام الجمهور في سابقة هي الأولى من نوعها، أن المتعهد "لم يدفع المستحقات المادية للفرقة".

واعتذر عاشور للجمهور السعودي، معبرا عن مدى اعتزازه بهم، مدللا على ذلك بقدومهم مباشرة من المطار لمقر الحفل والعودة بعدها إلى بلادهم، وعزفهم للوصلة الأولى دون استلامهم لأي مستحقات مالية تقديرا لمكانة فنان العرب.

بدوره، عبر الفنان محمد عبده، عن صدمته بما حدث من المتعهد، وقال للصحافيين، إن سعود سالم خذل الجميع، وإن ما حدث من أخطاء يسيء لسمعة المهرجان، مطالبا بتلافيها مستقبلا. وأبدى محمد عبده ، أسفه للجمهور العريض الذي قدم من مختلف المناطق والمدن السعودية، لملاقاته، مؤكدا أنه لولا الجمهور لم يكن ليقدم وصلته الأولى في ظل رداءة الهندسة الصوتية، وسوء التنظيم، وعدم الالتزام من متعهد الحفل.

كما ألمح فنان العرب لـ "الوطن"، عزمه تعويض جماهيره بحفل يليق بهم في عيد الفطر القادم. بينما أسر مقربون من محمد عبده، بأنها المرة الأولى التي يرون فيها أبو نوره، بهذا الوضع النفسي السيئ.

وكان أول المؤشرات حول حدوث أزمة، ما أشارت له "الوطن" ، في عددها أمس، من تأخر ظهور فنان العرب، حتى الثانية عشرة وعشرين دقيقة، وهو وقت متأخر قياسا بموعد الحفل الذي كان مقررا في العاشرة مساء.

وانتقد محمد عبده "علنيا" خلال الحفل، وأمام الجماهير، مرات عدة هندسة الصوت، حتى إن آلاف الجماهير بدأت تردد " آه..آه يا طارق" وهو الشخص المسؤول عن الصوت، كما تهكم أبو نوره، في أكثر من مرة، وهو يقول:" يا طارق مو عارف الزرار فين" أو "كمنجة رقم 2 يا طارق" لترتفع حدة انتقاداته، قائلا " صواريخ بتطلع " حيث بدا الجو مشحونا على خشبة المسرح.

بدورها طالبت جماهير احتشدت أمام كواليس المهرجان بإعادة رسوم التذاكر أو التعويض، نظير ما لحق بهم من خسارة مادية ومعنوية، فيما لم يكن هناك أي صوت يمثل الجهة المنظمة للحفل، للرد على الجماهير الغاضبة، خاصة أن أسعار التذاكر بلغت مستوى قياسيا هذا العام.

غير أن جماهير أخرى، رأت أن تقديم 7 أعمال طربية من العيار الثقيل، هي (الهوى الغايب، العروس، بحر العيون، الله عليها، اختلفنا، إلى من يهمها أمري، حطني) استطاع من خلالها محمد عبده، تجاوز كل المعوقات، وأطرب جمهوره، كانت أفضل من إلغاء الحفل إجمالا، وهو ما كان سيمثل صدمة للجمهور الذي تواجد قبل ساعات طويلة من افتتاح بوابات الدخول.

 ووصلت أسعار التذاكر في سقفها الأعلى 1300 ريال، وهو مبلغ لم ينسجم مع حالة الفوضى التي صاحبت عملية الدخول، بل وجلوس أشخاص في مقاعد الدرجة الممتازة وكبار الشخصيات، مقابل 150 ريالاً فقط، تمثل فئة الدرجة الثانية.

وقال صالح النهدي، وهو أحد متابعي محمد عبده، " ما دفعته يعادل 8 أضعاف ما دفعه الشخص الجالس بجواري.لا أعرف كيف وصل إلى هنا. لا يهم فقد جاءت نهاية الحفل مأساوية أكثر من حرب الكراسي". فيما طالب محبو فنان العرب عبر منتدياتهم الرسمية، بجمع أصوات للمطالبة بمحاسبة المتسببين في إفشال الحفلة الفنية الوحيدة التي تقام في بلادهم لفنانهم المحبوب، معلنين مقاطعتهم للحفلات الفنية حتى "إشعار آخر".

وكانت معظم النقاشات خارج صالة الحفل، تدور حول التكاليف المادية التي تكبتها مئات الجماهير القادمة من خارج مدينة جدة، حيث يفنّد عمار عبده، وهو من محبيّ فنان العرب، تكاليف رحلة صديقه القادم من المنطقة الشرقية بأنها بلغت أكثر من 4 الاف ريال، بين تذكرة للسفر وحجز فندقي، وتذكرة للحفل. يقول بحزن بينما يعلّق صورة فنانه على جيبه الأمامي "رحلة عن طريق البر لإحدى الدول المجاورة مع التذكرة والسكن وحفل منظم لن تكلف أكثر مما ندفعه داخليا".

زر الذهاب إلى الأعلى