أرشيف

العسكرة والخطف يطبعان المشهد جنوب اليمن

تتنازع مناطق جنوب اليمن الحشود العسكرية التي تحاول ضبط الحالة الأمنية وعمليات الخطف التي تنفذها عناصر تابعة ل”الحراك الجنوبي”، خاصة في محافظتي لحج والضالع، في مؤشر على تحديات جدية تواجهها السلطة لإنهاء الاختلال الأمني السائد منذ أشهر . وأكدت مصادر محلية في لحج أن وزير الدفاع محمد ناصر أحمد وصل أمس، إلى منطقة الملاح لتفقد الأوضاع وشد أزر أفراد اللواء 119 الذين انتشروا فيها، مشيرة إلى أن اللواء يستعد لاقتحام الحبيلين بعد تمركز مسلحين من الحراك فيها طوال الأيام القليلة الماضية . ورغم أن المصادر تحدثت عن تقدم القوات نحو الحبيلين لمحاصرتها من الشمال، نفت مصادر أمنية في المحافظة صحة الأنباء، وقالت إن “الوضع مستقر وإن مشاورات تجري بين أعضاء المجلس المحلي لتهدئة الوضع والحيلولة دون اللجوء إلى الخيار العسكري”، لكنها أكدت أنه “يجب أن يتم فرض القانون على الجميع ومن دون استثناء” . وكانت الحبيلين شهدت حالة توتر وتأهب واستنفار غير عادي خلال الأيام القليلة الماضية، تعطل على إثرها النشاط التجاري، بعدما اضطر الكثير من أصحاب المحال إلى إغلاقها، كما اضطر العديد من الأسر إلى النزوح، وتعثرت العملية التعليمية بعد رفض الكثير من أولياء الأمور السماح لأبنائهم بالذهاب إلى المدارس تحسباً لاندلاع أعمال عنف . من جهتها، قالت مصادر محلية إن منشورات تحمل اسم “كتائب ذئاب الجنوب” تم إلصاقها وتوزيعها على بعض المحلات التجارية تحذر من وصفتهم ب “العملاء والجواسيس” من الاستمرار في غيهم، كما تحذر المشايخ من التدخل أو “المتاجرة بالحراك” من خلال القيام بدور الوساطة مع السلطة لمنع دخول الجيش إلى ردفان، مؤكدة أن الكتائب “على استعداد للتصدي لتلك القوات وردها على أعقابها” . وأقدم مسلحون على خطف 7 أشخاص بينهم يمني يحمل الجنسية الأمريكية أثناء مرورهم في مديرية الحبيلين التابعة لمحافظة لحج، وتم اقتيادهم إلى منطقة مجهولة، فيما قالت مصادر محلية إنه تم اقتيادهم إلى مناطق يسيطر عليها قادة في الحراك . في السياق ذاته، أفرجت السلطات الأمنية عن عدد من معتقلي الحراك، الذين تم اعتقالهم في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في محافظتي لحج وعدن، ومن بين المعتقلين القيادي في الحراك حسين مثنى العاقل الأستاذ في جامعة عدن، والناشطون فاضل حسين الناخبي، صالح بن صالح، محمود محمد صالح، وضاح الحالمي وعارف عبده الحالمي، الذين تم اعتقالهم بعد مداهمة منزل العاقل بمنطقة صبر بمحافظة لحج . من جهة أخرى، طلب اليمن من الشرطة الدولية “انتربول” مساعدته في ملاحقة 90 متهما بقضايا إرهابية بينهم 5 سعوديين، وصفوا بالخطرين على الأمن في اليمن والعالم، ويعتقد أنهم فروا من البلاد . ونقل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبر موقعه الالكتروني عن مصدر أمني قوله “وجهت وزارة الداخلية اليمنية طلبا إلى مكتب منظمة الانتربول في صنعاء بضم أسماء عشرات الأشخاص المتهمين بجرائم إرهابية وجنائية إلى قوائمه الخاصة بملاحقة المجرمين الخطرين داخل الأراضي اليمنية وخارجها” . وأضاف أن السلطات “رفعت أسماء 90 مجرما من بينهم 36 متهما بجرائم إرهابية” . وأكد أن من بين المتهمين 5 سعوديين وصوماليان . على صعيد سياسي، تسلم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رسالة خطية من نظيره الإيراني أحمدي نجاد تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين . وقام بتسليم الرسالة بمدينة عدن نائب الرئيس الإيراني حميد بقائي، في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني إثر قطيعة بين البلدين دامت سنوات، إثر اتهامات لطهران بدعم الحوثيين . وذكرت مصادر رسمية أن رسالة نجاد تضمنت “حرص إيران وعزمها على تطوير العلاقات والدفع بمجالات التعاون وعلى مختلف الأصعدة” . وأكدت “ضرورة التشاور بين البلدين الشقيقين إزاء مختلف المستجدات التي تهم الأمة الإسلامية وخدمة الأمن والاستقرار” . وأكد صالح حرص اليمن على تعزيز علاقتها مع إيران على أسس أخوية صادقة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين .

زر الذهاب إلى الأعلى