فضاء حر

الثوره على الذات …أم الثوره على النُظم السياسيه..؟

 

 

 ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم﴾

صدق الله العظيم

 نعي جميعنا هذه الحقيقه الخالده خلود المعموره والمتجدده الحيه وحتى قيام الساعه ..في حتمّه الإنقلاب على الذات أو النفس  ليزكو سموها وطهارتها ورفُعتها ولتحقيق أي غايه أو هدف سامي فلابد من إن تكون مقومات ومقدرات هذا الاجراء التغييري والبناء المرحلي له ارضيته وأساسه المتين …فالله سبحانه وتعالى لاينجح أي عمل او غايه بدون صدق النيه وطهاره النفس وتجردها من الذات والانانيه ونبل الغايه هي من أولى مسببات التوفيق والنجاح من لدُنّه سبحانه وتعالى ..ونحن نرى في محكم هذه الآيه الكريمه بلاغه الايجاز وعظيم المعنى وخلاصه  الخلاصه ولها الكثير والكثير من المعاني والابعاد الساميه الزكيه والتربيه النفسيه والسلوكيه الجليه المتينه وليس هذا بالغريب فهو كلام المولى بديع السموات والارض والذي علمنا وارشدنا وارسل رسله بالهدايه والسبيل واليقين .

   وواقع هذه الآية من الناحيه الفكريه .. فهو أن ما يُغير هو إما الفكر وإما العمل.

 أما باقي الأمور كالسلوك أو أية حالة كالنصر والهزيمة فهي راجعة إلى الفكر والعمل لأنهما الأصل والباقي فروع عن الأصل. إذا عرفنا ذلك فإن تغيير ما يلزم في النفس يصبح معروفاً وهو المفاهيم لأنَّ الذي يؤثر في الفكر والعمل ويوجه الفكر والعمل هو المفاهيم هذا ايجازاً .

فالإنقلاب على الذات أو الثوره على النفس يجب ان يسبق أي عزيمه في الثوره على اياَ من النظُم السياسيه في هذا الكون  لضمان نجاحها وسلامه مسيرها وضمان منفعتها وجوده إخراجها المثمر المغدق ..ولو إننا سألنا أنفسنا كذلك في حال ثورتنا الثوره الشبابيه الشعبيه اليمنيه عن اسباب زهوها وتقدمها في البدايه وعن اسباب قد نقول انها اخفقت شيئاً ما في مسير تقدمها وإكمال فعلها الثوري والذي خرجنا جميعنا من اجل تنفيذه وتحقيق اهدافنا في العدل والمساواه وبناء دوله مدنيه حديثه ..لوجدنا إيجازاً إن بدايه هذا الضمور الثوري والاستحواذ القيادي عليه من قبل مراكز النفوذ في اليمن ..وكانت هذه البدايه في ميول البعض إلى التكتل السياسي والمناطقي والصراع المذهبي الذي ادُخل إليها قهراًً ومن قبل عناصر الثوره المضاده المدربه والمؤهله لذلك خلافهِ عن تأثير بعض العناصر المصلحيه والانتهازيه داخل الثوره في تفكير وسلوك الكثير من الثوار داخل الساحات وهنالك من الاسباب الكثير والكثير ولكن الغرض من هذا الايجاز إننا وبمجرد إن ابتعدنا عن بعضنا ومشاعرنا وإننا بهذا التباعد والتضارب الفكري وفي السلوك الثوري قد فتحنا الباب الكبير والسبيل السهل لهذه القوى في محاوله إنجاح مخططها وثورتها المضاده بشكل أو بآخر…فلو إننا ضللنا كما كنا عليه في البدايات والايام الاولى من الثوره افلم يكن الوضع غير هذا تماماً – نتكلم مع انفسنا بصدق – .

فلنتأمل بعمق في مايقوله( الاستاذ عبدالرحمن حموده  )في احد كتاباته على الثوره على الذات التالي :-

والثورة على النفس هى ضرورة حتمية لمراجعة كل إنسان لنفسه وبحث سلبياته وأخطائه للتخلص منها، ولا أحد رقيباً على هذه الثورة الفردية سوى الله سبحانه وتعالى، ويأتى بعد ذلك الضمير الحى لكل فرد.. والثورة على النفس هى تفجير للطاقات التى تجعل للحياة طعماً، وتجعل للفرد قيمة فى مجتمعه، والعمل الخلاق والجهد البشرى لا يأتى من الفراغ وإنما من محصلة مجموع همم الأفراد وعزيمتهم وإصرارهم على السير نحو الأفضل..

وقد لا يمكن للإنسان معرفة حقيقة نفسه وأبعاد قدراته والثورة على ما بداخله، وأن يكشف بين الحين والآخر عن مكونات نفسه وعن أسرار شخصيته وعقله الباطن وعندئذ تختلف الصورة ويتغير مفهومه عن نفسه وتتضح الرؤية أمامه فيجد أنه إنسان آخر قادر عامل منتج مجد وله قدرة على التضحية والعطاء.. إن الثورة على النفس هى حجر الزاوية لبناء الإنسان لذاته ولعقله، وهى سر تقدم وازدهار الشعوب ورفعة الدول.

نعم لقد تناول الاستاذ عبدالرحمن هذا المفهوم بشكل عام وشمولي وفي جميع جوانب حياتنا اليوميه وهذا هو المبداء السليم والاساس فالثوره على الذات هو إجراء متجدد ويومي للتخلص من كل شائبه وكل هوى وميول وإنحراف لكي نضل قريبين من الله تعالى ومتعاملين مع هذا المبداء أي إن تكون هذه الثوره هي لوجه الله وفي سبيل مرضاته وملاذاً آمناً لتجنب المعاصي

 إذاً فأن الأستمرايه الثوريه على الذات ينتج عنها حمايه للثوره وتأمين مسار نهجها من الانحراف وتصون عفاف مستقبلها خلافه على انها تحُصنها من أي اعوجاج في مسارها الثوري في أثناء الثوره نفسها  وتعمل ثوره الذات على اصلاح المسار الثوري وتقوم كذلك بإرشادها الحكيم الموفق من الله الى مايجب أو كما ينبغي لها أن تكون.

وينطبق هذا الحال على الثوره نفسها ..فالثورة الاصيلة هي التي لا«تتجمد» بل «تتجدد» لانها بمثابة النهر الذي يجري بدون توقف، واذا توقف اصبح راكداً وغير صالح للاستعمال .

وايجازاً ولانطيل فكُل ابناء اليمن وثوراه يعون هذه المعضله وهذا المحك ويدركونه فه اصحاب علم وحكمه وإنما نقول هذه العباره لشحذ الهمم وللذكرى فأن الذكرى تنفع المؤمنين.

 نـــقـول :-

 ماذا يجب علينا الآن أن نُباشر في فعله….؟ وقبل كُل شيئاً آخر أليس أن نغير ما بأنفسنا وان نتوب إلى الله في كل ساعه وحين لكي ينجينا برحمته وكرامته سبحانه من معاصيه ومن ظُلم أنفسنا.. ألم يحن الوقت لنثور على أنفسنا قبل كل شيئ آخر …؟ لنحقق اهداف ثورتنا وبناء ونماء وطننا الغالي اليمن وإرساء العدل والحُب فيه …وإستكمال الفعل الثوري والذي أغتيل من قبِل أعدائه والذي دسوا السم بالعسل .أو لم يحن الوقت بعد ؟؟؟؟؟؟

أما آخر قولي هو ما قالهُ سبحانه وتعالى

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمِ)

ْ صدق الله العظيم

من ساسه الظلم بسوط بأسه *** هان عليه الذل من حيث أتى

ومن يهن هان عليه قومه *** وعرضه ودينه الذي ارتضى

ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى