فضاء حر

ثورة بعد كل تخزينة

 

في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان العرق في سوريا والعراق هو أداة الانقلابات العسكرية، وكانت الزجاجات هي التي تصنع الانقلابات وتطيح بالأنظمة.


كان الانقلابيون في الجيش أو في الحزب يحتسون كميات من العرق ليلة الانقلاب ويستمرون في الشرب إلى أن يترنّح النظام أو يسقط.

أحيانا كان الانقلاب يفشل ويلقى الانقلابيون حتفهم، لكن فشله لم يكن بسبب نقص في التخطيط أو في الإعداد، وإنما بسبب نقص في المشروب.. نقص في كمية العرق.. نقص في الزجاجات.


وأحيانا يفشل بسبب الوفرة وبسبب إفراط الانقلابيين في الشرب.

وعلى سبيل المثال حدث مرة في العراق أن مجموعة من العسكر والبعثيين خطّطوا ذات ليلة لقلب وإسقاط النظام، وكان أن استعدوا لذلك أيما استعداد وشربوا كميات هائلة من العرق بهدف التغلب على خوفهم وترددهم، وكذا من أجل نجاح انقلابهم وضمان سقوط النظام.


لكن الذي حدث ليلتها هو أنهم سقطوا من شدة السكر في أيدي رجال أمن النظام وأصبحوا معلقين على أعواد المشانق.

لذلك علّق أحدهم قائلاً :طالما البارات موجودة والعرق موجود فلن تتوقف الانقلابات في البلدين.

أما في اليمن فقد كان القات هو أداة صنع الثورات.


فقد خزن الأحرار اليمنيون وقتلوا الإمام يحيى في ثورة 1948 ومن بعدها راح اليمنيون يخزنون ويصنعون الثورات.

خزّنوا وعملوا جمهورية

خزّنوا وعملوا اشتراكية.

خزّنوا وعملوا وحدة وتعددية سياسية.

خزّنوا وعملوا حقوق إنسان.

خزّنوا وقتلوا الإنسان باسم الدفاع عن الثورة والجمهورية وعن الوحدة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وبفضل القات صار بمقدور اليمنيين أن يعملوا ثورة بعد كل تخزينة.


المصدر: اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى