أرشيف

حاكمة هندية أرسلت طائرة خاصة لشراء حذاء جديد

يرد في إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة في الدفعة الأخيرة وثائق «ويكيليكس» أن رئيسة الوزراء في ولاية اوتار براديش الهندية، ماياواتي (وهو الاسم الوحيد الذي تعرف به)، أرسلت طائرة خاصة الى مومباي لإحضار حذاء جديد كانت تعتقد أنه يليق بالمناسبة التي كانت على وشك حضورها.

 

ويتصادم هذا النبأ مع سيرة هذه السياسية التي صارت معبودة للملايين من طائفة الداليت «المنبوذين»، الذين تصنفهم التعاليم الهندوسية المقدسة في خانة «حثالة البشر». ويتأتى هذا من كونها زعيمة حزبهم«بهوجان ساماج» الذي آل على نفسه الدفاع عن حقوقهم. كما أن اوتار براديش التي تحكمها هي الولاية ذات العدد الأكبر من السكان في عموم الهند والأفقر على الإطلاق.

 

ورغم السمعة الحسنة التي تتمتع بها ماياواتي وسط مؤيديها باعتبارها نصيرة الفقراء وحاملة همومهم، فإن برقيات الدبلوماسيين الأميركيين ترسم صورة مغايرة لهذا وتصورها «مهووسة بالسلطة وبالمنصب الأعلى في ولايتها». ووفقا لفضائية «بي بي سي نيوز» الإخبارية فقد رفض مكتبها طلبا للتعليق على رفع النقاب عن إرسالها طائرة خاصة لشراء حذاء جديد لها. وقال مسؤول حكومي في نيوديلهي إنه يرجح أن تمتنع رئيسة الوزراء الإقليمية عن إصدار أي ردة فعل رسمية في الوقت الحالي.

 

 

وتحمل البرقية المسربة المتصلة بحادثة الحذاء تاريخ 23 أكتوبر / تشرين الأول 2008 وجاءت ضمن الدفعة التي سربها «ويكيليكس» خلال الأيام القليلة الماضية. وورد في نص هذه البرقية أن ماياواتي «رغبت في اقتناء حذاء جديد من ماركتها المفضلة فلم تتردد في إرسال طائرة خالية الى مومباي من أجل إحضاره».

 

 

وتمضي البرقية لتلقي الضوء على خبايا أسلوبها في الحكم فتكشف أنها «مهووسة بالسلطة وتقبض عليها بيد كالكمّاشة. ولهذا فلا يتخذ أي قرار، صغيرا كان أو كبيرا، الا بعد موافقتها عليه». وتقول برقية أخرى إنها «مهووسة أيضا بأمنها وسلامتها بسبب خوفها المَرَضي تقريبا من اغتيالها بطريقة أو أخرى. ولهذا فهي توظف من يتذوق الطعام قبل ان تتناوله خوف أن يكون مسموما».

 

وخارج إطار البرقيات، فقد أثارت ماياواتي عاصفة من غضب المنتقدين بعدما وصل بها ما اعتبره هؤلاء المنتقدون «جنون العظمة» الى «إصدار الأمر بإقامة تماثيل لشخصها ولآخرين من رموز الداليت على مر التاريخ». ورغم أنها تنفي أنها تشجع أهل طائفتها على «عبادة الفرد» وترد على منتقديها بالقول إنهم ينطلقون من دوافع التمييز الطائفي، فالواقع أنها أمرت بنصب تماثيل عليها في منتزهين في عاصمة ولايتها لوكناو، وفي نوادا وهي إحدى ضواحي مدينة دلهي.

 

ويذكر أن الهند الرسمية اتبعت بعيد استقلالها في 1947 من الاستعمار البريطاني سياسة «التمييز الإيجابي» التي تُحفظ بموجبها آلاف الوظائف الحكومية والمقاعد الدراسية في المؤسسات التعليمية العليا لأفراد طبقة الداليت المنبوذين. لكن هذا نفسه صار مثار جدل حامي الوطيس لأن ذلك القانون يميّز لصالحهم بغض النظر عن مؤهلاتهم وعلى حساب المؤهلين في الكثير من الأحيان. 

 

المصدر : إيلاف
 

زر الذهاب إلى الأعلى