فضاء حر

الإرهاب ..الدعابة التي أصبحت حقيقة !!

 يمنات

                               


تنامي الوعي لدى الإنسان العربي نتيجة النكسات المتكررة وانجرحت الذات العربية إنجراحاً لم يجد له دواء ـ ناهيك عن شفائهم ـحتى الآن وتعويضاً عن العجز في المواجه لجئت الذات الجريحة للهروب إلى الماضي إلى هويتها الذاتية الأصلية المتهالكة في بقائهم المتوهم …وعلى المستوى السياسي العربي حدث التشرذم هروباً من الوحدة وعلى المستوى الاجتماعي إستيقضت الطائفية بدلا من الإشتراكية والقومية وعلى مستوى الانتماء حلّ الدين محل الوطن والمصالح المشتركة والتأريخ والجغرافيا وما زال الآخر يواصل انتصاراته …..

إسرائيل تعربد في المنطقة ولها ذراعها الممتد في أوساطنا والولايات المتحدة متزعمه النشاط العالمي الجديد وباسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحمي بعضنا من البعض الآخر وتواصل بين الحين والآخر نكأ الجرح حتى أوشك المجروح أن ييأس والشقيق الذي كنا نلوذ بحمايته اختفى من الوجود وأسلم قيادته لعدونا التاريخي والصديق الذي نحاول أن نصادقه فيأبى إلا أن نكون له أتباعاً ذليلين … هكذا دخل العالم العربي منطقة الضياع وافتقاد الأمل بعد إنجراح الهوية امتدت كل الأيدي للسلام مقابل الأرض (لقد حصلت على السلام فلماذا أعطيكم الأرض ).

هكذا لم يبق إلا التشرذم والطائفية وغطاء الدين وحين ينظم الثلاثة في تشكيله واحده فإنها لا تفّرخ

إلا الإرهاب الذي لا يجد نافذةً للتعبير عن نفسه من خلالها إلا نافذة الذات نفسها إنه الإرهاب والعنف على جميع المستويات والأصعدة المسلم ضد المسيحي والسني ضد الشيعي والعكس حتى يكتمل السياق المتخم بالعنف والإرهاب وتضييع الحقوق الإنسانية والإجتماعية ويبدأ العد التنازلي للتدمير الذاتي ….ناهيك عن الخطاب الفضفاض الذي نحن أول الكافرين بة بأفعالنا حول أسبقية الإسلام وأنه النسق الحضاري للغرب في الوصول إلى القيم الإنسانية الذي يتصوره خطابنا المأزوم أنها مفخرة تلك الحضارة كما أن الميل الأمريكي إلى جعل الإسلام عدواً أيدلوجياً بديلاً بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وسعيه من خلال هذه العداء إلى حشد قوى مرتبطة به لحماية مصالحه الإقتصاديه في بلاد العرب خاصة والمسلمين عامة وكذلك العمل على تكريس هيمنة تصل حد التلاعب بكل القوى السياسية الحاكمة والمعارضة في وقت واحد قد شكل أسباب لنمو الحركات الإرهابية وأجج نار الصراع داخل المجتمعات العربية حتى على مستوى الفكر والرأي.

زر الذهاب إلى الأعلى