فضاء حر

التطرف والارهاب وحده الفكر والسلوك

 – التطرف والإرهاب هُما ملّةٍ واحدة


سوف نحاول في هذا الموضوع تحديد مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب إذن فما المقصود بالتطرف ؟ وما حدود العلاقة بينه وبين الإرهاب ؟

وبدايتاَ سنتحدث في موضوعنا هذا…عن التطرف لغه ومفهوم حتى يتم لنا سرعه الربط والتمييز والعلاقه مابين الارهاب والتطرف وانهما نتيجه لحاله واحده فكل تطرف ناتجه الارهاب والعنف وهذا ما وددت في موضوعي هذا ان اصله الى القارئ الكريم , فالعلاقه جدليه ووثيقه الربط في ناتج الارهاب الاتي اصلاً بسبب التطرف ارجوا ان اكون قد وفقت ان شاء الله تعالى.


ومن هنا نتسأل …؟

وهل التطرف هو دائما مقدمة حتمية للإرهاب؟

ألا يمكن لشخص أن يتطرف في فكرة دونما اللجوء إلى العنف لتطبيق أفكاره على أرض الواقع؟


ومن جهة أخرى ألا توجد مجموعة من الأشخاص يمارسون الإرهاب مقابل المال فقط دون أن ينتمون لأي منظومة فكرية ؟؟

قد يكون التطرف أحد أسباب الإرهاب وليس هو الإرهاب نفسه ولكنه في كل الأحوال فهو الرافد والنواه والمغذي الرئيسي للإرهاب.

____________________________


– مفهوم التطرف


أولا – التطرف لغة :

قال ابن فارس : الطاء والراء والفاء أصلان ، فالأول يدل على حد الشيء وحرفه ، والثاني: يدل على حركة فيه .

طرف الشيء في اللغة ما يقرب من نهايته ، وقيل: ما زاد عن النصف .

قال الجصاص : طرف الشيء إما أن يكون ابتداءه ونهايته ، ويبعد أن يكون ما قرب من الوسط طرفا .

ثانيا – التطرف في الاصطلاح:

لقد أطلق العلماء قديما كلمة المتطرف على المخالف للشرع ، والتطرف على القول المخالف للشرع ، وعلى الفعل المخالف للشرع .

ومن الأول ما قاله ابن تيمية :" وكثيرا ما قد يغلط بعض المتطرفين من الفقهاء في مثل هذا المقام ، فإنه يسأل عن شرط واقف ، أو يمين حالف ، ونحو ذلك ، فيرى أول الكلام مطلقا أو عاما ، وقد قيد في آخره ، فتارة يجعل هذا من باب تعارض الدليلين ، ويحكم عليهما بالأحكام المعروفة للدلائل المتعارضة من التكافؤ والترجيح ، وتارة يرى أن هذا الكلام متناقض لاختلاف آخره وأوله ، وتارة يتلدد تلدد المتحير" .

قال ياقوت الحموي :" إن بعض المتطرفين قرأ: الأكراد أشد كفرا ونفاقا ، فقيل له: إن الآية: { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا } ، فقال: إن الله – عز وجل – لم يسافر إلى شهرزور ، فينظر إلى ما هنالك من البلايا ، المخبآت في الزوايا ، وأنا أستغفر الله العظيم من ذلك ، وعلى ذلك ، وقد خرج من هذه الناحية من الأجلة والكبراء ، والأئمة والعلماء ، وأعيان القضاة والفقهاء ، ما يفوت الحصر عده ، ويعجز عن إحصائه النفس ومده" .

ومن الثاني – المتعلق بالقول – ما ورد في المسودة: "ومن الناس من لا يحكي إلا القولين المتطرفين دون الوسط "

ومن الثالث: ما قاله القرطبي : وتكره القبلة للصائم ؛ من أجل ما يخف عليه من التطرف إلى الجماع والإنزال .

وعلى ذلك يمكن القول : إن المقصود بالتطرف عند العلماء:

القائل أو القول ، أو الفعل المخالف للشريعة .

2- خصائص التطرف:

تتعدد خصائص التطرف لتشمل كل تصرف يخرج عن حد الاعتدال وذلك في كافة صور السلوك ومنها:

تعصب المتطرفين لرأي بحيث لا يتم السماح للآخرين بمجرد إبداء الرأي، أي الإيمان الراسخ بأنهم على صواب والآخرين في ضلال عن الحقيقة ، لأنهم وحدهم على حق والآخرون في متاهات وضلالات .

العنف في التعامل والخشونة والغلظة في الدعوة والشذوذ في المظهر.

النظرة التشاؤمية والتقليل من أعمال الآخرين والاستهتار بها.

الاندفاع وعدم ضبط النفس.

الخروج عن القصد الحسن والتسيير المعتدل

______________________________________________


 -الارهاب

في الحقيقه انه كثر الكلام في تحديد الإرهاب واضطربت الآراء والمصطلحات على إيضاح مفهوم الإرهاب , وعلى الرغم من كثرة التعريفات والحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب سنحاول ان نقف على تعاريف ومفاهيم جامعه لمحاوله فهم لحقيقة الإرهاب , ومع أن كثيرين من الباحثين في هذا الموضوع قد ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيد على مائة تعريف إلا أنها تخلوا كلها من أن تحدد مفهوم الإرهاب تحديدا دقيقا يستطيع القارئ أن يفرق به بين الإرهاب وغيره، ولكي تعرف أن كل ما ذكر من تعاريف للإرهاب لم تكن كافية لتحديد مفهومه تحديدا لا يختلف فيه أحد , وسأذكر لك نماذج مما قيل في تعريف الإرهاب .

********************************


ولناخذ تعريف الارهاب من  :-الويكيبيديا


الإرهاب كلمة في اللغة العربية اشتقت من الرهبة والتخويف، وكلمة "Terror" في الإنجليزية تعني الخوف وقد اشتق منها مصطلح Terrorism.

•وقد اختلف في المعنى السياسي لكلمة ارهاب العربية إلى قسمين :

1.عرفه البعض بانه أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة. ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف. فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدينة المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات. ويُعرف كل من يضلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الأمنين بالإرهابي أو الإرهابية.

2.أما في الإسلام فالعبارة تحمل بعض اللبس في تفسيرها حيث يعتبر نوع من إعداد القوة والسلاح لإثارة الرعب في نفوس الاعداءوتخويفهم لمنعهم من الاعتداء على المسلمين اي انه نوع من العمليات الاحترازية العسكرية حيث ورد في الآية القرآنية:

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾«‌8‏:60»

كما هو واضح من هذه الآية فإن المقصود من الإرهاب هنا هو استهداف العدو في الحرب وليس المدنيين.

عالمياً وبسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى. الجدير بالذكر أن الإسلام في الوقت الراهن قد نال النصيب الأكبر من هذه العبارة لأسباب سياسية تحكمها القوى الكبرى وأسباب دينية نشأت من اختلاف المذاهب.  

__________________________________________________  


   

 *ومن هنا نوجزحديثنا انه لا يوجد فرق بين الإرهاب والتطرف (فهُما حاله واحده وناتج طبيعي لكل حاله منهما ) *


إن التفريق بين الإرهاب والتطرف هو مسألة جد شائكة ، وذلك لشيوع التطرف والإرهاب كوجهين لعملة واحدة ، ومع ذلك فتفرقة ضرورية، ويمكن رسم أوجه الاختلاف بينهما من خلال النقاط التالية:

التطرف يرتبط بالفكر والإرهاب يرتبط بالفعل كيف ذلك؟

إن التطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة ، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادي أو التهديد بالعنف فإنه يتحول إلى إرهاب ، فالتطرف دائما في دائرة الفكر أما عندما يتحول الفكر المتطرف إلى أنماط عنيفة من السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل التنظيمات المسلحة التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب .

التطرف لا يعاقب عليه القانون ولا يعتبر جريمة بينما الإرهاب هو جريمة يعاقب عليها القانون ، فالتطرف هو حركة اتجاه القاعدة الاجتماعية والقانونية ومن تم يصعب تجريمه، فتطرف الفكر لا يعاقب عليه القانون باعتبار هذا الأخير لا يعاقب على النوايا والأفكار ، في حين أن السلوك الإرهابي المجرم هو حركة عكس القاعدة القانونية ومن تم يتم تجريمه.

– يختلف التطرف عن الإرهاب أيضا من خلال طرق معالجته فالتطرف في الفكر ، تكون وسيلة علاجه هي الفكر والحوار أما إذا تحول التطرف إلى تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها .

إذن من خلال هذه التمييزات بين الإرهاب والتطرف تطرح الأسئلة التالية: هل التطرف هو دائما مقدمة حتمية للإرهاب؟ ألا يمكن لشخص أن يتطرف في فكرة دونما اللجوء إلى العنف لتطبيق أفكاره على أرض الواقع؟ ومن جهة أخرى ألا توجد مجموعة من الأشخاص يمارسون الإرهاب مقابل المال فقط ولا يرتبطون بأي منظومة فكرية؟

__________________________________________________ _____


ومن هذه  كٌله نرى ومن ناتج البحث العلمي والتعريف الشمولي لكليهُما ومن واقع الحياه الفعلي كذلك بإن(التطرف – الارهاب) تربطهما علاقه متينه متينه وفعليهويسلكان نفس المنهاج ويسيران بنفس الطريق ويحملان ايضاً نفس الفكر والايدلوجيه المعتقديه .

وأن الناتج الطبيعي لأي تطرف يكون إرهاباً وعنفاً ..ولاغير ذلك .. وأن اي ارهاب تكون ايدلوجيته الوحيده وقاعدته المتينه ومبتدئه ومتنه وخاتمته واسبابه الوحيده هي التطرف.

فحين لاتؤمن الا بما تؤمن به انت ولاترى إلا ماتراه انت وبعين واحده , ولاتؤمنولاتحترم فكر غيرك  ولاتراعي معتقده ونظريه سلوكه ..حتى وان كُنت صائباَ بمعتقدك , يكون عاقبه ذلك النهج والسلوك وخيماً وضاراً على المجتمع كُله بل الامم كافه.

ويتمخض عن هذا المنهاج والسلوك إلى الوقوع في حبائل الشيطان والسير على خطاه ومراده دون وعي منك ولاإدراك ..وقد توظف لهذه الغايه والجريمه الانسانيه دون درايه ودون ما تكنه مبادئ هذا المعتقد من مبادئ وقيم انسانيه إن وجدت .

وستكون حاملاً لإيماناً اعمى البصر والبصيره بما تصنعه ويكون الترهيب والاذلال بالسيف والقنبله هو اسلوب حوارك  ومترجماً صارخاً لإسلوب وعنوان معتقدك ..دون ان تعي بإنك خرجت عن حدود الشرع والعرف والاخلاق والإنسانيه , وإنك كذلك قد كفرت بمعتقدك الديني والمذهبي إن كان يحمل طابع الدين والوحدانيه لله سبحانه وهكذا يتمخض من التطرف ارهاباً ومن الارهاب منهاجاَ ودعماً لوجستياً يستقيه من التطرف وهكذا تكون العلاقه شائكه وجدليه بين التطرف والارهاب … ولاحول ولاقوه إلا بالله ونختم حديثناَ هذا بقول الله سبحانه وتعالى وهو الحق والرحمن الرحيم في الآيه 13 من سوره الحجرات .


اعوذبالله من الشيطان الرجيم

( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) صدق الله العظيم

                   ونتمنى من الله التوفيق والسلامه من كُل شر انه سميع رحيم مجيب الدُعاء 

زر الذهاب إلى الأعلى