أرشيف

السعودية تريد أن تضعف اليمن مجتمعاً ودولة

أكد د. محمد الظاهري أن الشقيقة السعودية -كما هو معروف عنها ومشهور- لا ترغب بوجود دولة قوية على حدودها وهي قريبة من القبائل اليمنية، وفسر استمرار السعودية بتعاملها مع القبائل بأنه إضعاف للدولة والسلطة.

وقال في تصريح للأهالي: «هناك إضعاف مزدوج فالسعودية حينما تدعم بعض مشائخ القبائل هي تهدف لتحقيق أمرين: الأول، إضعاف الدولة اليمنية: وثانياً، إضعاف المجتمع اليمني، ولذا فالدعم الموجه لبعض مشائخ القبائل ليس هدفه تقوية المجتمع الذي يمارس فيه هذا الشيخ دور الحاكم، وإنما تقوية لدور الشيخ وضمناً إضعاف القبيلة، و»هناك آليات تستخدمها المملكة تسعى لتحقيق أهدافها أبرزها إضعاف الكل اليمني».

واعتبر محاولة استقطاب المملكة لبعض القبائل في الحدود وتشجيع تهريب بعض السلع والخدمات على أساس حرمان الخزينة العامة من الضرائب والجمارك والعائدات وما إلى ذلك تهدف إلى إيجاد علاقات خارج إطار العلاقات الرسمية، إنها تسعى إلى إضعاف القبيلة كبنية اجتماعية بتقوية المشائخ وهذا ما يدفع شيخ القبيلة إلى الانفراد بمصلحته فقط بعيداً عن أفراد قبيلته لأن مصدره خارجي.

واستطرد -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- قائلاً: «الدعم لبعض القبائل الحدودية يندرج ضمن الهم الأمني لدى صانع القرار السعودي حيث تقوم هذه القبائل بمنع تسلل عناصر القاعدة إلى المملكة، وللأسف فالسعودية تريد إضعاف اليمن مجتمعاً ودولة عبر تقوية بعض المشائخ فهي تدعم الجزء لإضعاف الكل.

وتطرق إلى حاجة اليمنيين إلى تسييج وطنهم بالعدل والمساواة وعدم الركون إلى الخارج، فالسياسة السعودية تجدها فعالة في الداخل اليمني (المشائخ) لأن السياج اليمني منعدم، وتساءل: لماذا نلوم السعودية رغم أنها أقرب مما ينبغي منا لأن لها أهدافها وعلينا أن نلوم أنفسنا.

 وكانت «رويترز» نشرت تقريراً أكدت فيه أن تمويل السعودية للقبائل اليمنية من أجل محاربة تنظيم القاعدة يؤدي إلى تقويض سلطة الحكومة المركزية. ونسبت لمحللين ودبلوماسيين أن السعودية تضعف موقع صنعاء عندما تساعد القبائل التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن بشكل مباشر. ونقل التقرير عن المحلل السياسي عبدالغني الإرياني قوله: «الدعم السعودي للقبائل له تأثير سلبي واضح على هيكل الدولة وبشكل أوسع على قدرتها على محاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وقال «السعوديون رفضوا صراحة كل المطالبات اليمنية بالتوقف عن الدعم المادي للقبائل».

وقال دبلوماسيون إن السعودية زادت من مساعداتها المالية للعديد من القبائل اليمنية على مدار العامين الماضيين بهدف تحسين أمنها بسبب القلق من المتمردين الشيعة في شمال اليمن الذين خاضوا حربا حدودية قصيرة مع القوات السعودية. وأسند التقرير إلى باراك بارفي الأستاذ في مركز بروكينجز بالدوحة في قطر قوله: «السعودية لا تريد لليمن أن يكون قويا».

ويقول المسئولون السعوديون إن المملكة تدعم مشاريع المساعدات في المناطق القبلية لتمنع انضمام اليمنيين إلى تنظيم القاعدة لأن سلطات الحكومة اليمنية محدودة خارج العاصمة صنعاء حسب ما ذكره التقرير.

بينما قال محلل سياسي سعودي أن دعم السعودية للقبائل لم يأت بنتائج مهمة على مدى سنوات طويلة باستثناء الحصول على بعض المعلومات. وقال إن هذا الدعم «ليس مفيدا جدا»، ينتهي بك الأمر أن تدفع أكثر وأكثر ولا تحصل على الكثير».

وذكر التقرير أن دول الغرب تفضل إرسال المعونات لليمن من خلال مؤسسات كالبنك الدولي بعكس الأموال السعودية التي يقدرها بعض المحللين بملياري دولار سنويا التي تمر كلها عبر القنوات الرسمية.

المصدر صحيفة الأهالي اليمنيه

زر الذهاب إلى الأعلى