فضاء حر

أين الحكمة اليمانية؟

يمنات

اليمن يمر بمرحلة مخاض عسير في أن يكون أو لا يكون دولة طبيعية كما عرفتها شعوب الأرض الأخرى فهوا يمر بمأساة حقيقية لا توجد في أي دولة أخرى على وجه المعمورة.


ففيه لا توجد دولة قائمة بالمعنى الحقيقي للدولة والفقر وصل مستواه إلى الكارثي حيث أن المجاعة الآن تفتك بأكثر من مليون طفل والبطالة هي الأعلى عالميا والتبذير لما تبقى من المال العام وصل إلى حدود مخيفة ,فهناك من يستغل الفوضى لينهب ما وقع تحت يده مستمدا قوته من فلسفة النظام الشبه بائد" الشاطر لا تفوته الفرصه" وهناك الحالة الشاذة بما يسمى "بشؤون القبائل" التي تظم أعداد هائلة من غير المنتجين الناهبين للمال العام مكافئة لهم بنشرهم للفوضى ومحاربة قيام الدولة وتطبيق شرع الله .التلوث البيئي ونضوب المياه وصلا إلى حدود مخيفة ونسبة المصابين بأمراض مزمنه كمرض الكبد الذي يصيب تقريبا 25% من السكان في تزايد مستمر ولا توجد أي خطة وطنية لمعالجتها وتسبة الأمية هي الأعلى عالميا والمماحكات السياسية وتزييف وعي المواطن وإبعاده عن همومه الحقيقية هما السماة المشتركة للقوى السياسية المحنطة بالجهل والتجهيل والتي تقاوم وتسد كل نافذة أمل تلوح منها بارقة خير بإتجاه المستقبل المنشود لشبابنا المنخدع بقياداته العتيقة المشهود لها بالفشل والفشل فقط في بناء الدولة التي تخدم المواطن وتحسن من ظروف عيشة. فأين الحكمة اليمانية التي نتغنى بها؟ وهل سيفقدها الشباب ويحولوها إلى شعار لتخدير المواطن لكي لا يستمر في مطالبه التغييرية كما فعل جهابذة السياسة طوال نصف القرن الفائت؟ 


الحكمة لا يحملها من يقاوم التغيير ويحطم امال شعبه ويفاخر بأنه نجح بالإلتفاف على ثورات شعبه التغييرية المتتالية ويشرع للقمع بكل أشكاله ولا يرق له قلب أمام شعبه الذي يعيش هذه المآسي المذكورة وكأن شئ لم يكن. وهل سيفقد الشباب الحكمة ويسلمون ثورتهم لمن كان سبب مآسينا لأكثر من نصف قرن سلف نتيجة للتعصب الحزبي والعشائري والمنطق الإنتقامي حتى من الهوية الوطنية؟ على الشباب أن يكونوا حراسا للقيم الثورية والإنسانية التي خرجوا من أجلها بثورة سلمية أدهشت جيلنا وأدهشت العالم أجمع قبل فوات الأوان والله الموفق.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى