أرشيف

صالح يتحدى الجميع .. عليه أن يعيد حساباته قبل أن يجبر على التنازل ويساق للمحاكمة

لقد وضح جليا أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لا يريد ترك السلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية رغم توقيعه عليها، ورغم تنازله لنائبه، ورغم تكوين حكومة الوفاق الوطني، ولذلك فقد ظل يناور ويعرقل عمل الحكومة تارة بإعلانه عدم مغادرة اليمن، وتارة أخرى بعزمه قيادة الحملة الانتخابية الرئاسية لنائبه بالانتخابات الرئاسية القادمة، وتارة ثالثة بتهديده بتكوين ميليشيات مسلحة لقمع الثوار والانقلاب على الشرعية الدستورية التي وافق عليها.

 


لقد برهن صالح من خلال مواقفه السياسية المتناقضة أنه المعوق الأساسي لحل الأزمة اليمنية وتنفيذ المبادرة الخليجية، كما أنه بات المهدد الأول لاستقرار ووحدة اليمن لأنه لايريد التنازل عن السلطة ولايريد ترك المجال لحكومة الوفاق الوطني لإخراج اليمن من عنق الزجاجة التي وضعه فيها طوال أكثر من 32 عاما، وهو يريد أن يكون حاكماً أبديا لليمن رغم إدراكه استحالة ذلك خاصة وأن الشعب اليمني قد قال فيه كلمته، وأنه لن يتراجع وأن المطلوب منه أن يدرك هذه الحقيقة، وأن يترجل طوعا تنفيذاً للمبادرة الخليجية وللإرادة الشعبية.

 


فليس من المعقول أن يظل صالح يناور ويتحدى الجميع بأنه لايزال رئيساً شرعياً لليمن رغم تنازله عن السلطة بشهادة إقليمية ودولية وبتوقيع وتعهد شخصي منه للجميع ، فليس هناك تفسير لما يقوم به هذا الرئيس المخلوع سوى الحرص على تأزيم الأوضاع باليمن حتى ولو قاد ذلك لحرب أهلية واقتتال داخلي، وليس هناك أيضا تفسير لدوافع صالح غير العودة إلى كرسي الحكم في مسعى يتنافى مع الواقع ومع تطلعات الشعب اليمني ومع رغبة المجتمع الدولي والإقليمي.

 


إن المطلوب من صالح أن يعيد حساباته وأن يرضخ للواقع قبل أن يجبر على التنازل ويساق للمحاكمة فهو يدرك أن المبادرة الخليجية قد منحته الفرصة الأخيرة للنجاة بجلده والعيش بكرامة في أي مكان يختاره بالخارج ، فهو غير مرحب به داخل اليمن “لأنه أس الداء ولا دواء من هذا الأس إلا رحيله” ، فعليه أن يدرك أن الشعب اليمني لايزال يصر على محاكمته رغم أن المبادرة الخليجية قد منحته الحصانة رغماً عن رغبة جميع اليمنيين، ولذلك فإن المطلوب منه ألا يجبر هذا الشعب على العودة والتمسك بضرورة محاكمته مهما كانت الظروف، فالفرصة تمنح مرة واحدة وعليه ألا يضيعها بتصرفات طائشة.

 

المصدر : الراية

زر الذهاب إلى الأعلى