أرشيف

اليمن 2011.. عاصفة مكتملة الابعاد

أصبح اليمن الذي يعاني من الفقر المدقع – وهو من مسببات العنف الذي يقوم به انفصاليون في الجنوب ومتمردون في الشمال – ملاذا لمقاتلي القاعدة الذين يرغبون في تنفيذ هجمات خارج حدود البلاد.
وسلطت الأضواء على البلاد مجددا في تشرين الأول/ أكتوبر عندما تم العثور على طردين ناسفين مرسلين من اليمن إلى الولايات المتحدة في بريطانيا ودبي. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له مسؤوليته عن هذه العملية وهو أيضا الذي كان وراء محاولة تفجير فاشلة لطائرة ركاب متجهة الى الولايات المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2009. وفي نيسان/ ابريل حاول مفجر انتحاري أن يغتال السفير البريطاني في اليمن ومنذ حزيران يونيو هاجم متشددون عدة أهداف حكومية في الجنوب منها هجوم استهدف مقرا للمخابرات في عدن أسفر عن سقوط 11 قتيلا. وتخشى دول غربية والمملكة العربية السعودية المجاورة أن يحول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اليمن إلى نقطة انطلاق للهجمات في المنطقة وخارجها. وكثفت واشنطن من التدريبات والمعلومات والمساعدات العسكرية المقدمة للقوات اليمنية وأعانتها على شن هجمات استهدفت مخابئ المتشددين بعضها أسفر أيضا عن مقتل مدنيين.
وكشفت برقية دبلوماسية أمريكية سرية مسربة أن الولايات المتحدة شنت بنفسها غارات جوية استهدفت القاعدة في اليمن وأن حكومة صنعاء وافقت على الاحتفاظ بهذه المسألة سرا. ونقل عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وعده في المذكرة التي حملت تاريخ الثاني من كانون الثاني/ يناير 2009 بأن اليمن سيظل يقول إن هذه الهجمات قامت بها القوات اليمنية لا الأمريكية.
وأدت مخاوف من الاضطرابات والفساد إلى إحجام كبار المستثمرين عن العمل في اليمن بخلاف قطاع النفط. ويعاني نحو ثلث القوة العاملة في اليمن من البطالة كما أن دخل أكثر من 40 في المئة من سكان اليمن البالغ عدددهم 23 مليون نسمة يقل عن دولارين في اليوم. ويتراجع إنتاج النفط وتزداد أزمة المياه تفاقما.
غير أن اليمن نال استحسانا من صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات اقتصادية عام 2010 شملت فرض ضريبة مبيعات وإلغاء أغلب الإعفاءات الجمركية وخفض الدعم الحكومي للوقود.
ما تجدر متابعته..
– وقوع المزيد من الهجمات من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو رد فعل عكسي من الشعب إزاء الدور الأمريكي
– تفاقم العنف في الجنوب وتجدد الصراع في الشمال
– اضطرابات بسبب المصاعب الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى