أرشيف

صعوبات تؤجل ليالي الأنس وعادات تفرق بين الأحبـة

في وطن يدجن أبناؤه بتقاليد القبيلة وقيود الجهل وزنازن القهر والعنهجية، نجد شباباً وشابات اختفت الابتسامة من وجوههم ونسوا الأفراح والأعياد.. المستقلة ألتقت ببعضهم ولندعهم يحكون آهاتهم في هذا التحقيق:

خمسون ألف أجلت الفرحة

 (رمزي- 27عاما جامعي يعمل في القطاع الخاص منذ أربع سنوات يسكن المدينة ويعول أسرته المكونة من (5) أفراد التي تقطن الريف، يقول: خطبت في رمضان العام الماضي واتفقنا على أن يكون الزفاف بعد سنة، وعندما ذهبنا إلى عمي في عيد الفطر الماضي رفض إقامة حفل الزفاف بسبب عدم توفير المبلغ كاملاً والذي تبقى منه فقط خمسون ألف ريال، وعندما طلبت أن يعقد لي رفض أيضا وقال بالبلدي ولا تطعمها إلا لما تكمل فلوس الناس، عدت إلى منزلي كئيبا وقررت العودة إلى العمل ثالث أيام العيد لعلي أستطيع أن أوفر المبلغ رغم قصر الفترة، وإذا ما وفرت المبلغ رجعنا القرية نعرس، أما إذا نقص المبلغ فالعيد في المدينة أخرج.

لا يخزن إلاّ الخميس

فارس(29عاما) من أسرة فقيرة تقطن ضواحي مدينة تعز تأجل زفافه ثلاث سنوات يقول فارس: خطبت قبل أربع سنوات وكان عيد الأضحى في السنة التي تلت الخطبة، موعد الزفاف لكن خلافاً بين عمي، أخ أبي الذي هو والد الفتاة على قطعة أرض أدى إلى تأجيل الزفاف لمدة عام ثم ذهبنا إليهم لكن والد الفتاة كان يتهرب وكدت أفسخ الخطوبة فتدخل بعض الجيران واتفقنا على أن يتم الزفاف بعد دفع كل المبلغ الذي أضيف إليه خمسون ألف لجبر الخاطر والآن أنا أحاول أن أوفر المبلغ ليتم الزفاف في العيد، أما إذا لم أوفره فسيتأجل الزفاف مرة أخرى، صرت حريصا في الصرفة حتى أني لا أخزن القات إلا يوم الخميس.

للصبر حدود

(س.ن) 26عاما فتاة أكملت الجامعة قبل ثلاث سنوات تعرفت على طالب تقدم لخطبتها لكنه لم يحظ بوظيفة فأضطر إلى أن يقترض مبلغا ويشتري به حافلة صغيرة (دباب) يقتات منه، وقد أنتهى من دفع ما عليه من ديون في رمضان، وتم العقد ولم يبق إلا الزفاف لكن وكما قالت الفتاة يبدو أن عيد الأضحى سيمر دون أن يتم زفافنا لأن الوالد يريد ما تبقى من المبلغ فضلا عن تكاليف العرس ولهذا سننتظر حتى يحلها أرحم الراحمين مع أن للصبر حدودا.

أجبروني على فسخ الخطوبة

(ق.ت) 30عاما تقول: كان عيد الأضحى الماضي موعد زفافي بمن أحببت، فانتظرته بفارغ الصبر وكنت أرسم له في مخيلتي ورودا وزهورا حمراء.. لكن للأسف الشديد حصل خلاف بين والدتي ووالدة خطيبي ونتيجة لمشاكل بين أهل أمي وأمه تطور الخلاف حتى وصل إلى والدي ووالد خطيبي ليصبحا طرفين  فيه، أجبرت على فسخ الخطوبة مكرهة، وصرت محبطة أنظر للعيد على أنه يوم أسود لأن فيه ذبلت كل ورودي  والزهور بل وتحول لونها إلى أسود داكن مثل حياتي التي صادرها أهلي.

خلعته ولا زلت أحبه

(م.ب) 28عاما تقول: كنت معقودة على شاب من الحارة وبعد عيد الفطر خرجت بمعرفة أمي مع خطيبي لنشتري له بعض الحاجيات.. لكن عمي الذي يسكن القرية في إحدى المحافظات الشرقية رآني مع خطيبي فجاء إلى البيت غاضبا وكاد يضرب أبي وأمي لماذا خرجت مع خطيبي، الذي هو زوجي بحكم العقد وعندما عدت سمعت منه ألفاظا خدشت مشاعري ولحظتها قرر أن أذهب إلى المحكمة لأخلعه.. فرفضت لكن شخصية أبي الضعيفة جعلته يضغط علي فخلعته مع أني لا زلت أحبه ومن ذلك الوقت لم أعد أشعر بالسعادة إطلاقا ويوم العيد أنام حتى المساء ولا أحضر حفلات العقد والزفاف بالرغم من أني كنت اجتماعية ولدي كثير من الصديقات، باختصار صارت حياتي أكثر من جحيم.

قبل الزفاف قادوه إلى السجن

سليم (31)عاما عمل لمدة خمس سنوات مع أحد التجار وجمع مبلغا من المال، خطب فتاة أحبها ولم يتبق لزفافه سوى أسبوع ليحصل حادث ذو طابع جنائي ويساق مع مجموعة من زملائه إلى السجن ليبدد كل ما جمعه من مال وبعد عام وسبعة أشهر خرج من السجن  براءة ليجد نفسه قد فقد عمله وخطيبته وعليه من الديون ما يكفي ليعمل ما تبقى من عمره، وهو منذ عام لا يزور أهله في القرية لأنه لا يجد مصاريف السفر فهو لا يعمل وإن عمل يوما أو يومين في الأسبوع صرفها فيما تبقى من أيام الاسبوع..

تركته لأنه رفض أن أعمل

(م.م) 33 عاما تقول إنها أكملت الجامعة  وكانت معقودة وكان العيد هو موعد الزفاف.. اختارت بنفسها أثاث منزل الزوجية، وقبل العيد بشهر وجدت عرضا مغريا للعمل في إحدى الشركات استأذنت من فارس الأحلام للذهاب للعمل لكنه رفض أن تعمل بالرغم من اتفاقهم على أن تعمل منذ الخطبة وفي لحظة احتدام النقاش بينهما رمى عليها بالطلاق فالتزمت أن تعيد له ما دفع لأهلها من مال، تقول(م.م): لم أعد أفكر بالرجال فهم متسلطون ولا ينظرون للمرأة إلا من زاوية الشرف والعيب نذرت نفسي للعمل لأريح والدي الذي صار متقدما في السن، ولم أعد آبه لمناسبات الفرح وحفلات السرور ولا أحضرها.

زر الذهاب إلى الأعلى