أرشيف

قصف في تعز .. واشتبا?ات ف? صنعاء.. وتشييع قتلى

أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن خمسة قتلى سقطوا في اشتباكات بين قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح وقوات مؤيدة للثورة في صنعاء. يأتي ذلك في وقت شيع فيه أهالي العاصمة اليوم نحو ثلاثين قتيلا ممن لقوا مصرعهم خلال الهجوم العنيف الذين تعرضوا له في الأيام الماضية.

 

وستتواصل مراسم تشييع بقية القتلى في الأيام المقبلة حتى تستكمل الإجراءات القانونية كما قال ناشطون معارضون.

 

وقد تعرضت اليوم أحياء في العاصمة اليمنية لقصف بقذائف الهاون وإطلاق نار كثيف من قبل القوات الموالية للرئيس رغم إعلان نائبه عبد ربه منصور هادي مساء أمس هدنةً تشمل وقفا لإطلاق النار.

 

جاء ذلك بعد هدوء نسبي ساد الليلة الماضية وصباح اليوم بعد دخول وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية اليمنية وعناصر المعارضة حيز التنفيذ بعد ثلاثة أيام دامية.

 

وقد توسط في محادثات الهدنة عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني الذي دعا قوات الأمن وأنصار الثورة لوقف إطلاق النار، إضافة لتوسط عدد من المبعوثين الأجانب بينهم سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا لدى صنعاء.

 

وكانت الاشتباكات تفاقمت أمس بين القوات الموالية للرئيس صالح وقوات الفرقة الأولى مدرعة المنشقة والمؤيدة للثورة، حيث ارتفع عدد القتلى المدنيين إلى 26 نتيجة القصف العنيف للمعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة والأحياء المجاورة من قبل قوات صالح، فيما وصفه نشطاء بأنه الهجوم الأعنف ضد المحتجين المطالبين منذ فبراير/شباط الماضي برحيل الرئيس صالح ليرتفع عدد الضحايا منذ الأحد إلى أكثر من ثمانين قتيلا ومئات الجرحى.

 

إصابات مميتة


وقال مصدر طبي بالمستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء إن مجموع القتلى الذين سقطوا إثر احتجاجات جابت شوارع المدينة بلغ حتى مساء الثلاثاء 26 قتيلا، مشيرا إلى أن معظم القتلى تعرضوا لإصابات مميتة في الصدر والرأس من قناصة اعتلوا المنازل المحيطة بساحة التغيير.

 

وأكد أن العدد لا يزال مرشحا للارتفاع، خاصة أن عشرات من الجرحى في حالة حرجة للغاية، وتم توزيعهم على عدد من المستشفيات الخاصة بعد استنفاد إمكانات المستشفى الميداني بساحة الجامعة.

 

وأصاب القصف المدفعي لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية لنظام صالح عددا من المنازل المحيطة بساحة التغيير وبعض المحلات التجارية، وهو ما تسبب في خسائر مادية كبيرة.

 

وفي جنيف، قالت الأمم المتحدة إن أربعة أطفال لقوا حتفهم بطلقات نارية خلال الاضطرابات التي شهدتها اليمن يومي الأحد والاثنين. كما قالت ماركسي ميركادو الناطقة باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 18 قاصرا أصيبوا.

 

قصف لمكتب الجزيرة


وفي تطور متصل بالأحداث أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن مكتب القناة المغلق في صنعاء تعرض لقصف بقذائف أطلقتها قوات موالية للرئيس صالح.

 

ويأتي هذا القصف في سياق انتهاكات متصاعدة تتعرض لها وسائل الإعلام في اليمن منذ اندلاع الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام قبل عدة أشهر، كما يقول الصحفيون العاملون هناك، فقد أصيب عدد منهم من قبل القوات الموالية لصالح بينما تعرض آخرون للملاحقة والاعتقال والطرد والإيقاف عن العمل.

 

وفي آخر هذه الأحداث، أصيب المصور الصحفي حسن الوظاف برصاص أحد القناصين أثناء قيامه بتأدية واجبه المهني.

 

وكان طاقم الجزيرة في اليمن قد تلقى في وقت سابق تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل موالين للسلطات اليمنية.

 

قصف تعز


كما شهدت أحياء في مدينة تعز مساء أمس قصفا مدفعيا حي الروضة السكني حيث اندلعت اشتباكات بين قوات موالية لصالح وأخرى منشقة عن الجيش.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في تعز بأنه سُمع دوي ستة انفجارات على الأقل يعتقد أنها ناجمة عن اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من أنصار الثورة في شارع الستين بشمالي المدينة. كما انتشر من يسمون بالبلاطجة بشكل مكثف في المدينة لتعقب الثوار.

 

وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها لآثار قصف بالمدافع والدبابات شنته قوات موالية للرئيس على أحياء سكنية في المدينة أمس. وأفادت الأنباء بمقتل شخص وجرح خمسة آخرين جراء قصف بالمدفعية والدبابات قامت به قوات موالية للرئيس صالح في وقت مبكر الثلاثاء على المدينة.

 

وكانت مسيرة حاشدة جابت شارع بغداد وهائل في العاصمة اليمنية تنديدا بما وصفته بالجرائم الوحشية لنظام صالح.

 

ودعا المشاركون في المسيرة إلى محاكمة صالح و”نظامه العائلي” وطالبوا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وجمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بمغادرة البلاد. كما شهدت تعز ومدن حجة وذمار وعدن وحضرموت ومحافظات أخرى مظاهرات مماثلة.

 

واشنطن تدين


وقد أدانت الولايات المتحدة أمس أعمال العنف في اليمن، داعية إلى التوصل لحل سياسي “لتفادي المزيد من إراقة الدماء”.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان “لقد أدنا منذ فترة طويلة استخدام العنف خلال هذه الفترة من الاضطراب ونرفض أي أعمال من شأنها تقويض الجهود البناءة التي تبذل حاليا للتوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الحالية في اليمن”.

 

وكانت واشنطن قد دعت الرئيس اليمني إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي يتنحى بموجبها.

 

سياسيا، قال مصدر في المعارضة إن أعضاء منها يجتمعون مع مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة الراهنة.

 

ووصل المبعوثان الخليجي والأممي الاثنين إلى صنعاء، ومن المتوقع أن ينضما إلى المحادثات. ومن المنتظر أن يدعو الزياني إلى توقيع المبادرة الخليجية التي قبلها صالح وتراجع عنها ثلاث مرات.

 

وقال مصدر في المعارضة لرويترز “هناك احتمال لمحاولة إقرار المبادرة الخليجية للتوقيع عليها هذا الأسبوع”.


المصدر: الجزيرة + وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى