فضاء حر

الحوار الوطني

(كيف لنا أن نتحاور والبعض يشحن بندقيته؟)

لست مع تحديد أجندة معينة للحوار الوطني القادم مسبقا أو بالأصح وضع شروط مسبقة للحوار لأن الحوار يجب أن يكون مفتوحا وشفافا لكل الأطراف كي تعبر عن أرائها بكل حرية حتى يصل الجميع في نهاية الأمر إلى حل توافقي يرضي ويلتزم به الجميع. ومن أجل أن يكون الحوار وطنيا شاملا يجب أن تتخلى كل الأطراف عن تنفيذ أجندتها بالقوة إذا تعثر الحوار في مرحلة من المراحل لأن طريق الحوار السلمي طويل وشاق ومضني لكنه يمثل ظاهرة حضارية تفضي إلى وفاق إختياري يجنب الشعوب الدمار الشامل أو الإستنزاف المهلك للأرض والإنسان. 

ولكي يستقيم الحوار لابد لنا من طرح العديد من الأسئلة مسبقا كا لتالي:
1.كيف لنا أن نتحاور والجيش والأمن موزعين بين قوى معينة تهددنا بهما كل يوم قبل أن يطرح المتحاورون رؤاهم والتي قد لاتعجب هذه القوى؟
2. لماذا هذه الأطراف تصر على تمسكها بمفاصل القوة العسكرية إذ كان الجميع أقر بأن القضايا الخلافية الوطنية لا تحل إلا بالحوار والحوار وحده؟ و كيف لهذه القوى أن تقنعنا بأنها تؤمن بالحوار وستلتزم بمخرجاته وهيا تكدس السلاح وتفرغ مخازن الجيش منه وتحوله إلى مخازن المليشيات التابعة لها؟ و ضد من سيستخدم هذا السلاح مستقبلا؟

3. كيف يمكن طمئنة أطراف الحوار جميعها بأنها تتحاور على قدم المساواة وبدون إكراه وهناك من يلوح بمليشياته القبلية القادرة على إعادة إنتاج حروب الفيد القديمة –الجديدة ضد من يشق عصاء الطاعة لدولة القبيلة؟
4. كيف للحوار أن يكون شفافا وفتاوى التسلط وإستخدام العنف لا زالت تصدر من أبواق ما قبل " التاريخ"؟ 
5.وكيف للحوار أن ينجح وهناك من يهدد بإستخدام السلاح إن لم تلبا مطالبه؟ 
6.كيف نتحاور والمعسكرات تهدد العاصمة بما فيها مقر لجنة الحوار نفسه وكل المدن اليمنية؟ 
الحوار يجب أن يقوم على قاعدة رفض العنف وإستخدام القوة أو التلويح بها ومن يشارك في الحوار ولديه السلاح من الماضي عليه التخلص منه قبل أن يشارك فيه, وأن كل الأطراف متساوية و لا وصاية لأحد على الآخر وأن القضايا الخلافية جميعها بجب أن تناقش بشفافية وبكل إحترام. ويجب إخراج المعسكرات من العاصمة وبقية المدن لكي يكون الحوار هادئا وآمنا. وأما الحوار نفسه يجب أن تلتزم به كل القوى السياسية والإجتماعية إخلاقيا لآنه الوسيلة الحضارية الوحيدة في حل كل القضايا الخلافية إن أردنا الإنتقال إلى المجتمع المدني الذي ننشده لنا ولأجيالنا القادمة.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى