فضاء حر

في ذكرى إضاءة شمعتها الخامسة والأربعين بدت الثوري على نحو غير مسبوق متوددة للسيخ حميد الأحمر بخبر وتقرير إخباري لا شك أنهما سيسعدانه لا محالة

يمنات

 وزادت قناعتي أكثر حينما قمت بإعداد ملف خاص بثلاثية اكتوبر (الثورة، والثوري، والحزب) فأعددت مادة خاصة بالذكرى 49 لثورة 14 اكتوبر عنوانها (يوم كان الجرمل زاكي كرام مشقر الأحرار في ردفان، وبارودة عطر الثوار)، ومقالة أخرى خاصة بالذكرى 44 لتأسيس الثوري، والثالثة خاصة بالذكرى 34 لتأسيس الحزب ( الحزب الاشتراكي من الثورة إلى الدولة) والرابعة خاصة استوحيت فكرتها من كلمة الدكتور ياسين سعيد نعمان الأخيرة والتي مطلعها إن ثورة الشباب السلمية أعادت الاعتبار لثورتي (سبتمبر واكتوبر) وللقوى الوطنية الديمقراطية فصدقت نفسي وكتبت مادة عن تحول العمال في عدن إلى حركات نقابية ثورية.

حسبت حسابي أن الصفحات الأربع الوسط من الثوري ستخصص للاحتفاء بهذه الثلاث المناسبات كحق عليها قبل غيرها من الصحف. وكانت المفاجأة أن صفحة الثوري خصصت تقريراً لا يرجى خيراً منه وإنما شر مستطير والله يستر، وخبراً عن حميد الأحمر.

التقرير طبعاً عن محاكمة عائلة صالح، أما الخبر فعن استقبال (الشيخ حمير الأحمر للسفير الإيطالي)؟ الخوف على حكيم اليمن ياسين سعيد نعمان من التقرير ثمة خطر لا أملك وعي عن التفكير فيه، وفحواه الخوف على حياة الدكتور ياسين سعيد نعمان.. أما لماذا هذا الخيال المتشائم فمبرره قوي جداُ…….. كيف ؟

لقد اكتسبنا نحن الاشتراكيين خبرة في القدرة على توقع قيام مطبخ الاغتيالات السياسية في اليمن المكون من عناصر استخبارات يمنية تعمل لحساب السعودية داخل الأجهزة اليمنية وتعرفها مراكز القوى القبلية. المعطيات القديمة والجديدة تشير إلى أن ثمة مخطط يطبخ لتصفية (د . ياسين سعيد نعمان) خاصة بعد أن وضع الجميع أمام المسؤولية التاريخية في الخروج بالوطن إلى بر الأمان .

 

إن نشر مادة وخبر في الثوري عن (حميد الأحمر كشيخ يستقبل سفير إيطاليا دونما يحدد أين تم اللقاء في صنعاء؟، وبأي صفة يلتقي حميد بالسفير ؟ حيث لم يبين الخبر هل التقاه كنائب أم كمسؤول في الدولة أم كشيخ ؟

أخشى أن تتم تصفية الدكتور ياسين ويسارع المطبخ الإعلامي لقوى الشر اليمنية إلى التصريح باتهام (صالح وبقايا عائلته) على اعتبار أن الثوري استهدفت في هذا الظرف بالذات وحدها إثارة قضية محاكمة صالح وعائلته في الوقت الذي يقف صالح وأركان حكمه على أرضية الحصانة؟

