فضاء حر

من حاول إغتيال يسن ؟

من المستفيد من محاولة إغتيال الدكتور يسن سعيد نعمان؟ ولماذا وصل التهديد إلى مستوى الرجل الأول في الحزب الإشتراكي اليمني الشريك في الثورة والوحدة؟ لماذا يتم إستهداف شخصية وطنية بحجم الوطن تحترم من كل الأطراف وتمثل الوجه المشرق للسياسيين والمثقفين العقلانيين اليمنيين؟ 

هل قوى الظلام لا زالت هي الأقوى وقوى الثورة هي الأضعف كي تكون ضحية في زمن كنا نعتقد أن الثورة أنتصرة ولو جزئيا؟

هل محاولة إغتيال يسن تكرار لما حصل قبل 94م من محاولات لوضع الجنوبيون في خيارين مستحيلين إما مواجهة الموت في صنعاء أو الخروج منها وما يتبعهما من تداعيات؟

المستفيد من إغتيال د.يسن بالدرجة الأولى هي تلك القوى التي تقاوم التغيير وقيام الدولة أينما كان موقعها في صفوف الثورة أو من بقايا النظام القديم .

تلك القوى مهما تصارعت فهي تلتقي عند حماية مصالحها التي يضمنها عدم وجود الدولة وسيادة الفوضى.

هذه القوى بدأت تشعر بأن نجمها بداء يأفل مع قيام الحراك السلمي و الثورة الشبابية الشعبية المنادية ببناء الدولة ومحاربة الفساد و التوجه بجدية نحوإستحقاقات عملية الحوار الوطني التي يجري الإعداد لها وبرعاية دولية والتي لن تستثني أحد إلا من يرفض ويعزل نفسه.

قوى الماضي لا تريد لنا أن نصل إلى الحوار لأنها لاتؤمن به وبما سيتمخض عنه من حلول لقضايانا الوطنية ولنظامنا السياسي التوافقي القادم.

هي تريد أن تملئ إرادتها عن طريق قطع الطريق أمام التغيير بنشرها للفوضى والخوف.

محاولت إغتيال الدكتور يسن بعد عدة محاولات لإغتيال أعضاء بارزين وفعالين من حزبه مثل د. واعد با ذيب وزير النقل هي رسالة قوية لحزبه الإشتراكي اليمني المقاوم للتمييز في المواطنة و الحامل الأساسي لملف الوحدة اليمنية التوافقية المقترنة بالديمقراطية, ولشكل النظام السياسي لدولة الوحدة الذي نادى به قبل غيرة منذ عشرات السنين, والذي يتمثل بضرورة بناء دولة المؤسسات على اساس تعددي سياسي وإجتماعي.

فحوى هذه الرسالة هوا "عليكم أن تعوا بأننا هنا لا زلنا أقوياء كما كنا و لن نسمح لكم بإقلاقنا من جديد بشعاراتكم المدنية حتى لو أتيتم لنا بقادة مخلصين ومثقفين وشرفاء يحبهم الشعب ويحبوه-هذا لايهم نحن من يدير اللعبة السياية ويتحكم بها ويبتكر لها المسميات والمصطلحات.

فلعبت المصالح هي الأقوى والأثبت على هذه الأرض من قيمكم التحديثية.

"إستهداف الدكتور يسن هوا إستهداف للسلم الإجتماعي و يعبر عن إستهتار القوى الظلامية في مبادئ وقيم الحراك السلمي الثورة الشبابية الشعبية السلمية وإستهتار بالتحالف السياسي القائم بين قوى المشترك مع بعضها وكذلك مع شركاء السلطة التوافقية.

فبإستهدافه يتم بعث الفتنه بين الشماليين والجنوبيين بإعتبار إغتياله إمتداد لإستهداف الجنوبيون في صنعاء منذ قيام الوحدة 1990م, وعدم كشف الجناة الحقيقيين من قبل الأجهزة الأمنية على وجه السرعة ومحاسبتهم يبعث الشك في تعاملات المشترك مع نفسه, وخاصة على ضؤ حدوث العملية في نقطة تفتيش تقع تحت سيطرة الفرقة الأولى مدرع, وإن كان الفاعل مدسوس إلى هناك لابد من كشفه وإظهار الحقيقة للعامة من يقف وراه؟ ولماذا التعامل بلغة الألغاز اليوم؟. 

محاولة إغتيال د.يسن تعني إرهاب الجنوبيون في صنعاء والدفع بهم للهرب أو الصمت بإعتبارهم مرتكز أساسي في النضال من أجل الدولة المدنية وما تحمله من معاني المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إحراجهم أمام القوى الجنوبية المنادية بعدم مشاركة الجنوبيون في أي فعل وطني يجمع الشماليون والجنوبيون معا وهذا معناة الحوؤل دون إجماع قوى المجتمع المدني المنادية بقيام الدلة المدنية عن طريق توسيغ الهوة و التباعد فيما بينها على أساس شمال وجنوب.

وأكثر من ذلك إثارة إستعداء الجنوبيون للشماليون كي يتسنى لقوى الظلام اللعب على التناقضات الوطنية المختلفة والبقاء في السيطرة على السلطة والثروة لأطول وقت ممكن.

هذه المحاولة دنيئة بكل المقاييس وتصب في مصلحة أعداء الثورة المتضررين من قيام الدولة ومن توحد آلية قواها على أساس وطني فعال ومحاولة لعرقلة الحوار الوطني القادم ولن تكون الأخيرة وستتكرر بأشكال مختلفة . حفظ الله الدكتور يسن وكل الشرفاء والخيرين من أبناء اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى