أرشيف

الإصلاح والقوات العسكرية يسعوون إلى نشر الفوضى في الجنوب والحراك قادر على كسر مؤامراتهم

يتساءل الكثير عن واقع ومستقبل “الحراك الجنوبي” والقضية الجنوبية بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام وما يعرف بـ “التسوية السياسية” من جهة، ومع تعاظم نشاط التنظيمات الجهادية المسلحة وسيطرتها على بعض مدن الجنوب.


وبالنظر إلى المقاطعة الواسعة التي شهدتها عدد من مدن الجنوب للاستفتاء الرئاسي الأخير في الواحد والعشرين من فبراير الماضي، والنشاط الذي تبذله المنظومة السياسية تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وأمريكا في الحوار مع بعض المكونات السياسية والاجتماعية في الجنوب بغرض الوصول إلى نقاط التقاء وتفاهم تمهيداً لحوار وطني حول القضية الجنوبية.


وحول وضع الحراك الجنوبي ونشاطه خلال الفترة الأخيرة، قال قاسم عسكر- أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، وهو سفير سابق، في حديث خاص لـ”يمنات” إن الحراك الجنوبي توسع أفقياً وعمودياً خلال الفترة الأخيرة وتمدد بصورة واسعة إلى كل فئات وشرائح المجتمع.


وأضاف: “يجري البناء المؤسسي للحراك من الأدنى إلى الأعلى واستيعاب الكفاءات والطاقات، وبناء منظمات المجتمع المدني استعداداً للدولة القادمة”.

ورداً على سؤال “يمنات” له فيما إذا كان “الحراك” يرى أن مطلبه في إقامة “دولة الجنوب” المستقلة أضحى قريباً من التحقق.. قال “عسكر” إن كل المعطيات والمؤشرات تجري على هذا الأساس، لكنه بالمقابل توقع أعمال عدوانية كبيرة، بل ومؤامرة كبرى من قبل كل القوى المشاركة في النظام وعلى رأسها؛ قوى المشترك وحزب الإصلاح وكل القوى التي لديها مصلحة في مواجهة الحراك، موضحاً أن الحراك الجنوبي لديه بالمقابل استعدادات وجاهزية لمواجهة هذه التحديات والعراقيل في سبيل تحقيق إرادة أبناء الجنوب وصولاً إلى تحقيق الأهداف الكبرى.


وعن تأثير جماعة “أنصار الشريعة” المسلحة المرتبطة بالقاعدة على مطالب وأهداف ومسار “الحراك” والقضية الجنوبية وإمكانية تحقيق مطالبه وأهدافه بالنظر إلى توسع عملياته وسيطرته على بعض المدن الجنوبية، علق “عسكر” قائلاً: تقديراتنا تفضي إلى حتمية أنها- يقصد “جماعة الشريعة والقاعدة”- مؤججة من مؤسسات النظام المحتل، وتلقى الدعم والمساندة منها، وبالتالي فإن كلما هو موجود على الساحة لا يزيد ولا ينقص من القوات العسكرية في كل المناطق الجنوبية لأنها أيضاً تساعد على زيادة الفوضى والمتاعب والمشاكل على الساحة الجنوبية.


ورداً على المزاعم التي تفيد بأن الحراك الجنوبي ضعف دوره وقلت أنشطته أو فقد القدرة على التماسك بعد أن عمت الاحتجاجات الثورية كل المحافظات الجنوبية من جهة وارتفاع وتيرة العمليات المسلحة والقاعدة من جهة أخرى..علق الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي/ قاسم عسكر بالقول هذا ليس صحيح.. الحراك الجنوبي حقق انتصارات خلال الفترة الماضية.. الامتداد الشعبي والتنظيمي على مستوى مناطق الجنوب بما في ذلك جزيرة سقطرى وعلى مستوى كل فئات المجتمع الجنوبي وشرائحه، وعلى هذا الأساس جرى استيعاب الكفاءات والطاقات، وكان رفض الانتخابات دليلاً قاطعاً لرفض كل المشاريع التي تحاول إجهاض قضية وانتصار إرادة الجنوب.


وأفاد “عسكر” أن الفعاليات توسعتوتنوعت.. من المسيرات التي خرجت مؤخراً للتأكيد على الانتصار في 21فبراير الفائت.. إلى المهرجانات والفعاليات المتنوعة حول المرأة والشباب والنقابات.


حيث جرى الاحتفال بعيد المرأة في 8 مارس والاحتفال أيضاً بعيد الأم في 21مارس.. كما جرى تشكيل النقابات الجنوبية مثل نقابة الصحفيين والفنانين والمهندسين.


ومن الوسائل الجديدة أيضاً التي قام بها الحراك هو التوسع في النشاط الديني حيث أسس ساحات خاصة بصلاة الجمعة.


وحول مشروع وبرنامج الحراك الجنوبي القادم، قال “عسكر” أنه لدى الحراك الجنوبي كل الأطروحات والرؤى التي تهدف إلى إضعاف وكسر كل المؤامرات التي تحاول القضاء على شعب الجنوب.. ولدينا كل الوسائل لمواجهتها بالنضال السلمي.

زر الذهاب إلى الأعلى