إن (صالح) الذي رضع مع الشيطان من ضرع واحد صحيح أنه قد انتهى بيد أن المطبخ الذي حكم به البلاد مازال قائم ولا يستبعد أن ينفذ عمليات الإجرام في حق مناضلي وشرفاء الوطن جرائم لا يستطيع أحد اً أن يتوقع مدى بشاعتها. الأمر ألأخر لا أدري كيف يفكر رفاقنا الاشتراكيين خاصة التيار الاشتراكي الذي يخدم (حميد الأحمر أكثر من الدكتور ياسين، ويخدم الإصلاح أكثر من الاشتراكي)؟ لا يجب أن يفهم أحد أنني هنا متحامل على الإصلاح أو حميد الأحمر ………… وأنا وغيري من أعضاء الاشتراكي مع كل ما يرى الحزب، وفيما يسعى إليه ضمن أحزاب اللقاء المشترك إلى المحطة التي سينتهي عندها تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة كاملة، وما سيترتب على هذه العلاقة في المستقبل من خيارات ……… إنما أنا ضد عملية استغبائنا أو السخرية منا كاشتراكيين، وتدجيننا بتفاهات صحفية بالثوري كتغطية خبر استقبال (حميد للسفير، و محاكمة صالح) خبر ليس فيه أي شيء يستحق أن يجعله خبراً صحفياً مثيراً يستحق أن تنشره الثوري، وكذلك تقرير (المحاكمة القادمة لصالح) لا يجب أن تتبناه الثوري لا سيما بعد الخطاب السياسي لياسين سعيد نعمان الأسبوع الماضي. الاهتمام بحميد الأحمر أكثر من الثائر أحمد سيف حاشد حيث يلاحظ أن الثوري باتت كثيراً مهتمة بأخبار الشيخ حميد الأحمر أكثر من اهتمامها بأخبار المسيرات الثورية الأخيرة التي خرج بها الشباب في صنعاء وتعز ومعظمهم من شباب الحزب فبات الشيخ أكثر من (النائب الثائر أحمد سيف حاشد )..

الشيخ الأحمر الذي يغذي عناصر في الجنوب وفي أكثر من مكان من البلاد لإثارة تعقيدات وإشكاليات تحول دون إنجاز ثورة وطنية كاملة.. الثوري مهتمة جداً بحمير الأحمر ولا تولي ثائراً مثل (حاشد) أي اهتمام مع العلم أن المسيرة التي أقصدها كانت خالية من الحوثيين وشعاراتهم مائة بالمائة …….. فيا ترى هل خبر استقبال حميد؟ للسفير الإيطالي الذي يستحى أن ينشر لكونه غير ذي صفة بروتوكولية أهم من نشر خبر مسيرة "لا للتقاسم والمحاصصة الثورة ليست غنيمة" ثم أليس نشر خبر هكذا يصب ضد مصلحة الحزب الاشتراكي اليمني في اوساط الجنوبيين الساخطين على حميد الأحمر كونه يحتل منزل علي سالم البيض.؟ فكيف سينظرون للحزب الذي يجدون ان بيت الأحمر كانوا احد من ضربه ثمة قطيعة بائنة بين الثوري والحزب من ناحية، وبين الثوري والوعي الصحفي السياسي الحزبي الذي يفترض أن يكون عليه صحفيي الثوري من ناحية أخرى …. فمتى سيتم تلافي هذه الأخطاء؟ صحيح أن الثوري تعمل في ظروف بالغة التعقيد وشكر الله سعي موظفيها غير أن هذا لا ينفي أن تتبؤ الصحيفة مساراً صحفياً ثوريا متميزاً يرقى لمستوى الوعي السياسي لحزبنا وقيادته الحكيمة.. لا أن ينحدر إلى مستوى تغطية أخبار شيخ القبيلة.. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها مثل هكذا خطأ…. فقد سبق وان نشرت الثوري أخباراً عن جماعات الحوثي لا بنقل خبري مهني بقدر ما يشتم الإنسان البسيط من الخبر يخدم القبيلة أو الإصلاح؟ إيها الرفاق… نحن لسنا ولن نكون خداماً في أي يوم لا للحوثيين ولا لمشائخ القبائل البلانكية، ومثلما طهران ليست قبلتنا أيضاً الرياض مثلها. نحن حملة مشروع الوطن الغائب… وروافع دولة اليمن الحديث…. فهلا تذكرتم ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى