فضاء حر

بين ليبيا واليمن والارتفاع إلى مستوى الوطن

يمنات
يبدو أن الليبيين سيغلقون صفحة سيئة من تاريخهم ليعبروا نحو الاستقرار و إعادة بناء الدولة دون التعلق بأوهام الحكمة المزعومة بل ارتفعوا إلى مستوى الوطن و منطق العقل و الواقع المجتمعي الذي يستلزم التعايش المستقر وفق تعدد الأراء والجماعات ضمن هوية واحدة. و أتمنى أن لا تنتكس حالة الإجماع على تجاوز الفوضى.
أما في اليمن التي ينفخون فيها بأوهام الحكمة تشتعل الحروب في الداخل و تزداد حالات الانهيار و الفوضى سياسيا و أمنيا و اقتصاديا و تتسع مجالات تدخل الخارج من عدوان مسلح إلى شتى مجالات الحياة بل إن أجندات الحلول و المعالجات تكتب في الخارج أو باستشارته ومباركته.
و لم يعظم اليمنيون شهر رمضان و حق الشعب في شهر له خصوصيته في العبادة و الحياة بل جعلوه شهر للاحتراب وقتل الأبرياء.
و لا تزال حالات النزق السياسي و الطمع في استملاك الدولة و الثروة هاجسا لجماعات و أحزاب كواجهات للخارج.
لقد آن الوقت لإنهاء معاناة الشعب و وضع حد للعبث السياسي و الأمني و العسكري و إعادة بناء الدولة و المجتمع كمشروع يلتف حوله كل أبناء الشعب و قواه الوطنية.
و هذا المشروع هو العاصم لكل الشعب و لكل المكونات السياسية و بدونه لن يستقر الحال ولن تستطيع أي قوة فرض خياراتها على الآخرين.
على كل الأحزاب و الجماعات و المليشيات أن تعرف حجمها و وزنها و أنها لا تساوي شيئا بجانب الوطن أو ضده .. فالوطن هو من يمنحها حجما و قيمة قدر إيمانها به وبالمواطنة..؟
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى