فضاء حر

الكرامة الانسانية والحق في الثورة

 يمنات

لا قيمة للانسان في واقع الاستبداد ولا مكان للحرية في البلدان ذات المنهج الشمولي والتركيز دائما من قبل الفئة الحاكمة وزبانيتها على طرق الكسب ووسائل الربح وتحصيل الثروة والهدف الاقصى للانظمة الفاسدة المحافظة على السلطة واخضاع الافراد بالقوة ونهب الخيرات وسلبها على العباد .

ربما يكون الشعور بالمهانة والغربة ومكابدته للاستغلال والظلم والاحتقار من طرف القوى للضعيف والغني للفقير وطلب المرء ان يكون عزيزا وان يشعر بالكرامة في وطنه وبين اهله هي من اهم الاسباب التي وقفت وراء تفجر الثورة الشبابية السلمية في وطننا والعالم العربي ولذلك حصل اجماع على تسميتها بثورة الكرامة والعزة .اي احترام للذات البشرية والاعتراف بالغير ولما تواجه مطالب معالجة الجرحى للثورة الشبابية السلمية بالاهمال واللامبالاة وينسى الذين يتحملون المسؤولية انهم يمكن ان يكونوا في يوم ما في مكانهم وانهم يتحولوا بمفعول الزمن الى مرضى وفقراء ومقعدين في السن وفاقدي السند يحتاجون الى الرفق والعناية والوضع على الذمة.

ان الهجوم البربري الذي حصل على معتصمي جرحى الثورة المضربين عن الطعام منذ اسبوعين امام مجلس الوزراءهو تعامل شمولي دون احترام وذلك لافراطها في استعمال القوة ومصادرتها لحقوق الناس وسوء التصرف في السلطة بالتعامل مع مطالبهم الشرعي والابقاء على العلاقة الهرمية بين الحكام  لمحكومين وهيمنة نزعة بكيافيلية براغماتية على ذهنية السياسيين وتوظيف ذلك من اجل المصلحة .

ان قلة الاحترام التي يعمل بها المرء اليوم هو امر مهين وجارح للمشاعر وهذه الندرة هو امر مصطنع وغير مبرر لان احترام الناس امر في المتناول ولا يستحق الكثير من الجهد والتفكير بل وفاء الانسان لذاته والعودة الى انسانيته.

فتحية للمناضل البطل احمد سيف حاشد الذي يحمل قيم الثورة بطرق مدنية متحضرة وباشكال نضالية سلمية مثل الاضراب والاحتجاج والمسيرات فمحافضته على قيم الثورة واحترام مبدء الكرامة وعلى معاملة طيبة للناس ومساعدتهم في سبيل تحقيق آدميتهم.

فهو الشعار الثوري الذي رفعه منذ البداية ورفعته الجماهير اثناء الثورة هو احترام الكرامة والعزة وعدم المساس بحقوق الناس في حياة كريمة.

ان الادارة السياسية تتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية بخصوص ما تعرض له المناضل احمد سيف حاشد والجرحى من اعتداء وقح غير اخلاقي مبتذل من كل القيم الانسانية.

ان الانتصار الى الكرامة وانقاذها من براثن الاستبداد والاعتراض على الاهانة من طرف كهنة السوق ذلك هو مطلب الشبيبة الثائر والحل هو كنس السياسيات الخاطئة وحراس النصوص المدلسة واصحاب البلاغات الكاذبة والخطابات الرنانة والانتصار المجازي على الحقائق المتكلسة والامكنة الثابتة والملابس الجاهزة.

ولقد ذهب الاسلام في احترام حرية الانسان وفي احترام وكالته عن نفسه امام الله تاكيدا لكرامته الانسانية الى حد الغاء اي وساطة بين الله والانسان فلا سلطة لاي مرجعية على ايمان الفرد سوى سلطته على نفسه في الدنيا وسلطة الله عليه في الدنيا وفي الاخرة ثوابا او عقابا.

هناك سؤال

من يدير الجمعيات التي انشات باسم معالجة جرحى الثورة وهل هي وكيل للحكومة ووزارة الصحة التي كان يجب ان تقوم بالدور الفعلي لها؟

وهل يدرك القارئ خطورة ملك الجمعيات التي تريد اخضاع المجتمع لمشاريعها والحصول على تبرعات خيالية؟ وهل سيتم اخضاعنا لجمعيات الاسلام السياسي والذي يعتبر استثمارا لها وتنمية اموالها كما حدث اثناء صعودهم في مصر؟!     

زر الذهاب إلى الأعلى