فضاء حر

أول ليالي رمضان ولا إنسانية فيه ولا إنسان

يمنات

كنت مسروراً بقدوم رمضان وبعد وجبة العشاء أسرعت بالخُطى نحو مقر الشباب متشوقاً للسمرة وللرفاق في اول ليالي رمضان ولكن سرعان ما تعكر صفو أملي بروعة رمضان وتهذيب النفوس فيه، أثبت لي مجموعة من الشباب عكس ذلك تماماً..

في تقاطع شارع 26 سبتمبر وشارع جمال رأيت شاب يصيح من شدة الألم فهناك من أحكم على ذراعيه بقوة والبقية قاموا بتهشيم فمهُ بالحجارة والركل ، لم أشاهد مثل هكذا وحشية طيلة حياتي ، توقف الشارع بمن فيه من بشر ينظرون إلى ذلك الشاب وهم يتلقفونه من واحد إلى آخر ، وحين دنوت منهم وفهمت من أحدهم وهو يصرخ دعوه كي يلقى جزائه ذلك الكافر الفاسق ( لقد سبّ الله !! ) وكلما تقدم أحدهم كي يفكُهُ منهم كفروه واتهموه بأنه يدافع عن شخص يسب الله !!

رغم أني كنت متواجداً بداية المعركة ولم ألحظ أو أسمع ذلك المسكين يتلفظ بشيء كما يدعون ، قلت لهم وأنا أكاد أسقط من شدة الرعب وهول وبشاعة عملية التعذيب الجماعية على ذلك الشاب: وماذا في الأمر وإن صحّ ؟ ويلكم ما شئنكم في علاقة الشاب مع ربُهُ ؟ هل أنتم وكلاء عن الله في الأرض ؟؟ اقتنع بعض المشاهدين بصحة كلامي وتكتلنا كفريق واحد كون الجُناة مسلحين بمسدسات واستطعنا بعد تعرضنا لركل ورفس ورشخ بالحجارة من فكاك الشاب من أولئك المجرمون وقمنا بسحبه بعيداً عنهم كان مهشم الفم ينزف بغزارة لا يستطيع الكلام في حالة يرثى لها !!

يا للهول أهكذا يستقبل المتأسلمون رمضان في مدينة تعز ؟؟

آه .. أوشك هؤلاء على قتل كل الناس باسمك يا الله !!

زر الذهاب إلى الأعلى