أرشيف

تنديد محلي ودولي بمجازر صنعاء

لاقت المجازر التي ارتكبها النظام اليمني بحق متظاهرين سلميين في العاصمة صنعاء الأيام القليلة الماضية تنديدا واستنكارا واسعين، على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.

 

فقد استنكر الجريمة سياسيون وبرلمانيون وصحافيون وشباب في الثورة اليمنية، وخرجت مسيرات استنكار في عموم المحافظات تطالب بوقف نزيف الدم، ومعاقبة مرتكبي المجازر بحق المتظاهرين السلميين.

 

وقال النائب أنصاف علي مايو، عضو المجلس الوطني لقوى الثورة باليمن، “نستنكر الجريمة البشعة التي يرتكبها نظام علي عبد الله صالح بحق المتظاهرين السلميين, ونعتبر هذه المجزرة المسمار الأخير في نعش نظام صالح”. وأشار إلى أن هذا السلوك الإجرامي يؤكد أن هذا النظام يعيش لحظاته الأخيرة.

 

ودعا مايو -في حديث للجزيرة نت- الثوار إلى التصعيد الثوري السلمي لاختطاف ساعة الحسم، التي قال إن ملامحها بدت وشيكة.

 

كما دعا أبناء الشعب اليمني للانخراط بالفعاليات التصعيدية السلمية، وألا يعودوا إلى خيامهم ومنازلهم حتى يخلصوا الشعب من ظلم هذا النظام الفاسد.

 

بدوره، وصف القيادي في تكتل اللقاء المشترك المعارض محمد غالب أحمد ما حصل بالانهيار القيمي والنفسي والأخلاقي، معتبرا ذلك بمثابة التفويض من صالح لنقل السلطة لنجله.

 

وأضاف غالب للجزيرة نت أن مثل هذه الجرائم لم تحصل في عهد النازيين، ولم يحدث في أي دولة بالعالم أن يُقتل متظاهرون سلميون بالأسلحة الثقيلة، وبهذه الطريقة البشعة، التي لا تدل إلا على انهيار الأخلاق لدى مرتكبيها, داعيا الشباب إلى عدم الانجرار للعنف الذي يريد أن يجرهم إليه النظام.

 

ووجه غالب رسالة لمن بقي مساندا للنظام من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، قائلا إن “مكانكم بين أهليكم, ولن ينفعكم الدفاع عن الظالمين”.

 

جرائم حرب


من جانبه اعتبر الصحفي غالب السميعي ما قامت به قوات النظام اليمني بحق المتظاهرين جريمة غير مسبوقة، ومجزرة بشعة، استخدم فيها السلاح الثقيل لقتل متظاهرين سلميين.

 

وأكد السميعي -للجزيرة نت- أن مثل هذه الأعمال تعد من جرائم الحرب التي تستدعي تحرك العالم لإيقافها وتقديم مرتكبيها للمحاكم الدولية كمجرمي حرب, وأشار إلى أن التواطؤ الإقليمي والدولي مع نظام صالح هو ما شجعه على الاستمرار في قتل الأبرياء، غير أنه لن يثنيَ الشباب عن إنجاح ثورتهم السلمية.

 

ودعا السميعي المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية إلى الاستفادة من هذا الزخم الثوري للإسراع باستكمال إسقاط ما بقي من النظام الفاسد وبناء الدولة اليمنية الحديثة.

 

أما أمين عام اتحاد القوى الثورية بمحافظة لحج جمال البريكي فأكد أن هذه الجرائم الوحشية ستضاف إلى التاريخ الأسود لنظام صالح، التي لن يغفرها التاريخ ولن تسقط بالتقادم.

 

وأضاف البريكي -للجزيرة نت- أن مثل “هذه الأعمال لن تزيدنا إلا ثباتا وإصرارا وعزيمة، حتى استكمال أهداف الثورة، وإيصال صالح وعصابته إلى مصيرهم المحتوم بالملاحقة والمحاكمة العادلة”.

 

من جهته، دعا رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح بمحافظة عدن دول الخليج للقيام بواجبها في حماية أبناء اليمن، وعدم توفير الضمانات التي تحول دون أن ينال رموز النظام العقاب، وذلك عبر المبادرة الخليجية التي يتكئ عليها النظام ليتمادى في قتل شعبه.

 

واستنكر خالد حيدان -في حديث للجزيرة نت- الموقف السلبي للسعودية، واتهمها بتوفير المأمن لقاتل أوغل في سفك دماء شعب مسلم. وأضاف حيدان أن “القتلة والبلاطجة يستقوون بكم يا إخوتنا في السعودية والخليج، وهم يمارسون القتل بحق الشعب”.

 

بيانات وإدانات


وفي بيان له، أدان رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد المجزرة البشعة التي ترتكب بحق الشباب اليمني في صنعاء وتعز وكل مناطق اليمن.

 

وقال ناصر إن الجرائم التي يرتكبها النظام بحق شباب الثورة قد سدت كل منافذ الحل السياسي، وأغلقت الطريق أمام كل الحلول المطروحة، معربا عن قناعته أن الحل الوحيد لما يجري في اليمن يكمن برحيل نظام علي صالح بالكامل، والتسليم بإرادة الثورة في التغيير.

 

من جانبه دعا أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبدالله الناخبي إلى إسقاط جميع مؤسسات الدولة بأيدي الثوار، وأضاف “لابد من هبّة غضب عارمة في عموم الساحات، وعدم الرضوخ لأي دعوات تهدئة أو حوارات تهدف لإضعاف الثورة وتأخير الحسم”.

 

وكانت قوات الجيش الموالية للثورة في اليمن أصدرت بيانا الأحد الماضي حذرت فيه نظام صالح وحرسه الجمهوري من مغبة وعواقب الأفعال الإجرامية بحق شباب الثورة.

 

وأضاف البيان إن على نظام صالح ألا يختبر صبرنا وصبر شعبنا وحرصنا على سلمية الثورة. كما دعا البيان “الأشقاء -خاصة السعودية ودول الخليج- إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في اليمن”.

 

من جهتها أدانت هيئة علماء اليمن المجازر بحق المتظاهرين السلميين، ودعت لمعاقبة القتلة، وأهابت بأبناء الشعب اليمني أن يهبوا لإيقاف تلك المجازر.

 

استنكار دولي


وعلى المستوى الدولي، لاقت المجازر المرتكبة بحق شباب الثورة باليمن استنكارا واسعا، فقد استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة القمع الوحشي الذي مارسته قوات الأمن اليمنية بحق المتظاهرين، ودعا الأطراف في اليمن إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس. كما استنكر الجريمة عدد من دول العالم، بينها أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا.

 

وكانت قوات الأمن اليمنية مدعومة بقوات من الحرس الجمهوري -الذي يقوده نجل الرئيس صالح- اعترضت طريق مسيرة سلمية في العاصمة صنعاء الأحد الماضي، وأطلقت النار باتجاه المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا وإصابة المئات, كما تكرر الأمر يومي الاثنين والثلاثاء، لتصل حصيلة القتلى إلى أكثر من 60 شخصا، إضافة إلى مئات الجرحى في الأيام الثلاثة.

 

يشار إلى أن هذه الأحداث تأتي بعد أيام من نشر تقرير بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن تقصي الحقائق في اليمن، الذي اتهم السلطات اليمنية باستخدام القوة المميتة بشكل مفرط وغير متناسب ضد المتظاهرين، وطالب بتشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لإجراء تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بحركة الاحتجاج السلمي باليمن.

 

المصدر: الجز?ره نت ـ من سر حسن

زر الذهاب إلى الأعلى